هتف الشعر في نداء طروب |
إنما الحب بلسم للقلوب |
سافرت بي إلى السماء عيوني |
وابتهالي عند المقام المهيب |
أسأل الله في خضوع ونجوى |
مستغيثاً برحمة المستجيب |
أن يعافيك من سقام أليم |
ومن الخوف والبلاء العصيب |
أنت تدري عن حيرتي واضطرابي |
كيف واجهتها بصبر لبيب |
وشجوني قد عذبتني وصمتي |
دائم الوقد من جحيم الوجيب |
فكأني مستغرق في شتاتٍ |
أو حزين من السكون الرهيب |
مر عام كأنه ألف عام |
وأنا في عناء بعض الشحوب |
إنما اللطف والمقادير تجري |
أفلا نحن عرضة للكروب |
يفعل الله ما يشاء ويقضي |
وعلينا التسليم بالمكتوب |
رحمة الله في الشدائد أدنى |
حين تنثال من علاج الطبيب |
يا صديقي إليك كل سروري |
وامتناني يضيء بالترحيب |
بعد أن عدت سالماً ومعافى |
فرأيناك في الرداء القشيب |
فتأمل كيف الضمائر نشوى |
وهي جذلى لشوقها المشبوب |
وابتساماتنا على كل ثغر |
ذاك بعض الوفاء للمحبوب |
فرحة النفس في لقائك تشدو |
والمسرات للأديب الأريب |
فهنيئاً بمنهل سندسي |
يجمع الصفو في المكان الرحيب |
ووقاك الإله من كل شر |
ومن الهَمِّ والردى والخطوب |