يا سامرَ الليل أيقظْ راقدَ السحرِ |
طاب الحديثُ عن (الزرقا) إلى السحرِ |
طاب الحديثُ عن (الشهبا) وعالِمها |
فكمْ شدا ثغرُها في ذكرِه العطِر |
فالقصرُ يرقصُ في تكريمه طرباً |
يَبثُّه الوجدَ في أشواقِ مستعرِ |
فالله يَجزيك يا (مقصودُ) تكرمةً |
كرمتَ أعلامَنا من سادةٍ غُرَر |
بالأمس كرمتَ (معروفاً) وحُقَّ له |
واليوم تكريمُك (الزرقا) على قدَر |
يا جامع الشمل من فضلٍ ومكرمةٍ |
قد كنتَ فيه جميلَ الوِرْدِ والصَدر |
ولستَ تعرِفُ شيئاً عن مكارمِها |
ولا مفاخرها إن أنتَ لم تَزُر |
* * * |
يا (مصطفى) وله في القلب منزلةٌ |
كمثلِ غيثٍ على الأعلام منهمِر |
إنّي لأذكرُ (أستاذي) فأكبرُه |
هذا ثَناء سَراة الناس في جهَر |
بكم زهتْ (حلب الشهباء) وافتخرتْ |
فكنتَ شمسَ الهدى تزهو على القمر |
(مدينةُ الشعر) كم غنّى بها طرباً |
(أبو فراس) وناجى بلبلَ الشجر! |
ناجى (الأميرَ)
(2)
وناجتهُ مطوَّقَة |
وفي المناجاة ما يُغني عن الوتر |
لولاكِ يا (حلبُ الشهباء) ما فخرتْ |
دنيا المعالي ولا تاهتْ على القُطُر |
وها هي (القلعة الشماء) شامخةً |
كم حدّثتْنا عن التاريخ والعِبَر |
هذا الجمال وما يحويه من نُزَه |
من صنع ربكَ لا من صنعة البشر |
غنّى بها (المتنبّي) من روائعه |
شاب الزمان وظَلَّتْ في الصِبا النضِر |
عرائسُ الشعرِ تزهو في روائعه |
وتسكب السحرَ صفواً دونما كدر |
إنْ تفتخر (حلب الشهباء) في علَم |
فأنتَ ـ لا ريبَ ـ ملء السمع والبصر |
يفنى` الزمان ولا تفنى مآثركمْ |
خلّدتُمُ ذكرَكم في خاطرِ العصر |
مَنْ لي بريشة (معروف) وحنكتِه |
أو فكرِ (ناصِف) يَروي عنه من خبر؟ |
كلاهما عَلَما فضلٍ ومعرفةٍ |
وقلّما أن يجودَ الدهر بالغُرَرِ! |
قد جئتَ أمتّنا الوسنى على قدرٍ |
(كما أتى ربَّه موسى على قدر) |
فكنتَ فارسَها في كل معتركٍ |
وكنتَ روضتَها في يَانِع الثمر |
شمائلٌ خلّد التاريخُ سيرتَها |
هلاَّ رويتَ لنا من روعةِ السير! |
هذا (الفقيهُ) الَّذي باهى الزمانُ به |
(يتيمةُ الدهر) يا شهباءُ فافتخري |
ذؤابة القوم في علم وفي خلق |
جمُّ التواضع في حِلْم وفي خفر |
إن يذكر (العلمُ) فالزرقاء قِمتُه |
أو يذكر (الفقه) أمسى غايةَ الوطر |
هذا (الفقيه) الأديب الألمعي ومَنْ |
يُثني الخلائق من بدوٍ ومن حضر |
ما أعظمَ (الفقهَ) إذ فاضت مواردُه |
على يديكَ، وكم يَسَّرْتَ من عسرُ! |
في (مدخَلِ الفقه) ما تسمو به صعُداً |
إلى المعالي بلا ضعفٍ ولا فتَر |
نَبَغْتَ في (الفقه) في بحثٍ ومعرفةٍ |
وحجةً كنتَ ذا قدْر وذا خطَر! |
علّمتَ أجيالنا بل كنتَ رائدها |
إلى المكارم والعلياء والسِدَر |
كم عالمٍ عاملٍ تزهو البلاد به |
ومدَّع تافهٍ والعقلُ كالحجر |
أستاذنا (مصطفى الزرقا) الَّذي فخرَتْ |
به العلوم بلا مَنّ ولا غرَر |
العلمُ غايتُه والبحثُ رائده |
والجدُّ قلَّده من أروع الدرر |
(أبو حنيفةَ) في رأي وفي جدَلٍ |
يأتيكَ بالرأي جزْلاً دونما حصَر |
تعبُّ من علمه ما شئت من درر |
كأنه مَنْهل بالطيب والزهَر |
عفُّ الضمير كريم النفس ذو خلُق |
وأعظم الناس حلماً عند مقتدر |
لله درُّك يا (أستاذ) من علم |
يزينُه من جمال الخُلُق والخفر! |
أني أهنيكَ من قلبي وعاطفتي |
بكل معنى جميلٍ رائق نَضِر |
خذها من القلب والإخلاصُ لُحمتها |
أما سُداها فإعجابٌ مدى العمر |
أخوةٌ نسج الرحمنُ عروتَها |
فليس يعصم من باغٍ ولا أشِر |
ومَنْ يعشْ في رحاب (المصطفى) ردَحاً |
وفي (أحاديثه) قد فاز بالظفر |
صلّى الإله على الهادي وعترته |
ما دام يُتْلَى اسمه في محكم السور |