شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة السيد أمين عبد الله القرقوري ))
ثم أعطيت الكلمة لسعادة الأستاذ السيد أمين عبد الله القرقوري، فقال:
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
- أحمد الله - تبارك وتعالى - حمد الشاكرين، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحابته ومن آمن برسالته واهتدى بهديه؛ وبعد:
- فما كنت أحسب أنني سأتحدث هذا المساء، بل كنت أعتقد أنني سأستمع وأطيل الاستماع إلى كلمات كنت أتوقع فيها الصدق، وأتوقع فيها الجمال، وأتوقع فيها صورة ماضٍ يستحق الإشادة ويستحق الإعجاب؛ ولكن صديق الحرف الباحث عن لفظ الكلمة الأستاذ محمد عبد الواحد، أبى إلاَّ أن يجعلني أتحدث، وكنت أود أن أستمتع بالاستماع إلى الكلمات الجميلة، وأعترف أن الكلمات التي سمعتها كانت رائعة، وكانت صادقة، وكانت معبرة عن واقع نذكره جميعاً ونعتز به جميعاً؛ ودون ريب.. فإن تكريم الكلمة وتكريم صانع الكلمة من واجباتنا في هذا العصر، الَّذي أصبحت الكلمة فيه تعمل أعمق العمل، أقوى التأثير في حياة الناس، وفي أفكارهم، وفي اتجاهاتهم، وفي رسم مستقبلهم..، ولذلك فإنَّ الَّذين يسهمون في مجال الكلمة يستحقون أن نتوقف أمام كلماتهم، وأمام جهادهم، وأمام حركتهم في هذه الحياة.
- لقد أصبحت الكلمة في هذا الزمن ذات تأثير قوي وبعيد المدى، ولقد كانت الكلمة منذ عرف الإنسان قيمة الكلمة هي الجسر الَّذي عبرت الإنسانية عليه نحو الحضارة والخلود، ولقد امتلأت بعض صفحات التاريخ بآثار أمم دمرت وانتصرت وغزت، ولكنها مرت كالعواصف الهوجاء، لم تترك أثراً في حياة الناس ولا في ثقافاتهم ولا في آمالهم..، ولكن الأمم التي عرفت قيمة الكلمة، والتي آمنت بالحق الَّذي تعبر عنه الكلمة..، هذه الأمم هي التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه وتركت آثارها في حياة الناس وفي أفكارهم، جيلاً إثر جيل، وأحسب أن الكلمة العربية كانت من أكثر الكلمات المؤثرة في تاريخ العالم، ومع أن الفكرة الشائعة تذهب إلى أنَّ اليونان - وبعض الأمم الأخرى - كانت السباقة إلى تغيير معالم تاريخ الإنسانية، ولكن بحثاً كتبه الأستاذ الكبير عباس محمود العقاد أثبت أنَّ للعرب - في تاريخهم البعيد قبل الإسلام - إسهام رائع وفعال في تاريخ الإنسانية؛ ثم جاءت المرحلة المشرقة في تاريخ الكلمة العربية حين حملت فكر الإسلام ورسالة الإسلام ودعوة الإسلام، فأصبحت الكلمة ممزوجة بوحي السماء متأثرة بهذا الوحي، عاملة على تحقيق أهدافه..، فأخذت وضعاً أحسب أنَّه وضع فريد لا مثيل له في تاريخ الفكر الإنساني كله، من أجل ذلك: فإنَّ الَّذين يسهمون في صناعة الكلمة خليقون بأن نقدر إسهامهم وبأن نستعرض هذا الإسهام.
- ولقد تحدث إخوة أعزاء عن الأستاذ حامد مطاوع، تحدثوا عن الجانب الإنساني، وتحدثوا عن الجانب العملي، ولكنهم لم يتوقفوا طويلاً أو قليلاً أمام الجانب الثقافي في حياة حامد مطاوع؛ لقد فاجأ حامد مطاوع القراء والمثقفين حين اقتحم دنيا الثقافة بمقالات رصينة عميقة، تدل على قراءة واسعة، وعلى فهم عميق، وعلى استقراء واستنباط لحقائق متنوعة مما قرأ..، وكانت مقالاته التي ينشرها في صحيفة عكاظ تلخص في بعض الأحيان أفكاراً، وكتباً، واتجاهات سياسية واجتماعية، يجد فيها القارئ تلخيصاً لقراءات عميقة وواسعة ودقيقة؛ فهو من هذه الزاوية - إلى جانب الزوايا الإنسانية التي أشار إليها الكاتب الأستاذ محمد أحمد الحساني - خليق بتقديرنا وإعجابنا، وعسى أن يجد الأستاذ حامد فرصة لتقديم المقالات التي كتبها - أخيراً - في كتاب، فإنَّها تستحق أن تقدم للمكتبة العربية السعودية.
- إنني كواحد من الذين قرؤوا حامد مطاوع في مقالاته العلمية، يتمنون أن يعود كاتباً ملتزماً كما كان في فترة ماضية، ويرجون أن يستمر نهجه الَّذي عرفوه عنه، ففيه إسهام وإثراء للفكر، وفيه إضاءة في عالم أصبح الظلام يحيطه من هنا وهناك؛ أتمنى للأستاذ حامد مطاوع التوفيق.. كل التوفيق.
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :494  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 64 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج