أحب بلادي
|
وطني لأول من تفتح للحياة وعمَّرا |
قل للَّذي جحد البلاد وعقَّها وتنكرا |
ومضى يندد بالفساد مهوِّلاً ومكبرا |
والخير كل الخير في غير البلاد كما يرى |
إن الكرامة في بلادي لا تباع وتشترى |
وطني.. وإن آذتني الآلام والجرح افترى |
وطويت أجنحتي ممزقة بأفياء الذُّرَا |
أحسست ما تشقى به فرأيت جرحَك أكبرا |
فمضيتُ من صدري أمزق كي أضمد ما اهترى |
وإذا بصدر لي جديد للحياة اخضوضرا |
تهتز فيه جوقة الإيمان تنشد للورى |
إنَّ الكرامة في بلادي لا تباع وتشترى |
* * * |
لبنتي لينا:
|
لبنتي لينا أمزق قلبي وردة |
وأصنع من لهب العمر بلدة |
لنمضي ونلعب بالأرض في غير أرضي |
لبنتي لينا.. أغنيك يا جوع جيلاً شهيدا |
وأزرع في رحم الأرض قمحا |
وفي حبة القمح جيشاً وفتحا |
وأملأ هذا التراب العتيق مني وعودا |
أنغم خطو الصغيرة فترسم لي بخطاها الأميرة |
دُناً ووجودا |
وضحكتها تتخطف عمري.. عمراً جديدا |
لبنتي لينا.. حياتي.. دروبي جراح ثخينة |
أعلِّمها كيف يخلق كبر، ويعشب صخر |
أعلِّمها كيف نمضغ ملح الجراح ونضحك |
ونطلع في كل قطرة دم عريشة ليلك |
ونبسم جرحاً يفجر في عتمة الآخرين شروقاً وصبحا |
أعلمها كيف تحيا بلادي نسوراً وسفحا |
من يثقب جدران الأشياء |
يملؤها ظلاً أو أضواء |
يملؤها ماء |
هدبي مرصود بالرؤيا ولأرضي شاكلة الأحياء |
مات زياد
|
لم يفتح أندلساً.. لم يغز بلاداً لم يترك للنجدة بعده |
سفن العودة.. |
* * * |
تحفر ذِكرى أمي البعيدة |
على قبور الأولياء أحرفاً عنيدة |
تجددت سبحتها واهترأت |
تكرر اسم الله حولي سنة جديدة |
ربي أعده ليضيء وجهي العتيق |
ربي أعده وليكفن صدري الحريق |
إنْ لم تطرز كفني دموعُه |
الموت نفي والقبور عتمة أبيده |
وها أنا أرفع راية الرحيل.. أهرب من اسمي على قصيدة |
أكفن الجراح بالأصيل |
أسأل عن جراحي الجديدة |
* * * |
تعذبت وحيداً |
كنت فرداً وأنا الآن ازدوجت |
نطفة الماء التي يولد منها البحر والموج |
تعددت وحيداً |
أنقش الصخر بأسمائي التي لا تنتهي |
زبداً حلماً يصير الدهر أو طيراً يغني |
آه من فخ يغطي الأرض |
أو يتخذ العشب له وجهاً طريا |
وأنا لا مخلب يحمي ولا ريش يذود الموت |
والصوت كياني فَْلأُغَنِّ، وَلأُغَنِّ، وَلأُغَنِّ |
ربما هذي الفراخ الزغب تكسوني شموسا |
تفتح العتمة تستل جبيني من تراب الأرض ورداً أبديا |
سنديانا تهمس الريح خطاياه |
صبياً يجتني من عتمه بيض الدراري |
كنت فرداً فازدوجت، قطر الحب معاني |
وأكسير الزمان يستعير النار من صدري |
فَكُوني يا حبيبة، ألقَ النار الغريبة |
انسلي الأشواك من قلبي وكوني مهرجان.. |