شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك وأصلي وأسلم على خير خلقك وحبيبك سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأستاذات الفضليات:
الأساتذة الأكارم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
نحظى الليلة بتكريم السيدة الجليلة الأستاذة الدكتورة هند بنت ماجد بن خثيلة الأستاذة بمركز الدراسات الجامعية للبنات بقسم الإدارة التربوية بجامعة الملك سعود والأديبة والكاتبة الصحفية المعروفة التي أفضلت علينا بهذه السانحة الطيبة متجشِّمة مشاق السفر من الرياض فأهلاً وسهلاً ومرحباً بها. ضيفتنا الفاضلة تكاد تكون نسيجاً فريداً في فن التعامل فهي من الذين يألفون ويؤلفون متعها الله بخصال حميدة أحسب أن من أبرزها مقدرتها على تذويب طبقات الثلوج التي يراها البعض عنصراً طبيعياً بين البشر، وبالتأكيد فإن هذا الفن الراقي في التعامل نتاج تجذر ثقافي استوعبت من خلاله تراكمات علمية وعملية ثم وظفتها لتكسب عقول وقلوب من تتعامل معهم لأول وهله وقد أسعدتني الظروف بالتعرف إليها عن كثب خلال مشاركتنا في مؤتمر الحوار الوطني الثاني الذي عقد في مكة المكرمة خلال الفترة 4-8/11/1424هـ- الموافق 27-31/12/2003م فوجدت فيها المثقفة التي تتمتع بأفق واسع وخلق رفيع ومقدرة على الحوار وفق رؤية واضحة ومنهج علمي في الطرح وفهم أبعاد مختلف المسائل المتناولة بالإضافة إلى أنها تمتاز بروح المواجهة في أصعب المواقف التي تفرض عليها قسراً دون سابق إعداد فتمتلك زمام المبادرة وتحول الموقف لصالحها لدعم التوجه الحضاري الذي تؤمن به ولا تترك للآخر غير احترامها وتقدير مكانة وصلابة الأرضية الثقافية التي تقف عليها. إن النهج العلمي الذي تتخذه ضيفتنا الكريمة نبراساً في حياتها فيما يتعلق بأسلوب وكيفية اتخاذ القرارات مكنها من تأثير شخصيتها على كثيرين ممن يحيطون بها ويتعاملون معها إذ تدرك تماماً أن اتخاذ القرار ونتيجة شبكة كبيرة من المتغيرات التي تحتاج إلى معلومات متأنية وفي الوقت ذاته مراعاة عنصر السرعة حتى لا يأتي القرار متأخراً وبالتالي بدون فعالية والاستفادة منه وتمكنت من إسقاط بعض النظريات العلمية على أرض الواقع متجاوزة بذلك البعد الأكاديمي إلى أرض الواقع الاجتماعي بمكوناته المختلفة وليس هذا بالأمر الهين لأن التطبيق دائماً محك النظرية حيث يختلف حساب الحقل عن حساب البيدر وكثيراً ما يلجأ أساتذتنا في علم الاقتصاد بأخذ الحيطة بالقول عند التطبيق إذا ظلت الأمور الأخرى ثابتة وهي غالباً لا تظل ثابتة الأمر الذي يجعل بعض النظريات بعيدة بعض الشئ عن الواقع العملي وبالإضافة إلى الدور التربوي المهم الذي تقوم به فارسة أمسيتنا وإسهامها المقدر في تخريج أعداد من الطالبات اللائي أصبحن يتفوقن على زملائهن الذكور عدداً وكفاءةً فإن تلاقح أفكارها مع المجتمع أصبح مكان تقدير لمتابعي الشأن الثقافي والشاهد على ذلك كتاباتها الصحفية التي تجيد حبكتها مثل أي صحفي محترف وعمودها الصامد أمام التحديات المعروف بعنوان "وتاليتها" بصحيفة الجزيرة من الأعمدة الصحفية المحببة إلى نفوس القراء لما يمتاز به من جرأة وطرح متجدد لكثير من القضايا التي تهم الوطن والمواطنين وقد استطاعت بأسلوبها السهل الممتنع والممتع أن تشق طريقها بوهج كبير في دنيا الكلمة ورصدت من خلال كتاباتها المميزة الكثير من الأمور التي قد