شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( تعليق فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني ))
ثم علق فضيلة الشيخ الصابوني فقال:
- نحمده تعالى، ونصلي ونسلم على رسوله الكريم؛ وبعد: أشكر فضيلة الوالد الشيخ محمد المختار السلامي، وأذكر - أو أقول - إنه والد، لأنَّه من تاريخ ولادته علمت أنني تلميذ له؛ وقد سئل بعض الصحابة أحد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: هل أنت أكبر أم رسول الله؟ قال: - بهذا الجواب السديد - هو أكبر مني وأنا ولدت قبله.
- وأما فضيلة الشيخ فهو أكبر مني علماً وأنا ولدت بعده.. لا قبله؛ أقول عاد إلي شبابي عندما عرفت أنه مولود في سنة 1925م وولادتي كانت في 1930 ميلادي لا هجري، فهو يكبرني سناً وعلماً..؛ ولا عجباً.. ففضيلة الشيخ عالم جليل.. عالم رباني، ونحن في هذا العصر قد انقسم العلماء إلى قسمين: عالم رباني، وعالم سلطاني يمشي بأمر السلطان لا يمشي بأمر الله؛ وقد كان العلماء جميعاً - وأقصد علماء الشريعة والدين - كانوا جميعاً ربانيين قال تعالى: ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ما كان واحد منهم يؤثر الدنيا على الآخرة، ولذلك خضعت لهم الرؤوس وحنى لهم الأمراء والسلاطين جباههم، تعظيماً للعلم الَّذي يحملونه في قلوبهم.
 
- العلماء - أيها الأخوة - هم ورثة الأنبياء كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا درهماً ولا ديناراً إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به فقد أخذ بحظ وافر" فالشيخ - ولا نزكي على الله أحداً - أحسبه من هذا الصنف الَّذي هم ورثة الأنبياء، العالم الرباني الَّذي يقول الحق ويصدع به ولا يخشى في الله لومة لائم؛ وأما الثاني: فقد ذكر لنا الإمام العالم الجرجاني قصيدة له فيها هذه الأبيات اللطيفة، حيث يقول:
ولم أقض حق العلم إن كان كلما
بدا طمع صيرته لي سلما
أأشقى به زرعاً وأسقيه ذلة؟
إذاً فاتباع الجهل قد كان أحزما
ولو أنَّ أهل العلم صانوه صانهم
ولو عظموه في النفوس لعظما
ولكن أهانوه فهانوا ودنسوا
محياه بالأطماع حتى تجهما
 
- إننا بحاجة إلى أن يرجع أهل العلم فيكونوا من العلماء الربانيين، الَّذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلاَّ الله، فنسأل الله أن يجزي فضيلة الشيخ خير الجزاء على هذه المحاضرة القيمة التي أثلج بها صدورنا، ولنعلم - جميعاً - أنَّ العلماء هم قلبُ الأمة وروحها النابض، هم الدعاة هم المصلحون والمرشدون في كل زمان ومكان، ولهذا لما خدع بعض الناس بالبريق الَّذي كان عليه قارون وهو يخرج في أبهته، غطرسته، وكبريائه، ومعه الكنوز ومعه الدنيا قال الَّذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً ولا يلقاها إلاَّ الصابرون فلا بد لنا من أن نثني على هؤلاء العلماء الَّذين رفعوا شأن هذا الدين، عزوا وعز الدين بهم، ولكن عندما نجد من ينحرف عن الطريق السوي، ويساير بعض الناس على أهوائهم، أو بعض الحكام على شهواتهم ورغباتهم، يكون هناك البلاء العظيم.
 
- اللهم ارزقنا علماً نافعاً ووفقنا للعمل الَّذي يرضيك يا رب العالمين؛ ونشكر فضيلة الشيخ، ونشكر المحتفي الأخ العزيز الكريم الشيخ عبد المقصود خوجه، ونرجو الله أن يجمعنا وإياكم - دائماً - على الخير والهدى، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :470  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 95 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج