شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ زهير محمد جميل كتبي ))
ثم تحدث الأستاذ زهير محمد جميل كتبي، فقال:
- الحمد لله والصلاة والسلام على سيدي وحبيبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- إن التكريم الليلة لأستاذي الجليل.. (حامد مطاوع).. إنما هو تقدير لمن يستحق من رجل يعرف أقدار الرجال.
- نشكر الوجيه الأستاذ المثقف عبد المقصود خوجه، الَّذي أتاح لنا فرصة المشاركة في تكريم رجل صاحب فضل عليّ، وعملتُ معه، وتعلمت منه الكثير في مدرسته التي عُرفت بمكارم الأخلاق؛ ولكن لم نُسمعه شيئاً من هذا الَّذي نقوله الآن أمامه، وإنما نقول عنه ما يستحقه في غيابه.
- وتتلخص كلمتي في وصف جريدة الندوة في عهده، وكذلك محاولة وصف فكره السياسي والاجتماعي بعبارات مختصرة ودقيقة ومفيدة.
- إن حامد مطاوع.. ظاهرة فكرية سياسية.. صاحب مدرسة فنية متميزة في الصحافة السعودية، إنه.. مهندس المقال الصحافي الحديث.. ومن واضعي أصوله وأسسه.
- إن المطاوع.. صوت جديد عال.. في عالم الصحافة مقبولاً.. لا مرفوضاً، لا تملك إلاَّ أن تكون معه كمتلَّقٍ.
- فلم يكن تصادميّاً، ولا مشاكساً، وغير متحول في مبادئه؛ ومقالاته تعبر عن مواقف رجولية؛ اختلف معه من اختلفوا.. واتفق معه من اتفقوا، ولكنه في الأخير نال احترام وتقدير الجميع؛ كل هذه الأبعاد وغيرها تؤكد أن المطاوع شكَّل مدرسة في الصحافة السعودية، وفي الفكر والثقافة.. كان المطاوع عاصفة من المعلومات.
- إن تأثري شديد بهذا الرجل الكبير، بآرائه، بل بمنهجه في الكتابة.
- إن المطاوع معلم الالتزام في أدب الصحافة، لهذا فهو كاتب مميز، ولا بد أن أشير إلى أن مقالات المطاوع السياسية كانت تنطلق من خلفية علمية وثقافية، تمتاز بسعة الاطلاع، ووضوح الرؤية، وصفاء الرأي..؛ كما أنها تلاحق الحوادث بمتابعة يقظة دقيقة تصل إلى استنتاج اجتهادي؛ كثيراً ما يكون صحيح التوقع ويجعل المتلقي ملماً بالموضوع الَّذي تناوله من المقدمة، ثم إلى دروب التسير، ووصولاً إلى النتيجة، وما يترتب عليها من منطلقات تأخذ طابع الوقائع المعاشة.
 
- كانت الندوة في عهده القناة النظيفة التي من خلالها يأخذ صوت المواطن طريقه إلى المسؤولين، وكثيرة هي القضايا التي استطاعت فيها الندوة أن تشرح ما تقتضيه المصلحة بين المواطن والمسؤول، لأن الندوة عندما كانت تطرح قضية، فإنها تطرح بجانبها الرأي الإصلاحي، وعندما تشير إلى مشكل فإنها ترفق به الحل المقترح، وكثيراً ما أخذ به في إجراءات الحلول بأروقة القرار.
- وكانت الندوة في طريقة معالجتها للمشاكل واقتراح الحلول، تستقطب جبهة عريضة من المفاهيم التي يسير خط بيانها من نقطة النخبة وإلى أصغر شريحة في الاستيعاب، وكانت تتبع أسلوب اللهجة الدارجة بهدفين:
- الأول: أنها تخاطب الأغلبية الكبرى من شرائح المجتمع.
- أما الهدف الثاني: فهو الارتقاء بالدارجة إلى مستويات تضيق الفرق بين الدارجة والفصحى، وكانت بذلك تقوم بمهمة شاقة تستحق عليها التقدير، وكان ذلك ممثلاً في مقالات.. (المراقب المتنقل).. والموقعة بـ.. (ابن حسن).. إنه الجالس بيننا المطاوع، كما كان الجهاز العامل في الندوة في عهده يعمل كفريق عمل، يعرف كل فرد صلاحيته ومسؤوليته بإخاء وتعاون، ولذلك كان إنتاج الندوة بجهاز صغير يؤدي أعمالاً كبيرة.
- لقد تميزت الندوة في عهده بالابتعاد كلياً عن المهاترات التي تنغمس في المثالب، لقد أثبت منهج المطاوع أن قيمة الصحافة هو توظيفها لخدمة المجتمع، ومن هنا وجب على الصحافة أن تتجه إلى الناس.
- إن المطاوع جعل الندوة سلّماً من سلالم القيم.
- وأكد المطاوع لي أن الصحافة لا تبلغ قيمتها العليا إلاَّ إذا كانت وتراً مشدوداً بين المجتمع والجريدة، وهذا يبعد الضمير الحاقد الَّذي يوظف الصحافة لخدماته الخاصة.
- لقد استطاعت الندوة في عهده أن تنجح في تحقيق ثقافة الصحافة التي تستطيع الوصول إلى كل الناس وهمومهم؛ لقد ظلت الندوة أكثر من ربع قرن هي جريدة تعبر عن كل أدوات الصحافة، لقد سلك بها المطاوع منهجاً جديداً في الصحافة السعودية.
- لقد كسبت الندوة الرهان في أن تكون جريدة حضارية مهمة في تحقيق طموحاتنا ككُتاب وقراء؛ هذا الرجل علمني أن الصحافة هي تعبير حقيقي من أخلاق الرجولة الحقة، لأن المطاوع لم ينظر للصحافة من زاوية الدكان الَّذي يبيع منها كل شيء.
- ومن أجل أن يؤثر الصحفي والكاتب والأديب تأثيراً صادقاً، يجب أن يكون جزءاً حياً من الأخلاق.. وهذا ما صنعه المطاوع، حين احترم عقل القارئ وشرفه الفكري والثقافي فلم يستخف به.
- لقد استطاعت.. هندسة المعاني الراقية.. في ذات المطاوع أن تخدم.. أمانة الصحافة.. خدمة شريفة، لأنه لم يفصل شرف الصحافة عن شرف الكلمة، وهذا ما مكنه في الدفاع عن وجهات النظر الاجتماعية والوطنية دفاع الشرفاء العقلاء؛ لقد أثبت منهج المطاوع الصحافي أن الصحافة ليست ترفاً، ولا تجارة، ولا دكاناً، ولا سخافة، بقدر ما هي أمانة ومسؤولية إنسانية كبيرة، وتصبح جزءاً من حياة الأمة ومستقبلها.
- وفي الختام أقول: إنه إذا كُتب تاريخ الصحافة السعودية المعاصرة بصدق وأمانة، فإن حامد مطاوع سوف يحتل فصلاً متوهجاً في صفحات هذا التاريخ.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :619  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 61 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الثاني: أديباً شاعراً وناثراً: 1997]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج