شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ الدكتور جميل مغربي))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وسائر الأنبياء والمرسلين..
قالت أختي الصغرى خُناس:
وإن صخراً لتأتمُّ الهداة به
كأنه عَلمٌ في رأسه نار
سينصرف الذهن ولا جدال إلى العَلم الذي في رأسه نارُ، ولكن به يتوقف على صخرة صمّاء قوية صلبة، لقد اختارت الخنساء وخصته بالمديح دون أخيها الشقيق معاوية لأن صخراً تعود الإحسان إليها فرثته كما تعلمون، وحينما يستوقفنا صخر يستوقفنا الرمز، رمز القوة، رمز الثبات، رمز الصمود، رمز الإيمان بما يعتقد المرء، فلا يحول عنه إلا بقناعة، وحينما يتصدى لقضية فهو يُنيط بها طاقاته وقدراته ويستميت في سبيل تحقيقها، وصخر في حياة ضيفتنا هو أبوها الأديب والشاعر الأستاذ إبراهيم العريّض الذي عُرِف كشاعر وعُرف كأديب، وعرّف أيضاً بشعراء العالم العربي وأذكر إن لم تخن الذاكرة وقلما تخونني ولله الحمد أنني قرأت في مرحلة مبكرة كتابه من الشعر الحديث، سأظل في عالم الرمز، وأنا أعيش وأنتم تعيشون معي هذه اللحيظات التي نتنسم فيها عبق الذكرى لمناسبة إسلامية جليلة ورائعة هي مناسبة الهجرة، ولا زلت أذكر أنني كتبتُ في هذا في لحيظات أيضاً لا أزعم أنني أنا الذي كتبتها وإنما هي لحيظات تجل، ولحيظات استقبلت فيها فوضات حينما حاولت أن أغوص في رمز الهجرة وما يكتنف أسماء الهجرة من رموز، فقلت فيها: لا يتأتى لجبل في هذه البسيطة أن يحمل سيد الأولين والآخرين وخليله أبا بكر الصديق إلا أن يكون ثورة، لا يتأتى أن يحمله هزيل، لا بد أن يكون رمزاً للقوة، ووقفت أمام أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها، وأنا أرى الآن قبرها وقبر ابنها عبد الله رحمهما الله، أسماء هي امرأة قطعاً، لكن أسماء لاحظوا ملاحظة تتسم بالغرابة هي جمع رجال، فأسماء هي جمع اسم، فلم تكن مفرداً وإنما كانت جملة رجال، ولذلك لدينا في النحو قاعدة، كل جمع مؤنث، هذه أسماء التي كانت تخرج إلى مواضع نعرفها يقيناً وأنا أعرف هيبتها منذ الصغر وما يعتريها من مخاوف كانت تخرج وهي في أواخر حملها، كانت كما تعلمون تُسمى ذات النطاقين لأنها تربط وسطها بجزء من النطاق وتحمل الطعام لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبيها أبي بكر في الجزء الآخر فكانت تمر بماشيتها كي تعفو الأثر على كل قائف يبحث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا الدور تلمسه فيما بعد أيضاً حينما أتى إليها عبد الله بن الزبير والقصة معروفة حينما شكى إليها وخاف أن يخذله أصحابه فقالت له أولست على الحق؟ فقالت دورك أن يتخلى عنك أصحابك وحينما أوضح لها أنه سيُمثّل به قالت له المقولة المشهورة والذائعة "وهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها" ومضت ثم وقفت عليه وهي امرأة عجوز في الثمانينيات وأكثر وهي عمياء وتقول: أما آن لهذا الفارس أن يترجل، مقولة كانت خنجراً في صدر الحجاج، هذه هي أسماء وهذه هي المرأة التي عرفناها في تاريخنا، بنصاعتها بتاريخنا الزاهر ولا أستطيع أن أعدد كثيراً من الأسماء وأنا في عجالة من أمري في هذه الأمسية، ولكن أردت أن أجمع بين الأب الذي تناول قضية وتصدى لها ودفع ابنته لكي تمضي في الطريق بثبات وبعزيمة وبقوة لكي تنهل من العلم ومن المعرفة، وأيضاً ضيفتنا الكريمة تصدت لهذه المهمة بأمانة واقتدار فتشعبت توجهاتها في الحياة صوب وجهات ثلاث: تصدت للعمل الإداري في أرامكو، وتصدت للعمل الأدبي من خلال شعرها ونثرها، وتصدت لقضية ثالثة وهي قضية حقوق المرأة وواجبات المرأة ومسؤوليات المرأة وما يجب أن تؤديه المرأة من دور في هذه البلاد.
وددت أن أوجز كل هذا في هذه العجالة وهي عجالة أرجو أن تكون إضاءة لمشوار طويل بدأه أديب وشاعر هو إبراهيم العريّض وأكملت تلك المسيرة وحملت الشعلة ابنته التي يفخر بها الدكتورة ثريا العريض، أرحب بضيفتنا فأقول لها حللت أهلاً ووطأت سهلاً وأرحب أيضاً بصحبها الكرام وبضيوفنا الكرام الذين وفدوا علينا وأكرمونا بقدومهم من المنطقة الشرقية وأرحب بكم أيضاً أنتم لُحمة الاثنينية وسَداها وركبنا الذي يواكبنا المسيرة أشكر لكم هذا اللقاء وأشكر أيضاً وأدعو لمؤسس هذه الاثنينية وصاحبها بالشفاء وبالصحة وأن يسبغ الله عليه ثوب العافية ويُنسأ في أجله ويمتعنا بوجوده بيننا، شيخنا عبد المقصود خوجه، أشكر لكم جميعاً هذا اللقاء وهذا الاستماع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: السادة والسيدات قبل أن أنقل لاقط الصوت إلى السيدات الفضليات حيث تتولى زميلتنا هناك الاتصال بيننا وبين السيدات طبعاً سنستقبل الأسئلة والاستفسارات التي تردنا من حضراتكم حبذا لو كان سؤالاً واحداً حتى نعطي الفرصة لأكبر عدد من حضراتكم حيث سيُفتح باب الحوار إن شاء الله بعد أن يُقرر النساء متى سيعطيننا الميكرفون، الميكرفون الآن في عهدة الزميلة نازك الإمام. تفضلي أستاذة نازك.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :628  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 48 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج