شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((الحوار مع المحتفى به))
عريف الحفل: سنفتح باب الحوار بين سعادة الضيف وحضراتكم، طبعاً سؤال من الرجال ومن ثم سننقل الميكروفون إلى السيدات.
نبدأ بالأسئلة التي وردتنا والموجهة لسعادة الأستاذ جمال خاشقجي، هذا سؤال من سعادة الشيخ العلامة محمد علي الصابوني، يقول:
ما هي الأشواك التي تعترض مسيرة الصحفي في هذا العصر بعد أن أصبح العالم كله قرية واحدة، وتنادي بالحرية الشخصية والحرية الفكرية وحرية الكلمة وحرية الإبداع. فهل تتفضلون علينا بتنوير الأذهان حول هذا الموضوع الهام؟
الأستاذ جمال خاشقجي: التحدي الكبير هو في التحول التقني، وليس حرية الأفكار، التحول التقني يعزز من هذه الحرية، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تحجب معلومة، أذكر مثالاً في صحيفة "الوطن"، أفخر بأن صحيفة "الوطن" هي الصحيفة السعودية الوحيدة في قائمة أكبر المواقع الإلكترونية زيارة للمملكة، أكبر مائة موقع يزار من المملكة، الصحيفة الوحيدة هي "الوطن"، هذا خبر جيد نفخر به ولكن ضمن هذا الخبر الجيد يوجد خبر سيء، معنى ذلك أننا نفقد عدداً من القرّاء في الإنترنت، دخول الإنترنت في المجتمع السعودي اليوم بلغ 11 إلى 12%، قبل أشهر أو سنة كان 8% ويتوقع في غضون ثلاث إلى أربع سنوات أن يكون 30%، كلما توسّع اختراق الإنترنت في البيوت السعودية كلما عني ذلك تحدٍ أكبر للصحف المطبوعة، معنى ذلك غداً صباحاً بدل أن ترى شخصاً يشتري جريدة "الوطن" بريالين، يستطيع الدخول عليها في الإنترنت ويختار كاتبه المفضل، إذا انتبهنا إلى ذلك وسعينا إلى الاستفادة من الإنترنت، نعمل فلوساً من الإنترنت، هذا هو التحدي، هذا التحدي سينعكس أيضاً على الأسلوب التحريري، في طريقة معالجة الخبر، بعد أشهر سوف تكون صحيفة "الوطن" هي الصحيفة الوحيدة في السعودية، القادرة أن تتلقى في كل طبعاتها في كل المملكة العربية السعودية، ممكن أن تدخل الخبر حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، لا توجد أي صحيفة سعودية تستطيع أن تفعل هذا الشيء، هذه أيضاً كلها تحديات..
الأستاذة نازك الإمام: مرحباً بفارس الاثنينية، ونيابة عن الأخوات الحاضرات أبدأ بالسؤال الأول من الدكتورة خديجة الصبان:
مسيرة الإفادة والاستفادة المتميزة لم لا تنصحون بها من يبدأ بها في هذا المجال وغيره، ويعايشون رحلات المتميزين، خلال قراءة تلك المحطات بإصدارات توثيقية.
الأستاذ جمال خاشقجي: إذا فهمت السؤال فهو لماذا لم أكتب كتاباً، أتمنى أن أفعل ذلك، لكن لا يستحق ما عندي أن أسجله في سيرة، ولكنها لا تستحق مني ذلك، أتمنى أن أكتب كتاباً عن مرحلة التسعينات، الحركة الإسلامية والتحول الذي حدث فيها، ما يمكن أن أسميه صعود وانحسار التطبيع، التفاعل مع الحركة الإسلامية، هنالك أشياء كثيرة تستحق أن تكتب فقد شهدت كثيراً من هذه الأحداث، وسوف تكون اجتهاداً مني لأن بعضها ربما أخطئ فيه، ربما رأيت بعض الجوانب التي رآها شاب آخر، جديٌّ أن يسجل الإنسان تجربته حتى وإن كانت متواضعة فسوف يكون هنالك شخص ما يقرؤها ويستفيد منها.
عريف الحفل: سؤال من الأخ محمد علي الشهري يقول:
الأنظمة الرأسمالية تطور نفسها نحو الاهتمام بالإنسان كقيمة مؤثرة في الإنتاج أفضل من الأنظمة الشمولية هل ترى أننا سنخرج بمفهوم جديد حضاري يمثل ثقافتنا وحضارتنا وشخصيتنا الإسلامية وقد يفوق النظامين في اهتمامه بالإنسان؟
الأستاذ جمال خاشقجي: أعتقد أنه لا تعارض بين الإسلام وطبيعة حياتنا، كتبت مرة عن أن أول اقتصاد سوق عشته وعرفته بالمفاهيم الحديثة التي يتكلم عنها في زمن العولمة، هو سوق سويقة في المدينة المنورة وسويقة في مكة المكرمة، وأذكر أن والدي كان يتعامل بكل النقود، وأحياناً يقايض عندما يأتيه الحاج الأفغاني فيتقايض معه، يعطيه سجادة ويشتري منه القماش وهكذا، هذا اقتصاد سوق، الآن الدول تمضي ساعات وساعات لتتفاوض حول إزالة الحواجز الجمركية، وحول إزالة الازدواج الضريبي، اقتصاد السوق الرأسمالي نحن عشناه كمسلمين وهو الذي أنعش العالم الإسلامي، فيجب ألا نشغل بالنا بأسلمة ما هو مؤسلم، إذا كان لا يتعارض مع إسلامنا، فكثير من الأخوة يلح على أنه يجب تكون نهضتنا منبثقة من قيمنا وكذا، والكلام الجميل، فهو كلام تجميلي، تماما كالشخص الذي يريد الآن أن يثبت أنه على تقوى ويجلس وأمامه المصحف يقرأ فيه، هو لا يحتاج إلى هذا، فالمملكة العربية السعودية عندما تمارس اقتصادها الذي نشأت عليه، والذي مارسته لا تحتاج أن تقول إن هذا الاقتصاد متوافق مع الشريعة الإسلامية أو متوافق مع قيمنا لأن هذه مسألة مفروغ منها.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتورة أميرة قشقري تحيي الشيخ عبد المقصود خوجه وتدعو له بالشفاء العاجل، وتحيي الأستاذ جمال خاشقجي وتسأل:
ما هو تقييم رئاسة تحرير "الوطن" مؤخراً؟ ذكرت أنك تنظر إلى الصحافة على أنها خدمة مثلها مثل المؤسسات الأخرى التي تقدم الخدمات، هل لك أن تتوسع في هذا الموضوع؟ مع ذكر كيفية التوفيق بين هذه النظرة للصحافة وبين التزام الصحيفة برسالة تنويرية للمجتمع؟
الأستاذ جمال خاشقجي: أشكرك على هذا السؤال وأؤمن بأن الصحافة هي خدمة، لا ينفي هذا أن يكون فيها جانب رسالي، فعندما أنشر هذه الخدمة بشكلها الناجح الذي يصل إلى كل بيت، وإلى معظم البيوت أستطيع أن أمكّن صاحب الرسالة أن يضع رسالته في تلك الطريقة، "الوطن" اليوم يكتب فيها كتاب من مختلف التيارات، من الخطأ أن يصف أحد ما "الوطن" بأنها صحيفة تيار معين، نعم هي صحيفة تنويرية وهي صحيفة خدمية، نعم هي صحيفة تنبثق عن السعودية الجديدة، لكن لا تحتكر رؤية لتلك السعودية إنما تعتقد أن السعودية الجديدة هي سعودية يصنعها كل سعودي ولذلك تسمح لكل كاتب أن يطرح فيها رأيه، غداً مثلاً الأستاذ محمد الهرفي لديه مقالة وهو متشائم فيها جداً من عملية السلام، رأي محافظ ولكن من حقه أن يقوله، عليَّ أن أقدم صحيفة خدمية عندما تقرئينها صباحاً تستفيدين مما يجري في البلد، هل أضع استثماراتي في هذه الشركات أو تلك؟ طبعاً "الوطن" تختلف عبر كتّابها بأن تسمح لهم بطرح الرأي وهي لا تتبنى هذا الرأي، أمريكا نموذج للطبيعة الخدمية في الصحافة. في يوم من الأيام كان في معظم المدن الأمريكية صحيفتان أو ثلاث فمن صحيفة قد تكون يسارية والأخرى يمينية، بعض الصحف تبدأ بالضعف ولا تجد إلاّ أن تندمج مع صحف أخرى لأن القارئ يريد الصحيفة الخدمية، فالصحيفة تتحول إلى حاملة للرأي اليساري والرأي اليميني، كاتبان في نفس الصحيفة قد يكتبان رأيين متعارضين، القارئ له الحق أن يختار أو يقتنع بأيهما، نأخذ مثلاً النقاش الجاري حول مسلسل الملك فاروق، يمكن أن تجد في الوطن شخصاً يمتدح الملك فاروق بأنه كان وطنياً والآخر قد يقول إن هذا الرجل يتحمَّل وزر الأسلحة الفاسدة في حرب 48، "الوطن" ليست ملزمة في رأي هذا أو ذاك، ولكنها توفر لهما المساحة لطرح رأييهما، بالإضافة إلى الأخبار والخدمات التي تحيط بنا في مجتمعنا السعودي هذه هي الرسالة الخدمية للصحافة دون أن تلغي الرسالة، ما تعودنا عليه هو أن الصحافة رسالة وهي جملة جميلة جداً، لكن الصحف الرسالية الأيديولوجية لا تعيش إلا بدعم من حزب سياسي، بينما الصحف في بلادنا تعتمد على اقتصاد السوق ولا تعتمد على دعم اتجاه معين وأرجو ألا يأتي اليوم الذي تتحول فيه صحفنا إلى أن يشتريها تيار معين ويدعمها حتى ولو كانت خاسرة من داخلها، هذا يحصل في بعض الدول، وأرجو ألا يحصل في بلادنا وأن الجريدة الناجحة هي التي تعتمد على ريالات القارئ وثلاثين ألفاً من المعلن هي التي سوف تستمر إن شاء الله.
عريف الحفل: سؤال من الأخ عبد الرزاق الغامدي يقول:
أعطت الحكومة وفقها الله الحركة للإعلام فلماذا لا نزال نفتقر للشفافية ولماذا لازالت صحافتنا مسكونة بحاجز الخط الأحمر، طالما أن الجميع ملتزمون بالثوابت، أملنا أن تكون صحافة أكثر جراءة في تقبل النقد ونشره، وأن تكون عينا على المجتمع تحسن الحسن وتخطئ القبيح. والله من وراء القصد.
الأستاذ جمال خاشقجي: وأنا أتمنى ذلك تماماً، ذكرت قبل قليل أن هنالك تحولاً ونحن في لحظة تحول والصحافة إذا قسمنا تحركها في المملكة برسم بياني سوف يكون تصاعدياً من أحسن إلى أحسن وفي بعض الأحيان ينزل قليلاً ولكن ما يلبث أن يتصاعد مرة أخرى، وهكذا، فالرسم البياني لمسيرة الصحافة السعودية وسقف الحريات والشفافية هنالك تحسن، لا زال هنالك الكثير، أتمنى أن يصدر قانون في المملكة بالحق في الحصول على المعلومة، من حقنا ومن حق المواطن أن يحصل على المعلومة، المعلومة مهما كانت بسيطة، فلو جاء شخص وحول الحديقة التي أمام بيتك إلى فيلاّ أو مصنع أو مسجد، من حقك ومن حق الصحيفة أن تسأل لماذا يحدث ذلك، بدون أن يرفض الرد، حق الحصول على المعلومة حق مكفول في الدول الغربية وتنظمه الدساتير هنالك PUBLIC INFORMATION ACT، أتمنى أن يأتي اليوم الذي يكون من حقنا هذا الشيء وهذا سوف يحدث تغيراً هائلاً في تعامل المسؤول مع الصحافة لا يمن المسؤول عليَّ بالمعلومة بل يعترف أن من واجبه أن يوفر لي المعلومة، المجالس البلدية سوف تساعدنا عندما تبدأ في عملها والإلحاح في طلب المعلومة، ونحن نلح بطلب المعلومة وألزمت جميع الزملاء في الوطن عندما يكتب أحدهم موضوعاً أن يتصل بالمسؤول وعندما لا يرد المسؤول نقول قامت "الوطن" بالاتصال بالإدارة الفلانية ولم نتلق رداً حتى الآن. ليشعر أنه محرج أمام رئيسه أو أمام الرأي العام بأنه أغفل كشف المعلومة التي طلبناها وحتى لا يأتي في اليوم التالي ويعتب علينا ويقول لماذا كتبتم الكلام الفلاني، فنقول له نحن اتصلنا بك وأنت لم تخبرنا، الثقافة هذه لم تتكرس، فنجد أحيانا مسؤولين يتخوف الواحد منهم حتى التصريح باسمه كي يعلق على أسباب انفجار أنبوب ماء، فتتعجب من ذلك، ما الذي يزعج مثل هؤلاء، وللأسف هنالك بعض المديرين في بعض المؤسسات الحكومية يعتب على موظفيه أو موظفي العلاقات العامة عندما يكتب الواحد منهم شيئاً للصحافة، هذه الثقافة يجب أن تتغير ونحن دورنا في الصحافة أن نلح عليها أنا متأكد أن كل ما نلح أكثر كل ما نذهب أكثر إلى مكاتب المسؤولين.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة منال الشريف مسئولة تحرير في صحيفة المدينة.
بالرغم من يقيني أنه لا فرق بين النساء والرجال في مهنة المتاعب كيف تجد الصحافة النسائية بالرغم من افتقادها للدعم المعنوي والمادي فماذا سيقدم لها رئيس تحرير الوطن ضمن مسيرته الجديدة؟
الأستاذ جمال خاشقجي: لا أعتقد أن هنالك صحافة نسائية ولكن هنالك مجلات أو حتى صحف تعني بشؤون المرأة، لكن صحافة نسائية، لا أتخيل أن هنالك صحافة نسائية. أعلم أن بعض الزملاء حاولوا إصدار صحيفة نسائية، أما القلم النسائي فهو مرحب به ونحن خصصنا زاوية في الصفحة الأخيرة. لدينا كاتبات يتحدثن في الشؤون العامة كمرام مكاوي مثلاً، من أي قضية، كثير من الصحفيات في جريدة الوطن غير ملتزمات بطرح القضايا النسائية هي فقط صوتها الذي يميل إلى تبني القضايا النسائية، كثير من الكاتبات، لم يلزمن أنفسهن ولم نلزمهن بالحديث عن قضايا المرأة، ونحن نرحب بأي صوت نسائي سواء كان يتحدث عن الاقتصاد أو عن السلام أو غيرها. مرام مكاوي بحكم وجودها في بريطانيا كثيراً ما تأتي بموضوعات وأفكار رائعة تدعم عملية التحول والعصرنة في المملكة، وتتميز بقلم يجمع بين المحافظة والتجديد وهي من أفضل الكاتبات لدينا في الوطن، الأستاذة محافظة ولكنها جريئة في طرحها ولا أنسى مقالة كتبتها وأشرنا إليها في الصفحة الأولى عندما دعت إلى الحسم السريع مع القوة الظلامية والإرهابيين، القلم النسائي في "الوطن" تحديداً يكتب في كل شيء وبقوة.
عريف الحفل: سؤالان متشابهان من الأخ محمد سعيد صالح وعبد المعطي عبد اللطيف، الأول يقول:
هل الأحداث التي وقعت في مبنى التجارة في أمريكا هل اليهود لهم يد فيها علماً بأنه في اليوم نفسه غاب عدد كبير من اليهود؟
الأخ عبد المعطي يقول:
هل هي من أعمال ما يسمى بالقاعدة؟
الأستاذ جمال خاشقجي: نعم هي من أعمال القاعدة والدليل أن القاعدة قالت ذلك، وإذا كانت من أعمال القاعدة فلماذا نحرمهم من أعظم إنجاز فعلوه هم فخورون بهذا الإنجاز، وهم دخلوا التاريخ بذلك، أما عن موضوع تغيّب اليهود أذكر أيامها كنت في "عرب نيوز" للأسف الخبر جاءنا من وكالة الأنباء السعودية ورفضنا نشره، قلت هذا لا يعقل ومن أرسله غير مسؤول، وبالفعل لا يعقل، أن يجتمع 40 أو 50 يهودياً ويتفقوا فيما بينهم بعدم الذهاب إلى العمل ولا يكتشف هذا الخبر إلا محطة تلفزيون المنار ثم نتلقفها نحن من شخص إلى آخر وتصل إلى وكالتنا الرسمية في غفلة من الزمن، ويريد البعض أن ينشرها في صحفنا، هذه أخطاء، حتى الجهات الرسمية ترتكب أخطاء.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الكاتبة سعاد عثمان، تقول:
بأنك استفدت من صاحب السمو الملكي تركي الفيصل في فن التواصل ومع ذلك لم نجد في كتاباتك تواصلاً عن المرأة وقد كنت كتبت موضوعات اجتماعية كثيرة وآخر كتاباتي كتاب "الرجال أيضاً يبكون" ترى وأنت الرجل الجاد والناجح هل توافق على هذا العنوان أم لا؟
الأستاذ جمال خاشقجي: نعم هنالك رجال يبكون، أما الكتابة عن المرأة فقد كتبت مقالات كثيرة أهمها بالنسبة لها، عندما كتبت ودعوت المرأة السعودية أن تجرب قيادة السيارة طالما أنه لا يوجد نظام يمنعها من القيادة، والمملكة موقعة على اتفاقية دولية تمنع التمييز ضد المرأة، حينها كنت في واشنطن، وقلت لماذا لا تجرب بعض السيدات ذلك ويتقدمن غداً إلى إدارة المرور ويطالبن برخصة قيادة ليريْنَ ما هو الرد الذي يأتيهن طالما أنه لا يوجد نظام يمنعهن من ذلك ونشرت هذه المقالة في "الوطن" ولم تحجب وجرت تعليقات كثيرة عليها، وعلق عليها أحد المسؤولين في منتدى جدة الاقتصادي. الفكرة جيدة وأنا مستعد أن أكتب عن المرأة، والبعض ربما يقول لماذا "الوطن" مهتمة بذلك، أنا لا أنظر إلى قيادة المرأة للسيارة بأنه موضوع ترفي، فهو حق، ولكن للنظر إليه من البعد الاقتصادي وأنا قلت نحن في زمن تحول، والتحول هذا يتعرض لمعارضة من معظم الأفراد، على الأقل أن قيادة المرأة للسيارة يحجب عدداً هائلاً جداً من المتعلمات للمشاركة في بناء هذا الوطن. البيت السعودي يحتاج اليوم إلى دخلين وليس دخلاً واحداً للمعيشة، عندما يسمح للمرأة بقيادة السيارة لا نتخيلها في شارع التحلية نتخيلها وهي ماضية لعملها، لماذا فقط تتخيلها وهي في شارع التحلية وأحد الناس يعاكسها هذه الصورة السلبية نضعها جانبا ونتخيلها في الحالة الإيجابية نتخيلها وهي توصل أبناءها إلى المدرسة نتخيلها وقد ألغت 150 ألفاً ومائتي ألف أو نصف مليون سائق أجنبي يكلفوننا مبالغ هائلة، لكن أن نقصر تخيلنا على الحالة السلبية على المعاكسة وحدوث بنشر وشارع التحلية ونتجاهل الصورة للحالة الأكمل هذا فيه إجحاف للمملكة العربية السعودية كلها.
عريف الحفل: الأخ غياث عبد الباقي يقول:
يلاحظ في أكثر الأحيان طغيان الإعلانات على صفحة الثقافة واختصارها إلى نصف صفحة، كذلك نفتقد في "الوطن" صفحة دينية، فهل لديكم نية لتفعيل صفحة الثقافة وإفساح المجال لصفحة دينية؟
الأستاذ جمال خاشقجي: صفحة الثقافة صحيح أنها صفحتان ومساحتها ليست كبيرة لكن سمعت وكنت مرة في نادي الرياض الأدبي وأخبروني بأن صفحة الثقافة من أفضل الصفحات في الصحف السعودية قربها من المجتمع الثقافي لأنها صفحة حدثية وتغطي أخبار الثقافة أولاً بأول، في "الوطن" لدينا سياسة الابتعاد عن المطولات ونبتعد عن القضايا النخبوية لأننا صحيفة تود أن تتوجه للجميع، الصفحة الدينية أعتقد أن "الوطن" كلها صحيفة دينية، نتميز بتبني القضايا الوطنية السعودية الكتاب الذي يكتبون في الوطن ينافحون عن هذه البلاد عن إصلاح هذه البلاد فهذا هو الدين، أما أن يطلب مني شخص أن أعد صفحة في تفسير القرآن الكريم هذه صحيفة سيارة، وسيكون نوعاً من التكلف تخصيص صفحة في الوعظ الديني، لكن أن أناقش خلافاً ما بين المفتي في بلد ما ومفتي آخر حول مسألة فقهية أو مسألة اقتصادية، هذه مسألة دينية نناقشها بالقرآن والحديث، لأنها تتماس مع حياة الناس، لكن الأسلوب الوعظي فقد تجاوزته الصحف، والقارئ الذي يريد أن يقرأ تفسيراً للفاتحة يذهب إلى كتب التفسير ولن يقرأ هذا التفسير في "الوطن" أو "عكاظ" أو "الندوة".
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة منى مراد الإعلامية بصحيفة البلاد ومجلة "اقرأ".
تنقلت بين ألقاب عديدة مدير تحرير، نائب مدير تحرير، ومسؤول تحرير، ورئيس تحرير، في رأيك ما هي مهمة كل لقب حملته، وأي لقب كنت جديراً به دون سواه من الألقاب الأخرى.
الأستاذ جمال خاشقجي: أرجو أن أكون جديراً بما أعمله الآن في جريدة "الوطن" لكن أكثر شيء يسعدني هو أن أكون صحفياً وفخور أن أكون صحفياً، والحق أنني لم أمتهن أي مهنة باستثناء السنوات الأربع عندما كنت مستشاراً صحفياً لصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، لم أمتهن أي مهنة سوى أن أكون صحفياً أو مراسلاً، أسعد أوقات حياتي المهنية هو عندما عملت مراسلاً متجولاً في صحيفة أجد نفسي في أماكن خارج المملكة غريبة، وأجد صعوبات وأتذكر تلك الأيام وأشتاق لها وللأسف وظيفة المراسل الصحفي ازدادت خطورة رغم أنها أصبحت أسهل، في تلك الأيام كان الواحد منا يتمنى أن يتحصل على هاتف ليتواصل مع صحيفته، أذكر فترة أفغانستان غبت ثلاثة أسابيع متواصلة وزوجتي انزعجت عندما بدأ أصدقائي بنية حسنة كانوا يبعثون زوجاتهم ليتزاوْرنَ معها فظنت أنه ربما حدث لي شيء، في تلك الأيام كان التواصل صعباً وخاصة نحن كعرب لم تكن لنا تلك الإمكانات التي كانت لدى الإنجليز مثلاً، نطلب أحياناً من البي بي سي، عندما كان "الستلايت" حجمه كبيراً، نستأذنهم وندفع لهم أموالاً ليوافقوا لنا لإرسال رسالة قصيرة عبر الفاكس للصحيفة، اليوم عمل الصحفي سهل يستطيع بهاتف الثريا أن يرسل موضوعاً على جهاز الكمبيوتر إلى صحيفته، ويمكن أن يرسل صورة حتى لو كان في الأمازون وسط الغابات، لكن الخطورة ازدادت، قصص خطف وقتل الصحفيين ازدادت على السنوات السابقة بشكل كبير، فهذا ربما يحد من حماس الصحفي للعمل الميداني خاصة في المواقع الساخنة وفي أوقات الحروب.
عريف الحفل: سؤال من الأخ مشعل الحارثي من مجلة اليمامة يقول:
هل توافقون من يقول إن الصحافة هي فن الكذب الجميل؟
الأستاذ جمال خاشقجي: لا فهذه إساءة للصحافة، كما قلت الصحافة خدمة، فالذي يكذب من خلال الصحافة ربما يكون المسؤول، ولكن ليس الصحفي، فالصحفي عندما ينقل رأي المسؤول أو التاجر أو الكاتب أو المثقف، وهو الذي يمارس الكذب، لأنه أحياناً تمر علينا أشياء ونراها قبل أن تخرج للقارئ، ونقول إن فلاناً يبالغ في هذا الكلام، لكن طالما أنه بين قوسين هو يتحمل وزره، ولكن الصحافة إساءة لها إذا وصفناها بالكذب.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الدكتورة هدى الصبان:
بعد الهجوم عليك من الإنترنت بعد عودتك رئيساً لتحرير جريدة الوطن كيف تأقلمت شخصياً..
الأستاذ جمال خاشقجي: التأقلم كان سريعاً جداً، وليست لدي مشكلة فقد تواصلت مع الوطن طيلة الفترة الماضية، خلال الأربع سنوات، وكنت أكتب بصورة أسبوعية ومنتظمة، حتى أتبادل الأفكار مع الآخرين ومع الدكتور عثمان الصيني دائماً، وهو نعم الصديق ونعم الأخ، أما الهجوم في الإنترنت أعترف لك بشيء أنني أقلق عندما أجد أنهم غابوا عني لفترة، أشعر أن "الوطن" لم تقم بشيء ذي بال، وعندما يعودون للهجمات والمناوشات أحس بأن "الوطن" قالت شيئاً ذا بال، وهنالك مثل إنجليزي يقول "حبني أو أكرهني ولكن لا تتجاهلني".
عريف الحفل: سؤال من الأخ أشرف السيد سالم يقول:
هل جمال خاشقجي إعلامي خطفته السياسة أم سياسي يتوارى خلف عبارة إعلامي؟
الأستاذ جمال خاشقجي: إعلامي مائة في المائة أريد أن أكون صحفياً وأن أستمر صحفياً، لكن ليس من الخطأ أن يتواصل الصحفي مع السياسة، السياسي مصدر هائل للمعلومات، المحلل السياسي الذي لا يتواصل مع السياسي مفتقد للأخبار ومفتقد للمعلومات، معلومات إما آتية من كاتب آخر أو من حديث سمعه في التلفزيون ولكن لا فائدة أكبر من أن تمضي ساعة أو نصف ساعة أو حتى ولو خمس دقائق مع مسؤول، حتى ولو قال لي المسؤول إن هذه معلومات، لكن أنت وهو يعلمان أنني سوف استخدمها، لكن هو يريد بالفعل أن يمرر إليك معلومة لكي تمررها بذكائك بالشكل الصحيح الذي يفيده هو. والصحفي هو الذي يميز بين الاستغلال وبين غيره لأنه ربما يكون هنالك شخص يريد أن يستغل الصحفي فيسرب إليه معلومة، وهذه تحدث غالباً. إن جهة ما تسرب معلومة لصحفي ويذهب الصحفي ويفرد لها "مانشيت". وهو لا يعلم أنه قد أستغل من تلك الجهة.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأخت سميرة بيطار:
تصريح صاحب السمو الملكي تركي الفيصل في لندن بأن الدولة لا تمنع قيادة المرأة للسيارة، وأن هذه القضية اجتماعية، وهنالك سيدتان بالفعل تقدمتا للمرور وقيل لهما أنه ليست هنالك تعليمات بمنح المرأة رخصة قيادة، وخبر آخر عن المرأة التي قبض عليها في القصيم، وهي تقود السيارة مع زوجها أليس في ذلك تناقض أستاذ جمال.
الأستاذ جمال خاشقجي: هذه أخبار تنشرها صحف، عملية التفاعل هذه لا تأتي بسهولة، رجل المرور عندما يوقفها فهو يوقفها لأنه ليس معها رخصة قيادة، وهو لديه حجة عليها، والعملية لا تتم بهذه السهولة سوف تكون هنالك صعوبات ولا بد للبعض أن يتحمل وفي النهاية لن يصح إلاّ الصحيح، قيادة المرأة للسيارة ضرورة اجتماعية وليست ترفاً اجتماعياً، يجب أن يؤمن الجميع بذلك، طالما أننا علمنا المرأة ونتذكر الضجة ضد تعليم المرأة في الستينات الميلادية وقالوا، مكانك تحمدي، كانوا يعلمون أن تعليم المرأة سوف يؤدي إلى استقواء المرأة، وهو الذي يجب أن يكون. المرأة عندما تتعلم وتختلط وعندما تنزل إلى سوق العمل تصبح قوية والرجل لا يريد للمرأة أن تصبح قوية، فالذين رفضوا تعليم المرأة رفضوها من باب إنني أريد أن أمارس وأستمر في ممارسة سيطرتي على هذه المرأة، والاختيار في النهاية للمرأة المتعلمة أن تناضل من أجل حقوقها وهذه نظرة تكررت في كل المجتمعات، ونحن لسنا غريبين عن المسيرة الإنسانية هذه.
