| يا (عبدُ) إنك للقلوب مسرة |
| تُهدي الجميلَ إلى النفوس وتُغدِقُ |
| كرَّمت أهل العلم في علمائه |
| ورعيتَ أهل الفضلِ أنت موفَّق |
| في حفلة (التكريم) طاب لقاؤنا |
| ولأنت في تكريم (نايف) أخلَق |
| ما أروعَ التكريم يجمع شملَنا |
| فإذا بأغصان المحبة تُورِقُ! |
| نُسقَى بحفلِكَ ما يُبَلُّ به الصدى |
| للروح منه مُتعة وتشوق |
| من (طيبة) حيثُ الهدايةُ والسَنا |
| هُرع (الكرام) وكلُّ ضيفٍ مُعرق |
| من (طيبةَ) الغراء من عبق الشذا |
| والمسك من جنباتِ (طيبةَ) يعبَق |
| من موطن (الهادي) ومهبط وحيه |
| حيثُ الرسالةُ نورها يتألق |
| هي (طيبةُ) بلد الحبيب أحبُّها |
| فيها الجمال وما يطيبُ ويُعشق |
| والروضة الزهرا تشدُّ رحالُنا |
| قلبي لأنوارِ المدينة شيّق |
| أألامُ أني في هواكِ مُتيَّم |
| والقلبُ في تلك المنازل موثَق؟ |
| ولقد دعاني القومُ (شاعر طيبة) |
| والشعر عندي نفحةٌ تتدَفَّق |
| يا (ابنَ المدينة) والحنيُن يشدُّني |
| قلبي بسكانِ الديار معلق |
| وأكاد للذكرى أذوب صبابة |
| وأكاد من فرط التشوق أصْعَقُ |
| فَخِرَتْ (بأحمدَ) خيرِ من وطىء الثرى |
| أنواره في الكائنات لتُشرق |
| و(محمدٌ) حاز الفضائلَ والعلا |
| فله الشفاعةُ والمقامُ الأليق |
| يا سيدي يا نفحة الرحمنِ مَنْ |
| ضاءتَ بك الدنيا وساد المنطِق |
| إنْ كان فرّقنا التعصب والهوى |
| فقلوبنا في الحب لا تتفرق |
| * * * |
| ومذبذبينَ يرونَ دينَ (محمد) |
| رجعية ذاك المغيظ المحنَق |
| ويَغيظه قبسُ الهداية ساطعاً |
| راياتُه في العالمين لتخفِقُ |
| فالحقدُ يأكل قلبه واللؤم يعـ |
| ـصر نفسَه ومع الجهالة يحمقُ |
| يا مسلمون تنبَّهوا واستيقظوا |
| وبحبِله اعتصموا ولا تتفرَّقوا |
| كونوا على الأعداء صفاً واحداً |
| متماسكاً، فالخطب فينا يُحدق |
| لا يَخدعنك من العدو ليونة |
| قد تشربُ العذبَ الفُرات فتشرق |
| إن تنصروا الرحمن ينصركم فلا |
| تهنوا، فنصر الله عهدٌ مطلَق |
| إنا لنؤمن في رسالة (أحمدٍ) |
| لا ما يقول: مغرِّب ومشرّق |
| إنَّ السعادة في اتباع (محمدٍ) |
| فبخلُقِ هادي العالمين تخلَّقُوا |
| أنا مسلم أعتز في ديني الَّذي |
| يهدي، ونور جماله يتألق |
| ومعلمي فخرُ الوجود وقائدي |
| نحو المعالي، في الأحبة يرفُق |
| أنا لا أرى غير الشريعة مذهباً |
| إنْ شعوذَ المتشدِّقون وصفّقوا |
| تقوى الإله سعادة وتجارة |
| تُحيي النفوسَ ولا ترى ما يُقلِق |
| إنَّ التقي يعيش في كنف الهنا |
| فإذا أردتم أن تفوزوا فاتَّقوا |
| فيها لقلبك بهجةٌ وسكينة |
| وبها لعقلك راحةٌ وتألق |
| والمتَّقون الفائزون تراهم |
| والنور ملء وجوههم مترقوق |
| * * * |
| ربَّاه من قلب يؤججه الأسى |
| أدعوك أن تحمي فأنت المطلق |
| ربّاه إن جنح الطغاة إلى الأذى |
| وتدافعوا نحو البلاد وأحدقوا |
| فلأنت يا ربَّاه كلُّ رجائِنا |
| وملاذُنا، وبكَ النجاح مُحقَّق |
| فاجعلْ لنا فرجاً ونصراً عاجلاً |
| هل غير بابك يا إلهي يطرق؟ |
| صلَّى الإله على النبيّ وآله |
| ما دام في الدنيا فؤاد يخفق |