شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 12 ـ (1)
تحية شعرية لمعالي الدكتور الشيخ مصطفى الزرقاء في حفلة تكريمه بالاثنينية.
(( شمائلٌ خلّد التاريخُ سيرتَها))
يا سامرَ الليل أيقظْ راقدَ السحرِ
طاب الحديثُ عن (الزرقا) إلى السحرِ
طاب الحديثُ عن (الشهبا) وعالِمها
فكمْ شدا ثغرُها في ذكرِه العطِر
فالقصرُ يرقصُ في تكريمه طرباً
يَبثُّه الوجدَ في أشواقِ مستعرِ
فالله يَجزيك يا (مقصودُ) تكرمةً
كرمتَ أعلامَنا من سادةٍ غُرَر
بالأمس كرمتَ (معروفاً) وحُقَّ له
واليوم تكريمُك (الزرقا) على قدَر
يا جامع الشمل من فضلٍ ومكرمةٍ
قد كنتَ فيه جميلَ الوِرْدِ والصَدر
ولستَ تعرِفُ شيئاً عن مكارمِها
ولا مفاخرها إن أنتَ لم تَزُر
* * *
يا (مصطفى) وله في القلب منزلةٌ
كمثلِ غيثٍ على الأعلام منهمِر
إنّي لأذكرُ (أستاذي) فأكبرُه
هذا ثَناء سَراة الناس في جهَر
بكم زهتْ (حلب الشهباء) وافتخرتْ
فكنتَ شمسَ الهدى تزهو على القمر
(مدينةُ الشعر) كم غنّى بها طرباً
(أبو فراس) وناجى بلبلَ الشجر!
ناجى (الأميرَ) (2) وناجتهُ مطوَّقَة
وفي المناجاة ما يُغني عن الوتر
لولاكِ يا (حلبُ الشهباء) ما فخرتْ
دنيا المعالي ولا تاهتْ على القُطُر
وها هي (القلعة الشماء) شامخةً
كم حدّثتْنا عن التاريخ والعِبَر
هذا الجمال وما يحويه من نُزَه
من صنع ربكَ لا من صنعة البشر
غنّى بها (المتنبّي) من روائعه
شاب الزمان وظَلَّتْ في الصِبا النضِر
عرائسُ الشعرِ تزهو في روائعه
وتسكب السحرَ صفواً دونما كدر
إنْ تفتخر (حلب الشهباء) في علَم
فأنتَ ـ لا ريبَ ـ ملء السمع والبصر
يفنى` الزمان ولا تفنى مآثركمْ
خلّدتُمُ ذكرَكم في خاطرِ العصر
مَنْ لي بريشة (معروف) وحنكتِه
أو فكرِ (ناصِف) يَروي عنه من خبر؟
كلاهما عَلَما فضلٍ ومعرفةٍ
وقلّما أن يجودَ الدهر بالغُرَرِ!
قد جئتَ أمتّنا الوسنى على قدرٍ
(كما أتى ربَّه موسى على قدر)
فكنتَ فارسَها في كل معتركٍ
وكنتَ روضتَها في يَانِع الثمر
شمائلٌ خلّد التاريخُ سيرتَها
هلاَّ رويتَ لنا من روعةِ السير!
هذا (الفقيهُ) الَّذي باهى الزمانُ به
(يتيمةُ الدهر) يا شهباءُ فافتخري
ذؤابة القوم في علم وفي خلق
جمُّ التواضع في حِلْم وفي خفر
إن يذكر (العلمُ) فالزرقاء قِمتُه
أو يذكر (الفقه) أمسى غايةَ الوطر
هذا (الفقيه) الأديب الألمعي ومَنْ
يُثني الخلائق من بدوٍ ومن حضر
ما أعظمَ (الفقهَ) إذ فاضت مواردُه
على يديكَ، وكم يَسَّرْتَ من عسرُ!
في (مدخَلِ الفقه) ما تسمو به صعُداً
إلى المعالي بلا ضعفٍ ولا فتَر
نَبَغْتَ في (الفقه) في بحثٍ ومعرفةٍ
وحجةً كنتَ ذا قدْر وذا خطَر!
علّمتَ أجيالنا بل كنتَ رائدها
إلى المكارم والعلياء والسِدَر
كم عالمٍ عاملٍ تزهو البلاد به
ومدَّع تافهٍ والعقلُ كالحجر
أستاذنا (مصطفى الزرقا) الَّذي فخرَتْ
به العلوم بلا مَنّ ولا غرَر
العلمُ غايتُه والبحثُ رائده
والجدُّ قلَّده من أروع الدرر
(أبو حنيفةَ) في رأي وفي جدَلٍ
يأتيكَ بالرأي جزْلاً دونما حصَر
تعبُّ من علمه ما شئت من درر
كأنه مَنْهل بالطيب والزهَر
عفُّ الضمير كريم النفس ذو خلُق
وأعظم الناس حلماً عند مقتدر
لله درُّك يا (أستاذ) من علم
يزينُه من جمال الخُلُق والخفر!
أني أهنيكَ من قلبي وعاطفتي
بكل معنى جميلٍ رائق نَضِر
خذها من القلب والإخلاصُ لُحمتها
أما سُداها فإعجابٌ مدى العمر
أخوةٌ نسج الرحمنُ عروتَها
فليس يعصم من باغٍ ولا أشِر
ومَنْ يعشْ في رحاب (المصطفى) ردَحاً
وفي (أحاديثه) قد فاز بالظفر
صلّى الإله على الهادي وعترته
ما دام يُتْلَى اسمه في محكم السور
 
طباعة

تعليق

 القراءات :313  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 142 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.