| إليك يا شاعري ترديد ألحاني |
| لكي تعبِّر عن حبي وعرفاني |
| يحكي فؤادي به في كل بارقة |
| تجدد الأمس في آيات تحنان |
| أيام كانت حقول الأنس وارفة |
| فأستظل بها في سر إنسان |
| أيام لا أشتكي عنف الجوى أبداً |
| كأنني غير معنيٍّ بأحزان |
| فلا جفاء من الأحباب يخذلني |
| ولا رهان على هجرٍ ونسيان |
| واليوم صرت صدى صوت لأشجاني |
| وخلت أني غريب بين إخواني |
| وكنت أدنو من الأحباب أسألهم |
| فلا إجابة من قاص ومن دان |
| عن الزمان الَّذي كانت مباهجه |
| تضيء في القلب من صدق وإيمان |
| كأنهم في اغتراب عن مشاعرهم |
| فكلهم حائر يشكو لحيران |
| فصورة الحب قد ذابت ملامحها |
| إلاَّ بقية رسم طي كتمان |
| كأنما الدهر قد أودى بزهرتهم |
| فانشقت الأرض عن حقد وأضغان |
| هذه الحياة سراب في نقائضها |
| هول التجارب أضحكها وأبكاني |
| وإن نفسي التي باتت على سفر |
| ضاقت بآلامها والبوح أعياني |
| ماذا أخذت من الدنيا فأعشقها |
| سوى خساسة إرهاق وخذلان |
| لو كنت فيها طموحاً فاغتررت بها |
| إذاً تنازلت عن طهر وإحسان |
| يا شاعراً يا كريماً في خلائقه |
| يا باقة من أزاهير وريحان |
| يا ناصعاً في ضمير لا يخالطه |
| زيف التزلف في ظلم وبهتان |
| فأنت أنقى وأصفى في عواطفه |
| حتى سجاياك لم تذعن لعدوان |
| كم يكبر الناس فيك الصمت وهو هُدىً |
| ويمدح الناس فيك الفضل في آن |
| فإنك البدر في عليائه ألقاً |
| وإنك الفذ في قوس وأوطان |
| حاولت أنثر من شعري فرائده |
| فالعفو منك فهذا قدر إمكاني |
| هذي أساريره جاءت مهنئة |
| بكل صارحة في كل وجدان |