شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذ عبد الله عبد الرحمن الجفري))
يلقيها نيابة عنه الأستاذ الدكتور جميل مغربي
ثريا إبراهيم العريّض تتحلى بعدة عقود، تتزين بها وتتوهج بها حياتها، ويتميز بها مشوار عمرها، أزهرت شاعرة رومانسية رقيقة، ارتباطها بالأرض يعمق في لغتها العشق لتاريخ أمتها العريق، وتَحلّق حول شعرها نقّاد الشعر وهي تنجب قصائدها توائم حيث انطلقت من أقاصي الحلم ونبتت صورها الشعرية حين كان إيقاعها يتكسر كموج الخليج على الشفاه، ثريا مسكونة بحلم الشاعر، الذي يسرج صهوة رؤاه ورؤيته على درب اللغة وقد تبلور هذا الحلم لديها بقصائد تأثرت في كيانها ونسيجها بدراستها العاشقة للغة الإنجليزية على وجه الخصوص، مع إلتصاقها الدائم بركائز بلورت شخصيتها وأضاءت بوطنيتها ووقوفها بجانب قضايا تطوير دور المرأة في وطنها، فكانت دعوتها حوافز لتجسيد طموحات المرأة وركضها إلى مجال العمل والإسهام مع الرجل جنباً إلى جنب في بناء الوطن وتنميته.
وأذكر حواراً بيني وبين الشاعرة عندما أهدتني نسخة من ديوانها "امرأة دون اسم" إذ قلت لها يومها كأنك في إلغاء اسم المرأة تجتثين شفافية الجذور، فقالت ضاحكة: لا تلاعبني بالرمز الذي اشتهرت به، لكن قصدت أن الأمس لغة المرأة الحديثة وطموحاتها حتى تواجه مجتمعها باسمها. من اللوحات التي رسمتها ثريا شكّلت هي ألوانها وظلالها من كلمات انسابت في مضامين قصائدها، ورغم أنها شاعرة تئن من قمع حرية المشاعر فقد برعت في مدح النفس البشرية بكل أثقال المعاناة فيها، وسألتها هل أنت رومانسية النزعة والحداثة التي ترسمت منهجها تتجاوز الرومانسية ربما بازدراء؟، قالت: من خلال ما كُتب عن قصائدي التي تناثرت في الصحف تجد هويتي الإبداعية الشعرية فماذا حصدت عني ومني؟ قلت: حصدت ثمرة الرومانسية، ذلك أن لغتك أو نسيجك الشعري لا يقمع رومانسيتك المحاربة التي تخوض معارك إنسانية وجدانية ورؤية وتقتفي أثر الإنتماء عقيدة ووطنا، في كل العذاب من تراكم الخيال أو التخيل بمعنى أنها تشرع نوافذ نفسها لتلوّن وجدانها وتكرّس فكرتها وتجسد حلمها.
إن الأديب راعي هذا المنتدى الشيخ عبد المقصود خوجه يحسن انتقاء ضيوف الاثنينية، الذين واللواتي يكرمهم منطلقاً من عرفان وفيٍ لتاريخ مشوار هؤلاء المكرمين، حتى لا يقال إن الوطن قصّر في رد الجميل لهذه العقول المبدعة ولأصحاب هذا الانتماء الوطني وبعد.. إننا نظلم الثريا، إذا حصرنا شعرها في حرملك الأنوثة، أي أن القصائد صوت أنثى تحب وتصرخ وتنادي وتطلق مواويل أحزانها فهي مولعة بالإنسان وتوصيفها يأخذ اتجاه الاهتمام بالصورة التي تترسم بها نهج السيّاب ومن بعده من جيله.
الأستاذ الدكتور جميل مغربي: لذلك قبل أن أعيد هذا الميكرفون أقول ثانية للدكتورة ثريا لست واحدة في القفار وأنت يكتنفك كل هؤلاء الذين ربما تغبطين عليهم. وأعيد الميكرفون لأخي الأستاذ حسّان.
عريف الحفل: أستاذة نازك سنبدأ إن شاء الله فتح باب الحوار مع ضيفتنا ونعطيكم السؤال أنتن في البداية تفضلي.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :395  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 52 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .