شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذة لبنى عمر الغلاييني))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الامتياز ليس وجهة مقصودة، بل رحلة مستمرة لا تنتهي أبداً.. إننا نفرِّق بين الشخص المتميز والشخص العادي بقولنا إن الأول شخص يفرض على نفسه متطلبات هائلة بينما لا يفرض الشخص الآخر على نفسه أي شيء، في مجال عملي كاستشارية لتمكين المرأة نقابل كل يوم سيدات بعضهن متميزات والبعض الآخر من النوع العادي والعادي جداً، في البداية لم أكن أستطيع تحديد الأسباب التي تؤدي إلى التميُّز لتبنّيها كمدركات جديدة، إلا أنني ومع الوقت ومع سماع الكثير من التشكّي واللوم والتموضع في مكان الضحية وسرد سلسلة من المعوّقات من السيدات العاديات جداً، كنت أسمع في الوقت ذاته عن إنجازات وتطورات ونجاحات للسيدات المتميزات، حينما قررت أنني وجدت مدركاتي الجديدة التي سأتبناها فيما بعد والتي كنت أبحث عنها وهي أننا لا يمكننا التحكم دائماً في الظروف لكن يمكننا التحكم في أفكارنا، لم تكن السيدات المتميزات يوماً بمعزل عن المعوِّقات والظروف التي تواجه السيدات العاديات، إلا أنهن كانت لديهن دائماً صورة ذاتية إيجابية عن أنفسهن كأشخاص يحققن النجاح فجعلن هذه الصورة متماسكة ولم يسمحن لها أن تبهت مما جعل عقولهن تسعى إلى تطوير هذه الصورة. السيدات المتميزات أيضاً تجاوزن بإدراكهن الواعي محدودية الدور الذي حصَّل فيه العديد من النساء إمكانياتهن. لذا أجدني اليوم فخورة بتقديم نموذج متميِّز لسيدة ناجحة، ظروفها بالتأكيد مشابهة لظروف أي سيدة عادية انسحبت من المشاركة بفعالية في مجتمعها بدعوى ظروفها، ضيفتنا اليوم تُكرَّم لنجاحها، لاستمراريتها في العطاء، لإصرارها على التفكير بطريقة إيجابية ولإيمانها بأن ما تفكر به تحصل عليه، إنها الأستاذة حصة بنت عبد الرحمن العون أهلاً بك ضيفة في هذه الأمسية اليوم.
يسرني أن أسرد بعضاً من الجانب الذي لم يُذكر من قبل، الأستاذة حصة ككاتبة وإعلامية بدأت رحلتها مع القلم منذ كان عمرها ثلاثة عشر عاماً باسم مستعار "دموع العون"، وذلك من خلال مجلة البيت السعيد اللبنانية، ومجلة أسرتي الكويتية، ومجلة الدوحة القطرية ثم مجلة اليمامة السعودية ومنها انطلقت ككاتبة باسمها الإعلامي المعروف، كان ذلك بمشاركتها في مسابقة لأحسن تحقيق صحفي ومن هنا كانت الانطلاقة عندما اختارت "الشمس" ضيفاً لحوارها ولقد فوجئت بفوزها بالمركز الأول بين المشاركين والمشاركات، والجدير بالذكر أن الدكتورة والكاتبة الكبيرة رقية السقاف كانت المشرفة على هذه المسابقة الإعلامية، من هنا بدأت الكتابة باسمها الصريح بعد هذه المسابقة وكانت تهتم بالشعر والخواطر مثلها مثل بنات جيلها ثم تعدّى اهتمامها إلى الشأن العام والقضايا الإنسانية من خلال باب "دارة الثريا" في مجلة "اقرأ" إبان رئاسة تحرير الكاتب الكبير الدكتور عبد الله مناع ولا زالت تتذكر الأستاذ محمد مهداوي رحمه الله مخرج ومنفذ "دارة الثريا"، استمرت حصة العون لأكثر من أربع سنوات في الكتابة والإشراف لتنتقل لرئاسة تحرير مجلة "زينة" التي كان يصدرها الناشران الأستاذان خزندار وبدر، كان لها اهتمام شديد بالمسرح الاجتماعي وذلك من خلال عضويتها لمجلس الجمعية الفيصلية الخيرية النسائية في جدّة وترؤسها للجنة الثقافية والدينية لعشر سنوات متتالية، قدّمت خلالها مجموعة من المسرحيات والأوبرات الكوميدية والاجتماعية التي تعالج قضايا المجتمع المختلفة، نظمّت عشرات الندوات والمحاضرات والمؤتمرات الثقافية والمسابقات العلمية والدينية والاجتماعية على مدار هذه الفترة، شاركت فيها نخب من الكفاءات السعودية الرائدة التي أثّرت في الحركة الثقافية والتوعية وساهمت في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع النسائي. استمرت العون في توجهها نحو قضايا المجتمع التي تمسُّ حياتنا اليومية والهامة، واختارت لها خطاً أطلقت عليه استراتيجية الاستثمار في الإنسان، ترجمت ذلك في الزوايا الأسبوعية التي انطلقت منها نحو المجتمع وقضاياه الهامة، عندما انطلقت بزاوية "إلى من يهمه الأمر" في جريدة "عكاظ" لمدة تسع سنوات، انتقلت بعدها إلى جريدة "المدينة" في زاويتها المعروفة "أجراس"، ومنذ ذلك الحين وحتى تاريخه اتسمت بالتوجه نحو قضايا الأمة الإسلامية خاصة وصراعها الأزلي مع الصهيونية، ويُعدّ هذا الخط السياسي الجديد نقلة نوعية أثبتت من خلالها أن المرأة تستطيع الكتابة في الخط السياسي مثلها مثل الرجل، والجدير بالذكر أن الكاتبة حصة العون تكتب في الوقت ذاته زاوية "إرث العقارية" في جريدة "الاقتصادية" طرحت خلال السنوات الخمس الماضية الكثير من الآراء والمقترحات التي تهتم بالشأن العقاري، خاصة المساهمات المتعثِّرة وما صاحبها من ضياع حقوق للمساهمين، كما أنها لامست قضايا مدينة جدة بكل شفافية ومصداقية، ولم تقتصر حصة العون على الكتابة في المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لكنها اقتحمت مجالاً جديداً من خلال ممارسة الكتابة في المجال الرياضي باسم مستعار أحدث الكثير من التساؤلات في وسط الرياض، وهو "بنت الوطن"، هذا هو الاسم المستعار الذي اختارته حصة العون للكتابة في جريدة الرياضية منذ أكثر من عشرين عاماً، تنقلت به في عدة صحف منها جريدة الاقتصادية حتى استقر بها المقام في جريدة الشرق الأوسط حتى الآن، قدمت خلال هذه الفترة الكثير من الدراسات والرؤى في تطوير الرياضة وخصوصاً قضايا الشباب، الثروة الوطنية الأولى، حيث ساهمت بطرح الآراء والمقترحات التي وجَّهها لصناع القرار في بلادنا الحبيبة وما يمس الشأن العام الإسلامي والعربي والخليجي، وشدَّدت على قضايا الفساد المالي والإداري ذات العلاقة بالتعليم والتوظيف والصحة وأصحاب الحاجات خصوصاً النساء عبر مشاركتها الفضائية التي تخدم الصالح العام.
الأستاذة نازك الإمام: شكراً للأستاذة لبنى الغلاييني، والآن نتيح الفرصة لضيفتنا الكريمة الأستاذة حصة بنت عبد الرحمن العون لتتحدث عن أهم المحطات والمراحل المفصلية في مسيرتها العلمية والعملية فأهلاً وسهلاً بها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :925  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 123 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالله بلخير

[شاعر الأصالة.. والملاحم العربية والإسلامية: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج