يا أهل طيبة أنتم الأحباب |
وغرامكم للعاشقين شراب |
طابت شمائلكم ورق حديثكم |
وجميع زوار المدينة طابوا |
مل قلبي الغرام إلاَّ هواه |
ومُنى الروح أن تنال رضاه |
إنها طيبة مراح فؤادي |
كم تغنى العشاق فيها وتاهوا |
كيف أنسى أيامنا في قباء |
أتراني عهد الصفا أنساه؟ |
حبها في القلوب أضحى حديثاً |
وصحيح الإسناد عني رواه |
أين مني قربان أين العوالي |
أين مني سلع وأين رباه؟ |
ما لنا والوجيب في القلب وقدٌ |
فإذا ما ذكرت ثار جواه |
وفؤادي كلما عللوه بلقا |
ءِ الزهراء رف هواه |
أي سحر أحلى وأي جمال |
أي حسن يشع من مغناه؟ |
حل في طيبة أجل نبي |
رحمة للعالمين روحي فداه |
في قباء بئر النبي وفيها |
مسجد أسس الحبيب بناه |
سعدوا بالسواد والقرب منها |
حسن في حبها أواه |
شاعر في رياضها يتغنى |
فيذوب الحنين ملء لهاه |
طالما أسكر الرياض بلحن |
عبقري الإيقاع ما أشجاه |
مبدع في خياله ومعانيه |
وكم هاج الشجى مبناه |
قد عهدناه شاعراً وأديباً |
ولمسنا الحنين في نجواه |
قد عرفناه مخلصاً ووفياً |
لثرى طيبة وطيب ثراه |
ويحب الجمال في كل فن |
فهو خدن الشباب كم يهواه |
صيرفي يدري مواطن نقد |
ويجيد الفنون ما أسماه |
والحنين المشبوب يعصف بالنفس |
ليوري بين الضلوع لظاه |
يتغنى بحبها وهواها |
وهواها في قلبه سكناه |
كم حلا لي المقام في روض طه |
حيث نور الوجود عم سناه |
إن عبد المقصود صاحب فضل |
طيب المكرمات جم نداه |
يا أُهَيل الغرام رفقاً بقلبي |
عللوني بنفحة من شذاه |
هي أندى على الفؤاد وأشهى |
من شذى الورد جال فيه نداه |
علللاني بلحظة من وصال |
شاقني يا أخي وهج ضياه |
واسقياني كأس الصفاء دهاقاً |
طالما قد ثملت في ذكراه |
أنا لولاه ما تغنيت بالحب |
وما فاضت قيثارتي لولاه |
في فؤادي اللهيف نار تلظى |
والحنين المشبوب بعض آساه |
فاعذر العاشق الموله فيه |
فالسعيد السعيد من يهواه |
صلِّ ربي على حبيبك طه |
ما تغنى الوجود في ذكراه |