| في قصرِ (خوجه) طابَ الشعر والنغَم |
| وقد سعدنا وزال الهمُّ والسأم |
| هو الكريمُ إذا ما جئتَ تقصده |
| بين الرجال، تراءى غيثُه العمِم |
| يكفيه ما نال من جاهٍ ومفخرةٍ |
| فهو النبيلُ، وأما طبعهُ الكرم |
| شكرتُ تكريمَكم ـ والشعرُ أسعفني ـ |
| لشيخنا (نمرِ) ذاكَ السيُّد العلَم |
| قدْ أشرق الأملُ الزاهي بطلعتكم |
| هذا (الضياءُ) قد انجابتْ به الظُلمُ |
| أنتَ (الخطيبُ) الذي تزهو منابُره |
| يزينه اثنان: حسنُ الخلُق والشيمُ |
| عرفُته فعرفتُ الفضَل شيمتَه |
| هو الوفيُّ، إذا حلّتْ بنا الأزم |
| * * * |
| إني لأذكرُ أعواماً بصحبته |
| في (طيبةٍ) حيثُ ثغر السعد يبتسم |
| أيامَ نهنأُ والآمال باسمة |
| والسعد وافى، وموج الحب يلتطم |
| أنا المقيمُ على حفظ الوداد إذا |
| تنكَّرَ الدهر أو زَلّتْ بنا القدم |
| ما كان أجملَ أعواماً لنا طُوِيتْ |
| حيثُ الصفاءُ وحيثُ الشمل منتظم |
| ولي (بطيبته) أحبابٌ عرفتهمُ |
| وحبُّهم لرسولِ الله مضطرم |
| يا أهلَ (طيبةَ) إني جئت مقتبساً |
| من نورها، فجمالُ الكون عندكمُ |
| إني لأشكركم من فيض عاطفتي |
| وهل يشكر الاخا ما فيه متَّهمُ؟ |
| يا (أهل طيبةَ) حيا الله معدِنكم |
| أنتم كرامٌ وفيكم تَبرزُ القيمُ |
| سألتُ ربّي دوام العز في دَعَةٍ |
| والله أكرمُ مَنُ يرجَى ويُعتصَم |
| (نزيلُ طيبةَ) جارٌ للحبيب ومِنْ |
| نَسْلِ الرسول وفيهم يُعَرف الكرم |
| (نمر الخطيب) الذي طابتْ شمائلُه |
| باهَتْ به العَرَبُ الأخيارُ والعجم |
| حديثهُ الشهد يستهوي القلوبَ به |
| كلامهُ الفصلُ إلا أنّه حكمُ |
| كم استمعتُ إليه في محاضرةٍ |
| فهو (الخطيبُ) البليغُ المِصْقع الفَهِم! |
| العالم الفاضل المحمودُ سيرتُه |
| شيخُ الشيوخ وأستاذُ الذين همُ |
| وهمّة الشيخ لا تخفى لذي بصَر |
| إذا تقاعست الأبطالُ والهمم |
| أعمالُهُ في جهاد الظلم ناطقة |
| وكم تفجرّ في أعماقه الألم |
| أكرمْ بتلك السجايا إذ تزينُه |
| يشقى لأمته والقومُ قد نَعِموا |
| ربّاه يا عالِمَ الأسرار يا سندي |
| أنتَ الملاذُ إذا ما حلّت النِقَم |
| أنتَ الرجاءُ لنا في كل نائبةٍ |
| إذا تنوب وأنتَ العادل الحكمُ |
| فاشملْ بعطفكَ يا مولايَ ذِلّتنا |
| يا مَنْ بفضلكَ جرحُ القلب يلتئم |
| قد غرّقْتنا الخطايا ما لنا أمل |
| إلا بعفوِكَ يا مَنْ فيه نعتصمُ |
| أعدْ لنا (القدسَ) كي نحظى برؤيتها |
| وليسَ ينفع إلاّ الصارم الخَذِمُ |
| تستصرخ القِبلةُ الأولى ضمائركم |
| وتشتكي القبة العزلاء والحرمُ |
| وهل يخيب امرؤ قد بات معترفاً |
| بذنبه، ودموعُ الصدق ملتحم |
| صلى الاله على الهادي وعِترته |
| ما دامَ تَحمدُه الأكوانُ والأمم |