عريف الحفل: الأخ عبد الله ثابت من جريدة "الوطن":
حركات العنف والتطرف عبر معايشتك لها عبر أكثر من جهة في العالم كيف تنظر في ضوء هذا الإطار في العالم والتجارب التي وقفت عليها بنفسك في العنف والتطرف داخل السعودية؟
الأستاذ جمال خاشقجي: أحياناً نريد أن نتفاءل ونقول إن العنف إلى انحسار، ولكن عندما نتذكر أن العنف ليس ظاهرة عامة، ما الذي جعل القاعدة قوية، إنها العقلية الانتحارية، القاعدة ليست حركة شعبية، الحركة اليسارية كانت منتشرة أكثر من القاعدة رقمياً ولكن ليس كقوة انتحارية والثغرة التي نجحت منها القاعدة في اختراق الذهنية الإسلامية المحرمة تحريماً قاطعاً للعمل الانتحاري هي التي شحنت القاعدة سلاحاً وضاءً، أعطت القاعدة سلاحاً وضاءً، إذا استطاع علماء المسلمين أخذ هذا السلام مرة أخرى بتحريم هذا العمل الانتحاري كله، ولا ننسى أن العلماء الذين هم على تيار السلف الذين يأخذون النصوص بقوة حرموا العمل الانتحاري بشكله المطلق سواء كان ضد الإسرائيلي أو ضد المسلم، لأن شبهة الانتحار فيه طاغية، عندما وجدت القاعدة هذه الثغرة الهائلة في ذهنيتها الإسلامية استقوت علينا، ولكنها لم تنجح بأن تتحول إلى حركة شعبية، لم ولن تصبح كذلك ولكن للأسف ما زالت قادرة على توليد نفسها بخلايا، وهي كانت لا تتمنى في يوم من الأيام أن تمتلك أكثر من 25 شخصا في الجزائر، 30 شخصاً في الأردن 30 شخصاً في جده، هؤلاء يكفونها، لأن 5 منهم يستطيعون أن يصنعوا غداً خبراً يكون في الصفحات الأولى من صحفنا.
الأستاذة نازك الإمام: سؤال من الأستاذة أميمة زاهد:
كيف تقيِّم الإعلام السعودي المحلي؟ والجزء الثاني للسؤال من الدكتورة لطيفة محمد بارك، ما رأيك في الصحافة الحرة الصادقة الصريحة التي تغضب بعض الناس؟
الأستاذ جمال خاشقجي: الإعلام المحلي وضعه جيد وما زال هنالك مساحة يمكن أن يملأها، أتوقع أن نرى صحفاً سعودية جديدة يمكن أن تنافس، أؤمن بأن "الوطن" أحدثت موقعاً كان شاغراً وهو موقع الصحيفة الوطنية السعودية التي تقرأ من المحيط إلى الخليج، وسيكون من الصعب على أي صحيفة إلاّ بقوة أو بإنفاق مالي كبير أن تحتل هذا الموقع، ينقصنا الكوادر ولا بد أن نعمل على ذلك حتى نملأ النقص، ومع التوسع الهائل سوف نحتاج إلى عدد كبير منهم، هنا في السعودية شعرنا بالضغط الذي يأتينا من الكويت، الكويت مع الانفتاح السياسي الذي حدث فيها أصبح كل 5 أشخاص يصدرون صحيفة ولديهم نقود ويستطيعون توظيف من يريدونه، فبدأنا نشعر بالضغط على الكوادر العربية من الكويت، فما بالك عندما تتعدد الصحف لدينا أكثر فأكثر، فلا بد من استثمارات هائلة في موضوع التدريب وتوفير الموارد البشرية للصحافة السعودية..
عريف الحفل: نكتفي بهذا القدر وسوف نسلم هذه الأسئلة للضيف ليجيب عنها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :840  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 7 من 255
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الأول: خميس الكويت الدامي: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج