شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( فتح باب الحوار ))
وفتح باب الحوار بسؤال من الأستاذ عبد المجيد الزهراء يقول فيه:
- هناك أدباء وعلماء من مكة المكرمة تأثرتم بهم فمن هم؟
وأجاب المحتفى به قائلاً:
- كلهم مسبوقون الآن بكلمة: "الله يرحمه" الشيخ حسن مشاط، الشيخ عيسى رواس، الشيخ عمر حمدان، السيد علوي مالكي، السيد أمين كتبي، هؤلاء كانوا في المسجد الحرام يشكلون جامعة وحلقاتهم تمثل كليات؛ في ذلك الوقت كنا صغاراً نذاكر بالمسجد الحرام، لأنَّه المكان الوحيد الَّذي به كهرباء، وكان يدفعنا الفضول إلى الجلوس بجانب الحلقات، لم نكن في البداية نفهم شيئاً مما يقال، ولكننا نرى أمة من الناس مجتمعين، فبدافع الفضول كنا نجلس أو نقف لنشاهد ذلك الجمع، وذات مرة دعاني الشيخ عيسى رواس بعد أن انتهى من حلقة الدرس، وكان يدرس عند باب الدريبة بالقرب من باب السلام الكبير، إذ كان هنا مكيون يعرفون هذا الموقع؛ فاستدعاني، وقال لي: تعال يا ولد، مالي أراك تقف تارة ثم تمشي لم لا تقعد وتستفيد؟ فقلت له أنا صغير في المدرسة لا أعي ما يقال هنا. فقال إذهب إلى دكان عبد الصمد فدا - الله يرحمه - واشتر منه كتاباً صغيراً اسمه: "الأجرومية في النحو" ثم عد إليَّ به؛ فقلت له: لا أملك من النقود ما يمكنني من شراء "الأجرومية" ثم ذهبت إلى خالي وقصصت عليه ما دار بيني وبين عيسى رواس؛ فقال لي: ما الَّذي دفعك إلى الذهاب إلى حلقته؟ فقلت له: والله هذا ما حصل، فما كان من خالي إلاَّ أن ناولني ريالاً وقال: اذهب واشتر الأجرومية؛ لقد كان الريال في تلك الأيام يكفي الأسرة، فذهبت واشتريت الأجرومية وعدت إلى الشيخ عيسى وأريته الكتاب، فقال: اقعد، واقرأ؛ فقرأت له بعض سطور من الأجرومية وشرحها لي وقال لي: غداً احضر مصطحباً دفتراً صغيراً لتلخص فيه وتكتب ما لم تستطع فهمه.
- وحضرت اليوم الثاني ومعي الدفتر وقد دونت به ما لم أفهمه، ثم واصلت الجلوس في حلقته أدرس وألخص في الدفتر الَّذي معي إلى أن انتهيت من الأجرومية، عندئذٍ أمرني بشراء كتاب اسمه: "شرح ابن الحاج على الأجرومية"، فاشتريت الكتاب، وبدأت فيه إلى أن انتهيت منه، ثم قال: عليك بشراء كتاب اسمه: "شرح ابن عقيل" فاشتريته وواصلت الدراسة؛ وقد سببت لي الدراسة الخاصة بالمسجد الحرام موقفاً حرجاً مع الشيخ علي جعفر (الله يرحمه) الذي كان يقوم بتدريسنا مادة النحو، وفقاً لما هو مثبت في كتاب النحو الواضح، ففي الاختبار النهائي لتلك السنة ورد سؤال عويص يتضمن إعراب اسم محلّى بأل جاء بعد اسم إشارة، فكتبت في ظهر الورقة بيتاً من واقع حفظي من دراستي بالمسجد الحرام هو:
وإن أتاك اسم معرف بأل
بعد إشارة فقل فيه بدل
 
- وأعربت الكلمة - موضوع السؤال - على ضوء هذا البيت؛ وفي اليوم الثاني استدعاني الأستاذ علي جعفر باعتباره أستاذ المادة، وقال لي: لقد وجد في ظهر ورقتك أنك كاتب.
وإن أتاك اسم معرف بأل
بعد اسم إشارة فقل فيه بدل
 
- فمن لَقَّنك هذا الكلام؟ فشرحت للأستاذ الحقيقة من ألفها إلى يائها. وخشيت أن يتسبب ذلك في رسوبي، لكنه طمأنني وهدأ من روعي وقال لي: استمر في دراساتك هذه.
- وهذه صورة من دروسنا في المسجد واتصالنا بالعلماء الأفاضل (يرحمهم الله) الَّذين كانوا في ذاك الوقت يدرسون في المسجد الحرام.
 
وورد سؤال من الأستاذ غياث عبد الباقي يقول فيه:
- أنت كرائد صحافي، وكاتب ذي عمق سياسي، وذي فكر إسلامي صادق، نريد رأيكم في ما يجري على ساحة البوسنة والهرسك؟ جزاكم الله خيراً.
 
فأجاب الأستاذ حامد بقوله:
- ما يجري في البوسنة والهرسك يعزى إلى قصور المسلمين عن الوقوف بجانب إخوتهم كما ينبغي، ولو عرف الصرب أنَّ هؤلاء المسلمين لهم رديف كبير يناصرهم ويقف بجانبهم - كما يقف الغرب بجانب الصرب - لما حصلت هذه المشكلة؛ هذا ملخص رأيي، أمَّا التفاصيل فيمكن أن تأخذ الليلة كلها وليلة آتية ولن نخلص منها.
 
وسأل الأديب الشاعر الدكتور زاهد محمد زهدي قائلاً:
- أسأل سؤالاً يتعلق بالناحية الفنية للصحافة كما أشهدها في هذه البلاد الطيبة، ألاحظ أنَّ الصحافة السعودية تفرط وبإكثار من نشر الصور في صفحاتها، حتى أنِّي رصدت لمرات عديدة وجود أكثر من صورة لشخص ما في ذات العدد من الجريدة، ما هو رأي الأستاذ حامد في هذه الظاهرة، وهل هي من مقتضيات العمل الصحفي الحديث؟ وأخيراً للأستاذ حامد سؤالي من جديد مطروحاً بهذين البيتين من الشعر:
إني لأعجب للصحافة أن أرى
صفحاتها وقد ازدحمن رسوما
حتى لأحسبُ لو رأيتُ جريدةً
أني أراها أصبحت "ألبوما"
 
فأجاب المحتفى به قائلاً:
- الصورة من ركائز الصحافة الحديثة، الصورة والخبر والاستطلاع الصحفي الَّذي يسمى الروبرتاج والتعليق والرأي، ولكن بمقدار، فإذا زادت الصورة عن الحيز المتعارف عليه فنياً وصحفياً فهو خطأ يحتاج إلى تصحيح.
 
وسأل الفنان عيسى صالح عنقاوي قائلاً:
- الصورة الفوتوغرافية عامل مهم في الخبر والتعليق الصحفي، ويقال: إنَّ الصورة تغني عن ألف كلمة، وهذا ليس تقليلاً للكلمة بل تظل هي صاحبة الموقف، أين تقف صحافتنا من هذه المقولة؟
 
ورد الأستاذ حامد مطاوع على السؤال بقوله:
- كما قلت الصور لها دور كبير في التعريف بالحدث وما نشرت من أجله، ولكن لا يستقيم لها أمر إلاَّ بالشرح، صحيح إنَّ الشرح للصورة يخفف من كثرة السطور، ولكن لا بد منه حتى تصبح الصورة معبرة عما نشرت من أجله.
 
وسؤال من الأستاذ علي المنقري قال فيه:
- المتتبع لكتاباتك ومقالاتك يجد أنَّ سعادتكم يجيد العديد من الفنون الأدبية منها: الصحفية، والشعرية، والسياسية، فكيف استطاع سعادتكم الجمع بين هذه الفنون التي قلما نجد شخصاً جامعاً لها ومبدعاً، وأي هذه الفنون أقرب إلى نفسك؟
وأجاب ضيف الاثنينية الأستاذ المطاوع قائلاً:
- أما كيف استطعت؟ فأعانني الله على ذلك، ولكن كلها محببة إلى النفس.. ليس فيها ما هو غير حبيب، ولكن توظيف الأسلوب في التحليل الصحفي هو الَّذي يقربه من الأذهان ويضمن استمرار المتابعة.
 
 
وورد سؤال من الأستاذ عبد الحميد الدرهلي يقول فيه:
- يلاحظ قراء الصحف المحلية خاصة والعربية عامة انخفاض مستوى الصحف في جميع المجالات، ويعمل الكثيرون في تصحفها بسرعة، إذ يستشعرون وكأنهم اطلعوا عليها وعرفوا مضمونها بحذافيره، ونسألك: هل بالإمكان معالجة هذه الظاهرة السيئة والحالة المتردية التي نزلت بالصحف السعودية والأخرى العربية، وكيف يمكن إعادة النشوى والروح المتدفقة حيوية للصحافة وللمنبر الحر، كما كانت عليه في السنوات العشرين الماضية؟
 
وأجاب الأستاذ حامد مطاوع على سؤال السائل بقوله:
- أولاً: لا أوافق على التعميم بالقول: "كل الصحف"، ولو قال بعض الصحف لوافقته، إنما الاكتفاء بالعناوين وببعض القراءات السريعة لا يعني أنَّ الصحف انخفض مستواها، وإنما هناك عدة قنوات نافست الصحف على الوصول إلى المتلقي، مثل التلفاز والإذاعة، لأن التلفاز في حينه يعطيك الأخبار مصورة وعليها شرح وعليها توضيح، فإذا رأيتها في اليوم الثاني في الصحف طبعاً تتجاوزها، تقرأ العنوان وتبحث عن غيرها.
 
 
وورد سؤال من الأستاذ عبد السميع محمد راضي قال فيه:
- كيف يمكن للإعلام العربي - بشكل عام - أن يقوم بدوره المنشود في خدمة قضايا الأمة؟
 
فقال الأستاذ مطاوع مجيباً على سؤال السائل ما يلي:
أولاً بالصدق، وبعمق وعقلانية المعالجة.
 
كما سأل د. غازي زين عوض الله فقال:
- يشاع أنَّ ثمة فكرة يتداولها بعض الناس عن دمج بعض الصحف السعودية، وأن ذلك سيكون سبباً في غياب بعض الصحف وظهور البعض الآخر هل في رأيكم أنَّ نظام الدمج سيكون في صالح الصحافة والمجتمع؟
فرد الأستاذ حامد مطاوع قائلاً:
- هل حصل هذا رسمياً؟ ثم هناك سابقة للدمج في عام 1378هـ حيث اندمجت البلاد السعودية مع عرفات والندوة مع حراء، وللأمر سابقة إن حصل، ولكنني لا أعتقد على ما يشاع وأبني عليه رأي.. فهل الدكتور متأكد من هذه المعلومة؟
 
وسأل الأستاذ عبد الله إبراهيم رجب فقال:
- أذكر لكم تلك الزاوية التي كانت تطل على القارئين مرة في الأسبوع وهي تحمل توقيع ابن حسن، وكان المضمون يُعالَج باللهجة المحلية الحجازية، وسؤالي: ماذا بقي من موضوعات وكلمات تلك الزاوية ليضمها كتاب ويحفظ شتاتها من الضياع؟
فرد المحتفى به قائلاً:
- الباب هذا كان من عام 1377هـ في جريدة البلاد السعودية، إلى أن تم الدمج فـي عام 1378هـ، فتوقف ثم بدأ في جريدة الندوة، لكن لا أدري هل المجموعة تساوي كتاب أو لا، لأني ما فكرت في هذا، وأشكر الأستاذ رجب لأنه نبهني لحاجة سأعمل من أجلها.
 
وورد سؤال من الأستاذ عدنان فقي المحامي والمستشار القانوني يقول فيه:
- سؤالي لكم عن صحافة الأفراد ودور صحافة المؤسسات، لكل منهم سمات وخصائص تتميز بها، فهل لسعادتكم عقد مقارنة بينهما؟
ورد الضيف قائلاً:
- هذا أمر ممكن، لكنه صعب في الوقت الحاضر، والمقارنة تصلح في بحث واستقصاء كتابي وليس عبر لاقط.
 
وساهم الدكتور عبد الله مناع بسؤال جاء فيه:
- عزيزي الأستاذ حامد، كأنك أردت أن تقول بقراءتك لهذا المقال، أن هذه هي حياتك في الصحافة أو معها.. فهل أردت ذلك؟ إن كنت أردت ذلك فقد اختصرت حياتك الصحفية الطويلة أشد اختصار، أرجو أن أسمع إضافاتك بما يعطي إضاءات أوسع حول حياتك الصحفية؟
وأجاب الأستاذ المطاوع قائلاً:
- اختياري لهذا المقال لأنه كما قلت يتصل بحياتنا بكاملها، الآن دولاب الحياة كلها يسير بإرادة الله، ثم بدخلنا من البترول هذا شيء يجب أن نعترف به، في ذلك الحين كان هذا المرفق في أيدٍ مستثمرة ولم يكن كله يدار بأيد سعودية، لأنه في ذلك الوقت لم تكن هناك كوادر سعودية معدة لإدارة هذا المرفق، ثم للمقارنة بين كيف كنا في ذلك الحين وكيف أصبحنا اليوم ندير هذا المرفق بكفاءة، وحولنا الامتياز إلى ملكية تملكها البلد، ويديرها أبناء البلد؛ الفترة ليست طويلة، ولكنها مثمرة كان فيها الجدية، وكان فيها الإخلاص، وكان فيها العقل الكبير الَّذي يستطيع أن يحول كل السلبيات - التي كانت موجودة - إلى نجاحات، وهذا الَّذي حصل ومن أجل ذلك اخترت هذا المقال، لأنه يعطي الصورة التي أردت أن أوضحها للأخوة الموجودين الكرام.
 
وورد سؤال من الأستاذ عبد الرزاق الغامدي، جاء فيه:
- أرجو تعريف الصحافة بإيجاز، وما هو تفسيرك لبعض الصحف التي ترفق نشر المقالات النقدية البناءة؟
ورد المحتفى به بما يلي:
- النقد البناء لا يرفضه أحد.. لا يمكن أن يرفضه أحد إلاَّ إذا لم يكن مهيأ للدور القيادي في الصحافة، صحيح إن من حق رئيس التحرير أن يرفض ما يأتيه بدون إبداء الأسباب، ولكن لا ينبغي أن يستعمل هذا الحق، أنا شخصياً ما كنت أستعمله، إذا أتاني ما يستحق النشر وكان يختلف معي في الرأي فلا أرفضه، ولا أسد الباب في وجهه، لأنه ليس شرطاً أن يكون رأي القائم على الجريدة هو الرأي الصحيح، بل قد يأتيه الرأي الصحيح من الخارج..، لكن للنقد مقاييس، ألاَّ يخرج عنها، وألاَّ يكون صوراً للتشهير أو التجريح، هذا الَّذي يُرفَضُ حتى لو كانت الفكرة صحيحة وسليمة، ويجب أن يكون بأسلوب مهذب، أما النيل من الآخرين، والشتم، والتجريح، والتشهير.. فهذا شتم وليس نقداً.
 
وورد سؤال من الأستاذ بكري كبة يقول فيه:
- الملاحظ أنَّ كل من عمل في الصحافة منذ بدايتها - وأقصد جيلكم - هم من رواد الأدب، واليوم أصبح للصحافة دراساتها وتخصصاتها؛ والسؤال: هل يعتقد أستاذنا الفاضل أن العمل الصحفي حرفة أم هواية؟ وكيف ترى مستقبل الصحافة السعودية في عهد التخصصات؟
وأجاب سعادة الضيف قائلاً:
- الصحافة صناعة متكاملة، تستخدم فيها الفكر، والثقافة، والتخصص الصحفي، ولكل هذا آلياته، وصحافة بدون آليات حديثة لا تستطيع أن تؤدي واجبها، ولا أن تقوم بمسؤوليتها.
 
وسأل الدكتور محمود حسن زيني قائلاً:
- عاش سعادتكم حياة الصحفيين في هذا البلد الكريم، حيث صحافة الأفراد وصحافة المؤسسات، وقد كانت صحافة الأفراد تتسم بطابع الصحافة الأدبية في مجملها، بيد أننا ننظر إلى الصحافة - الآن - فنراها قد توشحت بوشاحات متعددة وصبغت بأصبغة شتى، لم تنل الثقافة الحظ الأولى منها؛ فما سر ذلك في رأيكم، وكيف السبيل إلى إيجاد صحافة أدبية ثقافية تشبع العقول، وتشبع نهم المتعطشين إلى ذلك من شباب هذا البلد وشيوخه ومفكريه؟
فرد الضيف قائلاً:
- الصحافة الأدبية كانت من صلب صحافة الأمس، أما الآن أصبحت الملاحق الأدبية هي الملتقى للإنتاج الأدبي في هذه المرحلة، فارتفاعها وانخفاضها يتصل بمستوى الأدباء أنفسهم؛ صحيح إننا لا نرى الآن من الأسماء التي تثري الأدب كثيراً في الملاحق الأدبية وكل ما نراه أكثره عالة على السابق، ولا أدري هل هذا يعود إلى عدم وجود أدباء على مستوى النشر أم أنهم لا يريدون النشر؟
 
