دارةَ الفكرِ والحِجَا والوِفاقِ |
أنتِ ملءُ القلوبِ والأحداق |
يا رعى اللهُ (مَجْلِساً) كم فؤادٍ |
يَتَغَنَّى بمجدِهِ - توَّاق |
مجلسٌ ضمَّ صفوةً من كِرامٍ |
يتحلَوْنَ بالسَّجايا العِتاق |
حيِّهِ مجلساً لكلِّ أديبٍ |
ينثُرُ الدُّرَّ زينةَ الأعناق |
حيِّهِ مجلساً لكلِّ محبٍّ |
يَتَبارى مَعْ نِدِّهِ فِي السِّباق |
فبهِ ما تشْتهي مِنْ إخاءٍ |
وبهِ مِن بهجةٍ وانطلاق |
قد تلاقتْ نفوسُهمْ في صفَاءٍ |
وتسَامتْ قلوبهمْ في وِفاق |
* * * |
إنَّ (عبدَ المقصودِ) خِدْنُ المعالي |
صَاحبُ الفضلِ والندى والخَلاق |
حسبُهُ أنّه سليلُ (سعيدٍ) |
مَنْ تسامى ذِكراً على الآفاق |
(لِسعيدٍ) مآثرٌ خالدات |
سجَّلَتْها ذخراً على الأوراق |
هو من مَعْدِن الفضيلةِ والنُّبُلِ (سعيدٌ) وذكرُه اليومَ باقي |
قد عرفناهُ كاتباً وأديباً |
ومثالاً للجودِ والإنفاق |
وسمعْنا عن حَياتهِ كلَّ خيرٍ |
فاضَ باليُمنِ والمزايا العِتَاق |
يا أخي يا (أبا محمدِ) شكراً |
ففؤادي في نَشْوةٍ وانعتاق |
ليسَ بِدْعاً وهوَ (صِنو أبيهِ) |
مَنْ تسامى على جميع الرفاق |
حيِّ (عبدَ الرحمنِ) ضيفاً كريماً |
أريحيّاً مهذبَ الأخلاق |
هو في مجلس (الشورى) أثيرٌ |
نالَ هذا المقامَ باستحقاق |
خلقٌ مشرقٌ ورأيٌ حصيفٌ |
وطريق العلياءِ صعْب المراقي |
قد عرفناهُ للمكارم يَسْمو |
بينَ أصحابه، عزيزَ اللَّحاق |
إنَّ تكريمكمْ لرَمْزٌ عظيمٌ |
ساطعٌ كالذُّكاءِ في الإشراق |
صحبةُ الصالحينَ بَلْسمُ قلبي |
إنّها للنفوسِ أعظمُ راقي |
قرةُ العين، بَهْجةُ النفسِ، سلوى |
كلِّ قلبٍ مولَّهٍ مشتاق |
* * * |
إنَّ (عبد الرحمنِ) شَهْمٌ كريمٌ |
أريحيٌّ ذو الخِلال الرِّقاق |
أنتمُ عُدَّةُ البلادِ وذُخَرٌ |
لبنيها من الهوى والشِّقاق |
إيهِ يا دارةَ الوفاءِ سلاماً |
من فؤادٍ يفيضُ بالأشواق |
أنتِ كرَّمتِ كلَّ حُرٍّ أبيٍّ |
وأديبٍ مفوَّهٍ خلاَّق |
وكفاكِ فخراً وتيهاً ومجداً |
أن نثَرْتِ الطيوبَ في الآفاق |
إن شعري دفقةٌ من شعورٍ |
نابعٌ من قلبيَ الخفَّاق |
خيرُه ما أتاكَ ينسابُ عفواً |
كانسياب المياهِ عبرَ السواقي |
أنا لا أعرفُ التصنُّعَ فيهِ |
فالقوافي كالسلسلِ الرقراق |
صلِّ ربِّ على حبيبك طه |
مَنْ حَبانا مكارمَ الأخلاق |