| من لهذا المكرَّمِ الموؤد |
| في ثنايا المنى ولحد الوعود؟ |
| من ترى يكسر القماقم حتى |
| تَثِبُ الروحُ في دماء القصيد؟ |
| فلكم غَمَّهُ الغمامُ فأضحى |
| فَلَكاً لا يدور دون نشيد |
| فأجرني يا أيُّها القاصد الشهم وطَوَّقْ بالوردِ سامقَ جيدي |
| إيه عبدَ المقصود بورك مسعاك حميداً والدهر غير حميد |
| يا أخا المكرماتِ بوركَ دوحٌ |
| غرستها يداك للتغريد |
| هزني منك نخوة جنحتني |
| وأزاحت عني حدود الحدود |
| في زمانٍ الفكرُ فيه طريدٌ |
| من رآه يشب غير طريد |
| من تُرى عَلَّمَ العصور انحناء |
| ما لأسدٍ تصيرُ غيرَ أسود؟ |
| يا وجوداً مكبلاً بهوانٍ |
| لست في عابس الزمان وجودي |
| في شؤون الضلع فيها يراعي |
| وشجونٍ الِحْبُر فيها وريدي |
| يحلف الدم أن أموت كما |
| عشت أبيًّا والكبرياءُ حصيدي |
| ما جديدي إلا جوادٌ أصيلٌ |
| وأصيلي إلا جديد جدودي |
| سائلي النبع عن نقاوة نبضي |
| واسألي النخل عن حلاوة بيدي |
| ما دَرَتْ هَبَّةُ الرياحِ أَمِسْكٌ |
| لفها حين غلغلت بورودي |
| أم جراحٌ يفوح منها إباءٌ |
| حملتْ عطره خيولُ البريد |
| يا أخا المكرماتِ هل عَزَّ فكرٌ |
| راسفٌ في عماوة وقيود؟ |
| من ترى يصهرُ الحديدَ بروحٍ |
| من تُرى يوقظُ الحنينَ بعود؟ |
| رحم الأرض عَقَّمَتْه أيادٍ |
| تتمنَّى بقاءَ نَسْلِ العبيد |
| والولاداتُ أجهضتها الوصاياتُ لتُخْفِي هويَّةَ المولودِ |
| عُمَرٌ لو غفا بجفنٍ قريرٍ |
| كانت القدسُ مربطاً لليهود |
| ما غوى تائهٌ بغير غويٍّ |
| واهتدى راشدٌ بغيرِ رشيد |
| آه يا جدةَ النَّدى ما لقلبي |
| يتمطَّى بشقِّ صبرِ الحديد |
| يمتطي البرقَ في سوادِ الليالي |
| ويضحي لفجره الموعود |
| لابساً غرَّةَ السحاب جبِيناً |
| بفؤادٍ قيثارة للرعود |
| حسب قلبي إذا تنفَّضَ قلبي |
| وملاذي بوابة التوحيد |
| غَنَّ يا نابضاً بجمرٍ وعطرٍ |
| لشراعٍ ضِدَّ الرياح عنيد |
| واملئي يا مجامر الند صدري |
| واستعيدي نشيده وأعيدي |
| واقبلي يا مواسمَ الشِّعرِ صوتاً |
| عبقريًّا يسيلُ من عنقود |
| واهدري يا عواصفَ الموج عصفاً |
| يتوالى فلَن تخرَّ بنودي |
| زيدُ الهولِ ها هنا يتداعى |
| فوقَ عزمي فيا سحائبَ زيدي |
| المناراتُ في الشواطىء مَدَّتْ |
| يدَهَا في المدى تُطَوِّقُ جيدي |
| تجعلُ الضوءَ لي جبيناً وصَدْراً |
| ثم تكسو بالشمس عُرْيَ زنودي |
| حَرَّرَتْ عقدةً تغلُّ جناحي |
| وهبتني إلى مدايَ البعيد |