شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( تعليق العالم الجليل الشيخ محمد علي الصابوني ))
ثم أعطيت الكلمة لفضيلة الشيخ الجليل محمد علي الصابوني ليعلق على الأمسية، فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم.
- فوجئت بالخبر المؤلم الَّذي تحدث عنه فضيلة المربي الكبير أستاذنا الشيخ عثمان الصالح، بأن رب هذه الدار دخل المستشفى وأجرى عدة عمليات، أربع عمليات، ونحن لا ندري؟ فنعتذر ونقدم له ما كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله لمن عاد مريضاً، كان إذا عاد صلى الله عليه وسلم مريضاً يقويه ويشجعه ويقول: لا بأس طهور إن شاء الله.. يعني إن شاء الله طهور لك من الذنوب والآثام، ورفع الدرجات لك؛ فنحن نقول لرب هذه الدار - التي نسأل الله أن يجعلها عامرة دائماً بالفضل والخير والعلم - نقول له لا بأس طهور إن شاء الله، ولا أراك الله مكروهاً بعد اليوم..
- وهناك قصة غريبة من غرائب الأخبار، ذكرها لنا الإمام البخاري في صحيحه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد أعرابياً مريضاً فجلس بجواره وقال: لا بأس طهور إن شاء الله؛ كان هذا الأعرابي على جانب كبير من الغفلة، فقال: ماذا، طهور؟ بل هي حمى تفور على رجل كبير تُزيره القبور. فتبسم صلى الله عليه وسلم ماذا يفعل معه؟ وقال لا بأس؛ وكانت هي النتيجة والنهاية.
- فأخونا - إن شاء الله - متعه الله بالصحة، رجع إلينا سالماً دون أن نعلم، كنا أقل الدرجات بالهاتف نقول له الحمد لله على السلامة والعافية.
- نقول عن الموضوع الَّذي تحدث عنه أخونا المحتفى به الشيخ عبد الرحمن (جزاه الله خيراً) مدح الصحراء وبين عشقه لها، وحبه المفعم لها..؛ ليس هذا عجيباً، هذا الدين العظيم ما خرج إلاَّ من الصحراء.
إن هذا الدين في الصحراء امتهد
ليجىء كل مسلم أسد
- لا كما يقول ذلك الشاعر:
أسد عليّ وفي الحروب نعامة
- بل هو الأسد الحقيقي..
- وأما حديثه عن النخلة، فقد جاء في الحديث الموضوع: "أكرموا عمتكم النخلة" وهذا الحديث موضوع، أي مكذوب على رسول الله؛ أمَّا الحديث الصحيح الَّذي هو من روائع الأمثال التي ضربها النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان جالساً مع أصحابه فقال لهم: "مثل المؤمن كشجرة طيبة لا يتحات ورقها - أي: لا يسقط ورقها - وثمرها طيب حلو فأخبروني ما هي"؟ قال: فوقع الناس في شجر البوادي كل واحد يقول كذا وكذا..، وكان عبد الله بن عمر صغير السن لا يتجاوز العاشرة أو الحادية عشرة من عمره، وكان بين الجالسين، قال: فوقع في نفسي أنها النخلة، لكنه لم يبح بالجواب لأنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألهم أخبرونا ما هي؟ هي مثل للمؤمن لا يتحات ورقها وثمرها طيب؛ قال فنظرت فإذا بين أصحاب رسول الله أبو بكر وعمر ولم يقولا شيئاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هي النخلة"، هذا مثل المؤمن، طيبة من جميع فروعها، في ورقها، في ثمرها، في شجرها، في ظلها.
- قال ابن عمر: وقع في نفسي هذا فلما خرجت قلت لأبي - لعمر بن الخطاب - والله لقد وقع في نفسي أنها النخلة؛ فقال ولماذا لم تقل؟ قال: فنظرت فإذا بي أصغر الناس سناً فاستحييت؛ فقال لو قلتها لكان عندي كذا وكذا..، شجعه على ذلك.
- هذا مثل للمؤمن، هذه النخلة نبتت هنا وانتشرت هنا، وانتشر معها الخير على العالم أجمع.
- أما ما ذكره الأخ أن شجر النخيل في الأندلس، فما أظن له سنداً، نعم في المغرب يوجد، في الجزائر يوجد نخيل، أما في الأندلس أو أسبانيا ما سمعنا بهذا، ولعله يأتينا في الأيام القادمة حاملاً إلينا شيئاً من رطبها فنصدق.. والحمد لله رب العالمين.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :533  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 33 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.