| حلمت ذات ليلة أنَّ النجوم في فضائنا مشعة بالنور |
| أنَّ الزهور في فنائنا ندية العطور |
| أنَّ الزوايا وسط دارنا تعمرها الطيور |
| أنَّ الصباح منذ لاح قوض الديجور |
| حلمت ذات ليلة.. أنَّ الحروب والحراب والقنابل |
| تحولت جميعها بحبنا إلى هياكل |
| تحولت بغرسنا وعرسنا إلى سنابل |
| إلى صداح عاشق في لغة البلابل |
| حلمت ذات ليلة.. أنَّ الدماء أنهر من ماء |
| نطفئ بها الجفاف واللهيب والظمأ |
| ونخصب السهول والوديان والسماء |
| حلمت ذات ليلة.. أنَّ الذين يولدون في الحياة |
| يوعدون بالحياة |
| يوجدون للحياة |
| رؤوسهم مرفوعة الهامات والجباه |
| حلمت ذات ليلة.. أنَّ الدموع وحدها علامة |
| تعني ابتسامة.. لا كرهاً.. لا خصام.. لا انقصام.. لا ملامة |
| طريقهم رفيقهم للحب للسلامة |
| حلمت ذات ليلة.. أنَّ السباع لم يعد لها ناب ولا أحقاد |
| أن الجياع قصة قديمة ترنيمة الأولاد للأحفاد |
| أنَّ الضياع جملة مجهولة نقرؤها في كتب الأجداد |
| أنَّ الصراع حط في تابوته فلا حداد |
| حلمت ذات ليلة.. أنَّ البحار ألجمت فلا طوفان |
| أنَّ الجبال روضت فلا بركان |
| أنَّ النفوس هذبت فلا طغيان |
| أنَّ الحياة يزهو بها الإنسان |
| حلمت ذات ليلة.. أنَّ الربيع والغدير والبشر |
| تعانقوا في قبة القمر |
| تهامسوا في صحوة السحر |
| تراقصوا في نغمة الوتر |
| تعاقدوا على الحياة بالزهر |
| حلمت ذات ليلة.. وقد غفوت |
| أيقظني من غفوتي قذيفة وصوت |
| حين صحوت أيقنت أنَّني أعيش في سرداب موت |
| مهما غفوت لم تعد تخدعني الأحلام أنَّني صحوت.. |