يمر بها البعض مرور الكرام إلا أنها بحسها الصحفي الصادق تمكنت من عمل توليفه فريدة مزجت فيها بين المتابعه اللصيقة لمجريات الأحداث داخلياً وخارجياً والخروج دائماً بفكرة جديدة والمناداة بإنجاز معين يساعد في تعضيد مسيرة التقدم والاجتهاد التي نتطلع إليها جميعاً وكم هو محبب أن تختتم كل مقالاتها بعبارتها المحيرة "وتاليتها" بعلامة استفهام وعلامتي تعجب يمنحانها وقعاً مؤثراً في نفس المتلقي يفوق كثيراً من التعابير المستهلكة. والمتتبع لمقالات ضيفتنا الكريمة يستغرب الكم الهائل من المعلومات والاضطلاع الواسع والاهتمام الكبير الذي توليه لكل مقالة، فهي لا تقف عند عتبات ما تتناقله وسائل الإعلام بشأن موضوع ما بل تخترقه في عدة اتجاهات لتضيف إليه من مخزونها الثقافي ثم تغزل منه ثوباً فريداً يحمل طابعها المميز وحنجرتها الخاصة ويستحق في النهاية أن يوشح عبارتها الشهيرة "وتاليتها" بعلامات تعجب وعلامتي استفهام يضيف في مجملها لغة ذكية لفحوى المقال. وقد يعود القارئ إلى متن المقال متأملاً ومفكراً وباحثاً عن رد سريع بهذا التساؤل المفاجئ والذي غالباً ما يدغدغ فيه شيئاً ما وكل يلتمس الإجابة من معينه غرفاً من أليم أو رشفاً من الديم. ولها جولات في كثير من المؤتمرات محلياً وإقليمياً ودولياً فالهم الوطني شعارها ودثارها لم تمالىء أو تهاجم أو تركن إلى جانب حيادي في أمر يخص الوطن بل كانت دائماً سباقة إلى عرض الجوانب المصيبة في موضوعها دون تعنت أو قفز على المعطيات. فهي بحكم تفكيرها العلمي لا تضع العربة أمام الحصان وهي أيضاً بحكم عملها التربوي ومنهجها في التحليل والمثابرة على تقصي الحقائق تجعل قضاياها في المقام الأول لخط الدفاع وتثري الحوار بأفكارها النيرة وتمكنها من أدواتها، الأمر الذي يكسبها باستمرار محبة واحترام وتقدير زملائها في الوفود من المتلقين لأنهم يدركون شخصية من نخاطبهم وتحترم طريقة تفكيرهم دون إفراط أو تفريط ودون سكب قوالب معينة مسبقة الصنع في مرئياتها ومحاولة استباق القرار بمواقف متصلبة والتشبث بما تفرزه الذات دون عرضه على منهج علمي موثوق به وكل ذلك في سياق البعد عن الخطوط الحمراء أو التعرض للقيم والثوابت التي لا خلاف عليها وللأسف فإن بعض الذين يفرضون أنفسهم على الساحة الثقافية ومن يرون احتكار الفكر الأحادي ويعملون على إقصاء الآخرين بأساليب ممجوجة وبعيدة عن النهج الحضاري، لا يتورعون عن تسمية الأشياء بغير مسمياتها لخدمة أهدافهم فقط ولا شئ غيرها، فتراهم يزجون بمصطلحات قد لا يدركون حتى مدلولاتها ويتعاملون معها على أساس أنها صفات دميمة يعملون على إلصاقها بمن يخالفهم الرأي وهذا خطر في التوجه لا يخلو منه كل زمان ومكان ومما يعتبر من سقط القول لكن يحز في النفس أن نرى المجد المجتهد ينصفه أكثر من مجمتع بعيد بينما تنطبق عليه المقولة الشهيرة "زامر الحي لا يطرب" وتبقى العبرة في أن هذه الضريبة هي الوسام الحقيقي الذي يحمله كل صاحب غيره على مبادئه وقيمه وأخلاقه وأفكاره وضيفتنا الكريمة نالت الكثير من هذه الأوسمة أعانها الله على تكملة هذه المسيرة فإذا راشتها سهام البعض فقد نتفق أو نختلف معها ولكن لا نملك في النهاية إلا أن نحترمها ونقول لها شكراً على ما قدمت وأنجزت وما زلنا في انتظار الكثير من عطائك وثمرات قلبك النابض بالحياة أتمنى لكم أمسية زاخرة بالفائدة مزدهية بأنوار العلم مع ضيفتنا الكريمة وكما درجنا أن تكون هذه أمسيتكن سيداتي الفضليات تاركاً من الليلة كما أسلفت أمسيات محتفى بهن تدار بكاملها من خلال صالتكن وبما لديكن من مهارات نعتز بها في هذا المجال وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم بمشيئة الله لنحتفي بمعالي الدكتور الأستاذ أحمد إبراهيم شبوح مدير مؤسسة آل البيت بالمملكة الأردنية الهاشمية والذي سيصلنا بإذن الله خصيصاً من تونس لنسعد بصحبته وهو كما تعلمون من البقية الباقية من رجال العلم الذين ينأون عن الأضواء رغم أنه ألف الكثير من الكتب في مجال تخصصه العمارة الإسلامية بالإضافة إلى بحوثه القيمة ويحمل رتبة أستاذ كرسي فأهلاً وسهلاً ومرحباً به بين محبيه وعارفي فضله وقبل أن أختتم كلمتي لابد من الإشارة إلى أن أقول نقطتين وإنما هي أوسع منهما أولاً كلمتي كما ترون ليست كلمة ترحيبية ولقد دأبت أن أكتب الكلمة مرحباً مما لا شك فيه بضيفتنا أو ضيفنا ولكن أحمل وأنا أكتب الكلمة التعريف بالمكرم والتوضيح لماذا نكرم هذا المكرم لا ننطلق من غايات شخصية ولا ننطلق من مفاهيم ذاتية وإنما يكرم المكرم بما أكرم في عالم الفضل. والعلم أنا لا أقعد والاثنينية برعاتها الأكارم الأفاضل لا تجلس أحداً على كرسي وإنما يجلسه علمه وفضله وعطاؤه فكلمتي دائماً تدور حول هذه المحاور وقد أثبتنا ولله الحمد من خلال ستة وعشرين عاماً سنبلغها إن شاء الله بعد أيام قلائل إنا على هذا الدرب سائرون ولهذا الهدف عاملون وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ (التوبة:105) النقطة الأخرى أرحب بالزميل الأستاذ "سعود بن برجس المريبض" صاحب منتدى سعود المريبض الجمعة بالرياض فأهلاً وسهلاً مع صحبه الكرام يبدو يا سيدتي المكرمة يا دكتورة هند صوتي يصلك وقد وصل صوتك في مؤتمر الحوار الثاني فأثرى نفوس أكثر الحاضرين كنت بنت الرجال وأخت الرجال وأم الرجال فاليوم يخاطبك جمع ممن حضروا ذلك المؤتمر بتحية وأيضاً يحيّيك من يعرفون فضلك فقد حملت أمانة التحية إليك والتقدير لمن لم يستطيعوا الحضور على رأسهم ممن حضروا المؤتمر معالي الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق والمفكر المعروف وممن حضروا الحوار معالي السيد الجليل أمين عطاس وهو بين الحضور ومعالي الأستاذ الدكتور غازي مدني مدير جامعة الملك عبد العزيز السابق كما يحييك الغائب الحاضر معنا دائماً معالي الدكتور عبد العزيز خوجه سفيرنا في بيروت يحييك أيضاً الدكتور أحمد التويجري المحامي المعروف ولولا أنه في باريس لكان بيننا كما طلب مني أن أنقل إليك كما حياك اليوم الشيخ عبد الله باحمدان رئيس مجلس إدارة البنك الأهلي وكان يتمنى الحضور لولا ارتباط مسبق له لعلي لا أكون أسقطت إسماً من الأسماء فقد لاحظت أن الذين يحبون فضلك وعلمك كثر فهنيئاً لك هذا التقدير وهذه المحبة وشكراً لكم وإلى لقاء يتجدد وأنتم جميعاً بخير.
الأستاذة نازك الإمام: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه.
الآن الكلمة لشقيقة الدكتورة هند وهي سعادة الأستاذة العنود بنت ماجد بن خثيلة مديرة مدارس النخيل لذوي الاحتياجات الخاصة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :933  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 95 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.