| اليومَ حانَ من الأحبة مَوْعِدُ |
| وغدا السرورُ (بحفلِنا) يتجددُ |
| يا (هاشمٌ) والفضلُ فيكَ سجيَّة |
| ولأنتَ في قلب الأحبة أسعدُ |
| ما طيبُ نفسكَ عادةً تزهو بها |
| كرمُ النفوسِ غريزةٌ لا تجحدُ |
| إني أشُمُّ عبيرَ (طيبةَ) فيكمُ |
| كالزهرِ ينفَحُ والورود تُورَّد |
| ولِمَ البعادُ؟ وكم حننتَ (لطيبةٍ) |
| فيها السماحةُ والندى والسؤدد |
| زعم العواذلُ أنْ سلوتُ ولوَ درَوا |
| ما بي من الحزنِ المبِّرحِ أقصدوا |
| و(أبو سعيدٍ) مَنْ عرفتَ وِدارَه |
| فاللهُ يَجزيه الجميلَ ويسعِد |
| إنا لنشكرهُ على (تكريمهِ) |
| والشكرُ ملء قلوبنا لا ينفَد |
| لولاكَ ما كانتْ لنا جَلَساتُنا |
| لولاكَ لم يكُ للأحبة موعد |
| أألام أني قد مدحتكَ صادقاً |
| وعواطفي جيَّاشةٌ لا تخمُد؟ |
| أنت الذي أعطى` المكارمَ حقَّها |
| لكَ هِمَّةٌ وعزيمةٌ لا تهمُد |
| * * * |
| أرأيتَ للأحبابِ كيفَ توافدوا |
| وقلوبُهم للقائِكمْ تتوقَّد! |
| أنظرْ إليهم يُهرعون تشُّوقاً |
| وقلوبُهم تُثني عليكَ وتحمَد |
| قد كرَّموكَ فكرّمُوا بكَ عالماً |
| وعليهِ آمال الأخوَّةِ تُعقَد |
| فلأنتَ يَنبوعُ الفضائل والنَّدى` |
| وبك المآثر والعُلا والمورد |
| ولأنتَ ملء قلوبهم وعيونهم |
| ولأنتَ في (أم القرى`) الفرقَد |
| لك في قلوب اليائسين مكانة |
| ولكلِّ مشروع لمحتاج يدُ |
| وسألت ربي أن يديم حياتكمْ |
| ذخراً (لطيبةَ) والزمانُ يغرِّد |
| لله دَرُّكَ كمْ لكمْ مِنْ موقفٍ |
| تزهوُ بهِ الأيامُ وَجْداً تَسعد |
| ولقد أتانا عن (أبي الزهراءِ) ما |
| فيهِ الحقيقةُ والحديثُ المسند |
| إن يُمدح الإنسانُ مدحاً صادقاً |
| يربو بهِ الإيمان، ذاكَ مؤكَّد |
| أدَّيتَ للإسلامِ أروعَ صفحةٍ |
| آثارُك الجُلّى` بفضلكَ تشهد |
| مفتاحُ باب الخيرِ من يَرَهُ يقلُ |
| هذا (أبو الفقراءِ) هذا السَّيد |
| ولقد لمستَ من اليتامى` جرحَهِم |
| ولأنتَ للجرح العميق مُضمِّد |
| يا (ابن المدينةِ) والقلوبُ تعلَّقتْ |
| في حُبِّها، والحبُّ نَهْج يُعبد |
| سلِّمْ على` الهادي الشفيع وصاحب |
| الخُلقِ الرفيع ومن إليه نَحفِد |
| شوقي إليها والحنينُ يلُفُّني |
| أدمى` فؤادي، والهوى` كم يُفسد! |
| ويهزني حبٌّ إليها ظامىء |
| والحبُّ لا يفنى` ولا يَتبدَّد |
| كم لي (بقربآ) وفي (وادي قُبا) |
| أو في (العقيقِ) مناهلٌ أتزوَّد |
| إني عشقتكِ فالفؤادُ متيَّمٌ |
| دعْ عنكَ ما زعمَ الوشاةُ الحسَّد |
| ونظمتُ في سحر البيانِ قِلادةً |
| وأنا لفضلكَ والجميلِ أقلِّد |
| صلى الإلهُ على` النبيِّ وآلهِ |
| ما دامَ في الدنيا فؤادٌ يُنشِد |