الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

سعادة الأخ الكريم الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه حفظه الله ⁽¹⁾

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

وددت أن أعرب لكم عن خالص شكري وتقديري لدعوتكم حضور الاحتفاء بمرور 25 عاماً على انطلاقة (الاثنينية) بداركم العامرة، والتي حال ـ للأسف الشديد ـ ظرف طارئ من حضورها.. والعذر عند كرام الناس مقبول إن شاء الله.

والواقع أن هذا الدور الريادي الكريم الذي تحملون شعلته المضيئة، طيلة هذه السنوات الممتدة، سوف يكتبه لكم تاريخ البلد الأمين بمداد من نور، فقد بذلتم بمفردكم من وقتكم وجهدكم ومالكم ما تعجز عن القيام به همم المؤسسات والإدارات بإمكاناتها وكوادرها.

ويكفيكم فخراً وزهواً وشرفاً أنكم حفظتم ميراثاً عظيماً من العطاء لكوكبة من الأدباء والمفكرين والعلماء الأفذاذ الذين أنجبتهم أم القرى، من خلال سلسلة كتاب (الاثنينية) التي أعادت تبويب إنتاجهم وجمعه ونشره في مجاميع كاملة من عدة أجزاء.. تمثل ذخيرة معرفية لا غنى عنها لأجيال الحاضر والمستقبل وللمكتبة العربية والفكر الإنساني قاطبة.

وإن منهج التكريم والاحتفاء برموز الوطن من الأدباء والمفكرين الذي اختطموه في مساء يوم (الاثنين) من كل أسبوع، والذي امتد ليشمل نظرائهم في ارجاء العالم العربي والإسلامي ـ هو نهج كريم يجسد أروع صور النبل والوفاء التي حباكم الله بها.. وهو امتداد لنهج والدكم الأديب الرائد محمد سعيد خوجه (رحمه الله) ـ عَلَماً من الأعلام الذين يشار إليهم بالبنان ونجماً من النجوم الساطعة في فضاء الفكر والأدب في بلادنا الغالية، ومثلاً يحتذى في تكريم رموز العلم والثقافة ممن كانوا يفدون لأداء فريضة الحج آنذاك.

وإذ أهنئكم باليوبيل الفضي للاثنينية التي أصبحت اليوم أحد أهم الروافد الحضارية لرصد آفاق الحراك الثقافي في هذا البلد الأم للعروبة والإسلام.. أرجو لكم مزيداً من النجاح والعطاء.

وسيذكر لكم التاريخ هذا الدور النبيل الذي تقومون به بكل أريحية وكرم نفس، وأسأل الله أن يكتب لكم التوفيق والسداد.

والله يحفظكم ويرعاكم..

محبكم أخوكم

عبد الرحمن عبد القادر فقيه