شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الدكتورة بدور بنت سلطان الشهري))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تحية وتقدير للشيخ عبد المقصود خوجه ورجال "الاثنينية" من حوله لقد غمرتمونا بالتكريم ولكم الشكر والتقدير للمرة الثانية اسمحوا لي في هذا الموقف أن أشارك بكلمة. حين التحقت بالسنة الأولى بجامعة الولايات المتحدة الأمريكية طلب إلينا أستاذ الأدب الإنجليزي أن يأخذ كل طالب منا ورقتين يكتب في كل ورقة منهما رسالة يوجه إحداها إلى الشخص الذي يفكر فيه في تلك اللحظة وفي الثانية رسالة إلى أحب الناس إلى قلبه وأن يضع كل منهما في ظرف ويغلقه ويسلمه للأستاذ على أن يرسلها هو لنا بعد التخرج أي بعد خمس سنوات، فكتبت رسالتين وفي زحمة الدراسة والغربة ومرور السنين نسيت الموضوع وحين عدت إلى الوطن بعد خمس سنوات من تاريخ كتابة الرسالة فوجئت ضمن بريدي برسالتين معنونتين إليَّ بخط يدي فتحتهما ولم أكن حتى تلك اللحظة قد تذكرت الموقف خاصة أني فتحت بريدي بالمصادفة بينما كانت والدتي معي بدأت بالرسالة الموجهة إليها لتقرأها فقرأت عدة سطور وكانت تقول: أمي الحبيبة كم أنا في شوق إليك وأفتقد حنانك وكم أرى نفسي مدينة لك على ما تقدمينه لنا من دعم وكل ما أتمناه أن أستطيع في يوم من الأيام أن أبر بك. المشتاقة إليك جداً بدور. فوجئت بعد قراءتها الرسالة إنها ألقت بها بعيداً جداً وأنها قالت بصوت عالٍ (وبس). ليتني عندما كتبت الرسالة كنت قادرة على التعبير الصحيح الذي يكفي لأن يلغي هذه (البس). بعد هذه السنوات خاصة وأنا متأكدة بأن ما قامت به أمي ولا زالت تقوم به لا يمكن تقييمه لا برسالة ولا بغيرها وبعد أن قامت غاضبة تبعتها بحيرة وخوف سألتها عن سبب غضبها فقالت: ما كنت أتمنى أن ينحصر رأيك فيّ في الجانب المتلخّص بالدعم كنت أظن إنني أديت رسالة أسمى من ذلك بكثير رسالة تقول: إن الحب الغير مشروط الذي شربناه من قلبك الكبير الذي علمنا كيف يحوّل الخوف إلى طمأنينة والغربة إلى ألفه والطموح إلى إنجاز والتردد إلى ثقة والهاجس إلى حقيقة والأيام يا ابنتي إلى صفحات خالدة في حياة الإنسان هذا الذي أريد أن أسمع منك. وقبل يومين وبينما كنت في مكتبي أفكر فيما يمكنني أن أقول في مثل هذه اللحظة التي أقف فيها بينكم دخل عليّ زميل محامي وذكرني أنه عرف من جدته أن لها صديقة قديمة هي أم خالد الله يرحمها وروى على لسانها بأني قطعت عهداً على نفسي بأن أدخل محو الأمية وأدخل بناتي حتى وصلت أعلى الشهادات ومراكز علمية اليوم وكل ذلك يرجع إلى فضل ابنة صغيرة عند أم خالد كلما دخلت عليها زائرة تقف أمامي متسائلة. لماذا لا تعلمين بناتك؟ قصتان صغيرتان تدل كل منهما على معنىً يصعب حصره، فالأولى تدل على الأسس الأصيلة لعلاقة الأم بأبنائها وفيها العلاقة الأساسية للتربية الحديثة بمفهومها الحضاري ومعطياتها الإنسانية فهي تريد من ابنتها أن تبتعد عن الحياة المجردة إلى الحياة المتساوية التي تقوم على تفهم المشاعر الصادقة للإنسان وتوصله بسهولة إلى مكارم الأخلاق وأما القصة الثانية فتدل على أن هذه الأم الأستاذة كانت منذ طفولتها تؤمن دون أن تعلم أن العلم هو الوسيلة الحقيقية والناجحة لبناء الحياة وهو ما دفع برأي أم مشاري أن تلتحق بمدرسة محو الأمية وتلحق أبناءها وبناتها بالمدارس ثم بالجامعة ليكونوا أعلاماً بارزة في حياتنا اليوم. هاتان القصتان رمزيتان وكم من الرموز لا أستطيع الوقوف عليها والآن شكلت الجانب الحقيقي لشخصية أمي هند بنت ماجد بن خثيلة لها مني كل الحب ولكم التقدير في هذا الموقف الذي يبعث على الفخر والعزة والذي يستطيع استدرار دموع الوفاء بمنتهى السهولة واليسر. والسلام عليكم ورحمة الله.
الأستاذة نازك الإمام: هناك كلمة معبرة الآن من سعادة الدكتورة منيرة صالح العكاس المشرفة العامة لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني منطقة مكة المكرمة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :459  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 98 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.