هذا سؤال من الأستاذ محمد عبد الواحد، وهو السؤال الوحيد الَّذي يمكنني أن أقدمه لك يقول:
- كم عدد الكُتَّاب الَّذين يكذبون في العالم العربي؟
ورد الأستاذ حامد مطاوع قائلاً:
- ليس لدي إحصائية.
 
وسأل الأستاذ مجدي مكي يقول:
- اطلعت مؤخراً على مجلة الحج، التي أنشئت عام 1347هـ، والتي شارك في الكتابة فيها الأستاذ الكبير حسين عرب (حفظه الله ورعاه) ومن ضمن كتابها الأستاذ عبد الوهاب الدهلوي، حيث كتب ثمانية عشر مقالاً بعنوان: "هؤلاء الَّذين استفدت من مؤلفاتهم". وللأسف لم أقف على ترجمة للدهلوي، فهل يفيدُنا الأستاذ مطاوع أو الأستاذ حسين عرب بشيء عنه؟ ومن علماء مكة محمد سلطان المعصومي الخوجندي، وله في مجلة الحج سلسلة مقالات بعنوان: "الرجال الَّذين تعرفت عليهم" لا تخلو من فائدة بالتعريف بكثير من أعلام الحجاز، وكذلك أرجو تعريفنا بهذا الكاتب الخوجندي، ولكم منا جزيل الشكر.
ورد الأستاذ حامد على السائل بقوله:
- إن معالي الأستاذ حسين عرب هو أقدر مني على هذه الإجابة.
 
وتفضل معالي الشيخ حسين عرب، فقال:
لم أكن من حماتها علم الله
ولكني بحرها اليوم صالِ
- الواقع: إن السؤال عن العلماء، والشعراء، والأدباء السابقين والموجودين، الَّذين مروا بأم القرى (1) ..، سؤال يحتاج إلى إحصائيات كثيرة، لأن أم القرى ملتقى الحجاج ومنهم العلماء، ومنهم الشعراء، ومنهم الَّذين يقيمون، والَّذين يرحلون، والَّذين يعودون أحياناً كثيرة؛ فنحن تعرفنا بكثير من العلماء، والأدباء، والشعراء؛ وحفظنا عنهم واستفدنا منهم، ولكن السؤال عن أشخاص معينين.. فهذا يحتاج إلى أن هؤلاء الأشخاص كان لهم قدم صدق في المهنة الصحفية الثقافية، وهؤلاء معروفون لأنهم زاولوا التدريس والتعليم في المسجد الحرام وفي المدارس الخاصة، وألفت عنهم مؤلفات، وكتبت عنهم كتابات، وجمع لهم تصانيف، ونشرت وهي موجودة.
- فالأستاذ المعصومي (رحمة الله عليه) أعرفه جيداً، وكان رجلاً عالماً فقيهاً ذا سمت ووقار، وكثيراً ما يتردد على القضاة والعلماء ويتناقش معهم، وأذكر أنه انتدب مرةً إلى مؤتمر للديانات المختلفة، وكان موفقاً في الإجابة باعتباره منتدباً عن البلاد السعودية، وعن علمائها، وعن معتقداتها، وعن كل ما يسأله الناس عنه؛ وكان هو وفضيلة الشيخ سعد وقاص، والشيخ صالح العشماوي، وغيرهم كثيرون.. ممن زاولوا التدريس ولهم احتكاك بالناس واستوطنوا، وأصبحوا من أهل البلاد، ولهم ورثة، وذرية، وتلاميذ، وعلاقات عامة؛ وخاصةً، هذا ما أستطيع أن أقوله عن شخصين يسأل عنهما الأستاذ، أما سواهما فربما طال البحث لو أردنا حصرهم أو إحصاءهم، وربما كان مجاله في الجريدة أو المجلة أوسع للشرح والتدليل، والاستفادة كذلك! وشكراً.
 
وورد سؤال من الأستاذ عجلان أحمد الشهري يقول فيه:
- ملاحظتي هي بنت الساعة، فقد قرأت لنا موضوعاً خاصاً بالبترول وأرامكو كتبته عام 1382هـ، فما مناسبة هذا الاختيار، سيما وأننا كنا نعتقد أنكم ستتحدثون عن حياتكم الخاصة والعامة في المجال الصحفي؟
 
وأجاب سعادة الضيف قائلاً:
- لقد قلت السبب: وهو المقارنة بين حياتنا بكاملها وبين خطوات التنمية التي حققناها، وخطوات التطور التي استطعنا أن ننجزها، كل هذا بقدرتنا على أن ندير هذا المرفق من الثروة بأيدي شبابنا؛ وأما الحديث عن الحياة الصحفية، فقد تحدث عنه الإخوة قبلي، ولا أريد أن أكرره، وهم أقدر مني على شرحه، وقد شرحوه بما لست أستطيع أن أشرحه.
ومن الأستاذ محمود مرسي من جريدة السياسة الكويتية ورد السؤال التالي:
- استمعت إلى مقالك الَّذي نشرته منذ 33 عاماً، فحسبت من لغته التحليلية وأسلوبه التوثيقي كأني أستمع إلى تقرير تبثه وكالة أنباء محترمة، وهذا يستدعي بالمناسبة سؤالاً عما قد يلاحظ الآن من أن صحافتنا العربية الآن قد قويت عضلاتها في الشكل، لكنها تراجعت في المضمون فما رأيكم؟
وأجاب الأستاذ المطاوع قائلاً:
- المقال هذا لا أكتمكم أنني بذلت جهداً كبيراً لمدة تزيد على حوالي أكثر من سبعة شهور بين أرامكو ووزارة البترول، ثم إحصائية هامبورج، واستطعت أن أحصل على الإحصائيات التي تؤدي إلى الهدف، وهو أننا لم نكن نحصل من هذه الثروة إلاَّ على جزء بسيط، وكانت شركات الامتياز هي التي تحصل على الغنيمة؛ وأما إن جاء على شكل تقرير تبثه وكالات الأنباء، فللظرف حكمة وللمناسبة مقتضيات.
 
وحول نفس الموضوع سأل الأستاذ محمد الغامدي يقول:
- تحدثت عن أرامكو عام 1382هـ ولم تتحدث عن أرامكو عام 1415هـ، ورغم سعودتها هل تعتقد أن القرار أصبح مستقلاً الآن؟
وأجاب الضيف بقوله:
- نعم لقد أصبح القرار مستقلاً، لأنَّه صنع بأيدٍ سعودية، وهذا ما أردنا أن نصل إليه.
 
وورد سؤال من الأستاذ مصطفى عطار يقول فيه:
- هل بإمكان أستاذنا الصحفي الصديق، ورئيس التحرير الناجح لسنوات طويلة.. أن يحدثنا عن بعض متاعب رئيس التحرير، ليعرف الإخوة الحاضرون.. وأعرف ملامح رئيس تحرير ناجح ومتميز؟
وأجاب سعادة الأستاذ المطاوع قائلاً:
- الحديث عن المتاعب ليس له حد.. لأن حياة رئيس التحرير إذا أراد أن يكون معتنياً بصحيفته، فإن حياته كلها متاعب.
 
(( كلمة ما قبل الختام ))
قبل ختام اللقاء أعطيت الكلمة لمعالي الأستاذ حسين عرب، فقال:
- سبق أن تحدثت عن الأستاذ الزميل حامد مطاوع، فقلت فيما قلت: إن في ثقافته الشمول والعمق، وفي مواقفه الرجولة والصدق، وفي تعامله مع الناس الإباء والوفاء..، في زمن قل أن توجد هذه الصفات مجتمعة أو متفرقة في كثير من الناس؛ وإذا كانت هذه كلمة الختام، فإني أشكر الضيف العزيز، وأشكر المضيف الكريم، وأشكركم جميعاً، وإلى الملتقى.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :625  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 66 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج