(أبا صالح) لا زلتَ في المجد ساعيا |
وفي دوْحة (الآداب) أصبحتَ ساميا |
وفي (أدبِ الإسلامِ) كنتَ موفَّقا |
تدافعُ عنه، تَبْذل الجهدَ راضيا |
وحسبُكُ فخراً أن تكونَ (أمينَها) |
وتمنَحها قِسطاً من الوقتِ غاليا |
وأكبرتُ فيكَ العلمَ والفهمَ والحِجا |
ورأياً سديداً في المواقفِ حاليا |
خِلالٌ كأنسامٍ الربيعِ لطافةً |
وخُلْقاً كريماً كالأزاهر زاكيا |
وتجهَرُ بالحقِ المبينِ ولم تَخَفْ |
مقالَة واشٍ، حينَ تُبدى المَساويا |
لقد جهِلوا (الإسلامَ) والجهلُ مظلم |
وما عَرفوهُ للمكارِم هاديا |
وما عرفوا (الإسلامَ) نوراً وحكمةً |
يُشيد صروحَ العلم للجهل قاليا |
بهمتكَ القعساءِ كنتَ محلِقا |
وترعى حقوق الدين تبغي المعاليا |
عرفُتكَ في (الشَهبا) خطيباً مفوَّها |
وفي حلبة (التعليم) كنتَ المثاليا |
وفي منتدى (عبد العزيز) مكرَّما |
تروح وتغدو في (الرفاعيّ) شاديا |
وقد شهدَ الأقوامُ أنك فاضلٌ |
وتملكُ صوتاً في (الخطابة) داويا |
وكرَّمكَ الشيخُ الجليلُ مقامُه |
وحُقَّ لكَ التكرِيمُ إذْ كنتَ ساميا |
وما حفلةُ التكريم إلا شهادةٌ |
تُحقِق فيها (عبدُ) أسمى الأمانيا |
أبوكَ جليلٌ قد دعاني (بطيبةٍ) |
(بحسانَ هذا العصر) إذ كان وافيا |
وكم نَدْوةٍ للشعر كنتَ مشجّعي |
أراك بحقٍّ تستجيد بيانيا!؟ |
وما أنا (حسانُ) الذي ذاعَ صيتُه |
ولا أنا من غنى فهزَّ النواديا |
ولكنني من فرحتي باجتماعنا |
ومن نشوة اللُّقيا أهجتُ القوافيا |
شهدتَ لنا حقاً بصدقِ (مدائحٍ |
لطه) فما لي لا أبثُّكَ ما بيا؟ |
فسبحان ربيّ أي سحرٍ نَفَثتهُ |
فأيقظتَ بالابداع مَنْ كان غافيا؟ |
إذا شعراءُ العصر خصّوا مديحَهمْ |
بأسيادهم يرجونَ فيه الجوازيا |
جعلتُ مديحي في (النبي وآله) |
فمدحُهم لا ريب أسمى الأمانيا |
وكلُّ محبٍ للرسول مشفَّع |
وكلُّ فؤادٍ في الهوى ليس سالَيا |
(أبا حَسنٍ) حُييتَ يا خَيرَ ماجدٍ |
ودمتَ لنا ذخراً وللخير راعيا |
(أبا حَسنٍ) هذي جهودُك أثمرتْ |
وحان قطافُ الجني يا خيرَ جانيا |
(أبا حَسنٍ) لولاكَ ما كان مجلسٌ |
يهزُّ فؤادَ الدهر يُحيي اللياليا |
دعوناكَ والآمالُ مشرقة السَنا |
(ومن قصدَ البحرَ استقلَّ السواقيا) |
وأشكرُ (مقصوداً) لحسن اختيارِه |
فقد كانَ ذواقاً وللعلم جانيا |
ويفتح للأحباب قلباً متيماً |
ويشكر مَنْ يأتيه بالحب صافيا |
لكَ الشكر من قلبٍ يفيضُ مودةً |
فقدْ دمتَ (مقصوداً) وللفضل راعيا |
فذا (أدبُ الإسلام) أصبَح واقعا |
وليس خيالاً للمرائينَ واهيا |
ولو أنصفوه لانضوْوا في لوائِهِ |
ولكنهمْ يأبونَ إلا تماديا |
ويُهديكَ هذا الحبَّ (شاعرُ طيبةٍ) |
وهذا دليلٌ ساطعٌ لوفائيا |