شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة معالي الدكتور محمد عبده يماني))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله الذي أكرمنا بالإسلام وبعث إلينا خير الأنام، سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، وجعله القدوة والأسوة لهذه الأمة، ونصلِّي ونسلّم عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين.
والحق أننا كأسرة في "الاثنينية" نشعر باعتزاز كبير أن تواصل "الاثنينية" أداء هذا الدور الكبير الذي تكرّم فيه وتجتمع فيه الناس، ويجتمع فيه الشمل برجال وسيدات أثروا هذا المجتمع، لكننا هذه الليلة أمام قضية مختلفة، هذه الإبنة الجوهرة العنقري كما يقال لكل من اسمه نصيب، وهي جوهرة بالفعل، جوهرة في تعاملها، جوهرة في خلقها، جوهرة في قدرتها على الإدارة، وجوهرة في قدرتها على احترام الرأي الآخر، ولذلك في الفترات التي أكرمني الله بالعمل معها ومع مجموعة من السيدات والرجال في مختلف الأعمال التي كنا نقصد بها وجه الله قبل أن نقصد بها أحداً، برزت هذه السيدة وفرضت احترامها على الجميع وأدركت عندها معنى قول الله عز وجل وقد تلا فضيلة الشيخ المزجاجي اليوم الآية فأفرحنا بها والتي قال في آخرها، وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ (الأنبياء: 105) وتأتي الآية فَمَن كَانَ يَرْجُوا لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا (الكهف: 110)، والناس في عموميات التفسير يظنون أن العمل الصالح هو الصلاة والصوم والزكاة، مع أن العمل الصالح هو أكبر من ذلك بكثير، العمل الصالح كلمة طيبة تُقال، العمل الصالح موقف نبيل يقفه الإنسان، العمل الصالح سؤال عن يتيم، جبر خاطر ضعيف، العمل الصالح سؤال عن مريض ومد اليد له، العمل الصالح أكبر من ذلك بكثير، فَمَن كَانَ يَرْجُوا لِقَآءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدَا (الكهف: 110) وهذه المرأة هذه السيدة من العمل الصالح الذي نشهد به، لكني أقول بكل صراحة، إنني عندما تعاملت مع الابنة الجوهرة سرّني أن عندها القدرة على أن لا تعمل منفردة وتؤثر العمل الجماعي، وتؤثر تكوين الأسرة للعمل، في كل عمل اقتربتُ فيه بالعمل معها أو اجتمعت بها أشعر بأن العمل عندها ليس انفرادياً فهي تؤمن بالعمل الأسري، تؤمن بأن الجمعية ككل تقوم بأدوار، ولكنها ليست امرأة سهلة بكل صراحة، وليست امرأة محايدة ولكنها تنتزع حقوقها رضي الناس أم لم يرضوا، إذا آمنت بالفكرة فمن الصعب أن تهزم الجوهرة، وأنا أعتقد أن هذا مما أهّلها إلى أن تحقق الأدوار الكبيرة التي حققتها لأنها تؤمن بأن الحق أحق أن يُتّبع، ومع ذلك في يوم من الأيام عندما ضاقت ببعض العمل ورأت أن تنسحب منه قلت لها بكل صراحة هذا عمل لا انسحاب فيه يا جوهرة، هذا عمل دائم وحتى إن رغبت أن تتركيه فلن يتركك أبداً ومضينا معاً في هذا العمل الطيب الصالح، الذي أشعر اليوم بأننا نكرّم فيه إنسانة قادت هذا العمل وأثبتت أن المرأة تستطيع أن تشق طريقها "ولكن تؤخذ الدنيا غِلابا"، وأنا ممن تابع المسيرة في المجالات التي عملت فيها والحمد لله تحقق في بعض اللحظات إذ اجتمع فيها جمع دعم مادي لم نكن نحلم به، سهرت هذه السيدة عليه واستطاعت أن توفق مع زميلاتها في دعم الجمعيات الخيرية التي نجتمع فيها معاً.
لكن ما استرعى انتباهي أنها أثرت المجتمع النسوي وأشعرتهم بأن العمل مفتوح والباب مفتوح، ووضعت يدها في يدهم وأثبتت قدرة المجتمع على التعامل متى ما احترم الإنسان العامل، الجوهرة الحق أقول إنها إنسانة، عندما عملت لحقوق الإنسان شعرت بفرحة وشعرت بألم، وشعرت بخشية عليها، أما الفرحة فلأني أعرف أنها دافعت عن هذا الموضوع، وأما الألم لأني كنت أعرف ما ستلقاه وأما الخوف فلأن الناس بكل أسف في بلادنا يعتقدون أن حقوق الإنسان تُعطى للإنسان، وهي حقوق لا تُعطى وإنما تؤخذ، كل إنسان يريد الدولة أن تعطيه الحقوق، وهو لا يعطي حقوقاً لزوجته ولا لولده ولا لخادمه ولا لجاره، أنت يجب أن تبدأ بنفسك، أن تؤمن بأن من حق هؤلاء عليك أن تعطيهم الحقوق كاملة، قبل أن تتطلع إلى حقوقك، إذاً حقوق الإنسان ليست مقالات تُكتب، وليست نقاط تُلقى وإنما يجب أن نقول بكل صراحة أن هذه الإنسانة استطاعت أن تتقدم خطوة بعد خطوة، وفِّقَت في كل ما أكرمها الله سبحانه وتعالى به، ولكني أقول يا جوهرة إمضي وعندما دفعت إليك اللواء لتحملي مسؤولية جمعية "الإيمان" للمكافحة والدفاع وعون مرضى السرطان وحملت هذا الجانب لتساعدي فيه وتحملي لواءه، أشعر باعتزازي بك فامضي كابنة أنا معك وكأخت وكإنسان يعتز بك وبكل بنات الوطن إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأستاذة نازك الإمام: شكراً لمعالي الدكتور محمد عبده يماني المفكر الإسلامي المعروف ووزير الإعلام الأسبق سابقاً.
أنقل الآن ناقل الصوت إلى الكاتب المعروف الأستاذ الكبير الدكتور عبد الله مناع فليتفضل مشكوراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :717  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 77 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج