هذه (الاثنينية) الشَماءُ |
قبست من لألائها الجوزاءُ |
شاد (عبد المقصود) منها عكاظا |
يتنادى لضوئه البلغاءُ |
يتبارَى الفحولُ فيه طويلا |
ويحيِّى شموخَه الأدباءُ |
مجمعٌ للآداب والفكر سامٍ |
فتحدثْ عن مجده ما تشاءُ |
قبس باليفَاع شَبَّ فجئنا |
عليه من الجلال رُوَاءُ |
في محيَّاه يشرق البشر والحب |
ويسري في وجنتيه البهاءُ |
ذاع للاثنينية اليومَ ذكرٌ |
عبقْر ضاع من يديها اللواءَ |
ورثتْها في مجدها، فصداها |
تتهادى بسحره الأصداءُ |
هذه الأمسيات طابت هنيهـ |
ت بها طار في الفيافي الحداءُ |
سهرتْ (جدةٌ) لها، وارتوى من |
نبعها العذب الماءُ والصحراءُ |
وتناهت عين الزمان إليها |
واستدارت ترنو لها الشعراء |
وأحييها بالبيان وبالشعر |
وروحى لمنتداها الفداء |
(خوجه) نادانا إليها نبيلا |
ونعمَّا في الفكر هذا النداءُ |
أأنا اليوم بينكم يا رفاقى |
أم أنا ضَمَّتنى إليها السماء |
(أمرؤ القيس) بيننا و(أبو الطيـ |
ـيب) ناداه نورها الوضَّاءُ |
وأتى (الجاحظُ) المشَوقُ إليها |
وسعى نحو ضوئها الحكماءُ |
وهنا (التوحيدى) يقص على (العا |
رض) من سحر قَصِّهِ ما يشاءُ |
حبها قاد العاشقين إليها |
مثلما قادتْ (عروةً) (عفراءُ) |
أيها الرائدُ الوفىُّ عرفنا |
كَ كما قد شاءَ النهى والوفاءُ |
جُهْدَكَ المضنْى نافس الغد فيه |
اليومَ، بل نافس الصباحَ المساءُ |
حبذا ما أديتَّ للجيل من زا |
د به يحيا في الحياة الرجاءُ |
آه لو (شوقي) كان في عصرنا حيَّـ |
ـتكَ منه قصِيدةٌ عصماءُ |
و(زهير) لو عاد حيَّت حشودَ |
الشعر عنه حوليةٌ عذراءُ |
و(جرير) يهتَزُّ في رمسه تبـ |
هره (الاثنينيةُ) الغراءُ |
و(أبو تمام) يرى كيف ضاءت |
بسنا النادى الليلةُ الظلماءُ |
يا أحباء الفكر عشتم طويلا |
أنتم الودُّ والسنا والسناءُ |
والوفاءُ المنشود، والمحتد التا |
لدُ، والحب، والوجوهُ الوِضاءُ |
كل فضل لفضلكم منتهاهُ |
أيها الأصفياءُ والأوفياءُ |
فاض منكم على البيان نميرٌ |
مثلما فاضَ من ذُكاءَ الضياءُ |
كيف يوفيكم حقَّكم ما يقول |
الشعرُ أو ما يُدَبَجُ الفصحاءُ |
منتدى الصفوة الكرام يحيـ |
ـكَ على القرب والنوى الكرماءُ |
مرحبا أيها الندى نبيلا |
قد ترامتْ بفكركَ الأنباءُ |
من لياليكَ الدهرُ صافٍ، وفي حسـ |
ـنك تَختال الغادة الحسناءُ |
هذه (جدة) المفاخر سِفرّ |
خط فيه ربُّ العلا ما يشاءُ |
حدثتْ عنها، عن بطولاتها، الدنـ |
ـيا، ويروي تاريخها الآباءُ |
بين أفريقيا وآسيا شعاعٌ |
وصلتْه بجانبيها السماءُ |
في محياها البشر يحكي حَكايا |
ها مدى الدهر، والمنى، والثناءُ |
ملءُ وجدانِ النازحِ الصبِّ يأوى |
في حنين لظلِّها الغرباءُ |
(جدةَ) المجد يا مدينتنا المسـ |
ـحورةَ اقتادنا إليكِ الإخاءُ |
دميةٌ أنتِ من جمال وسحر |
وعلى وجهكِ الصبوحِ الرواءُ |
أنتِ ليلاىَ، في خلدي أنْـ |
ـتِ وفي مهجتي، وليلى سواءُ |
عشتِ للشعر والبيان طويلا |
وعلاكِ الجمالُ والأنداءُ |
يخطِرُ الدهرُ في سناك، ويعلو |
هَامَكِ الغارٌ والمنى، والصفاءُ |
إيهِ يا (جدةَ) السلامِ سلام |
وعليكِ الجلالُ والأضواءُ |