تحلو المجالسُ في لقا الأخيارِ |
وتطيبُ رغمَ تعاقبِ الأكدار |
والناسُ هذا نافحُ من طِيبه |
أبداً، وهذا نافخٌ في النار |
هذا اجتماعٌ للسرورِ مبارك |
فيه لقاءُ الصفوةِ الأخيار |
أهلُ المكارم والفضائل والندى |
نالوا من العلياء كلَّ فخار |
في مجلسٍ قد غصَّ في روّاده |
من كل سَهْم صائبِ الأفكار |
ما أجمل اللّقيا بقصركَ في المسا |
ولقا الأحبةِ بهجةُ الأبصار! |
ليلٌ بهيج ينقضي في ومضةٍ |
مَهْوَى القلوبِ ونزهةُ السّمار |
كرمتَ أهلَ العلم في أعلامِهِ |
فلكَ التجلّةُ بالثنا المِعطار |
في (جُدّةٍ) حيثُ الليالي حلوةٌ |
وتمرُّ كالأنسام في الأسحار |
لا عيبَ فيها غيرَ أنّ زمانَها |
أحلى من الأحلام والأوتار |
فلأنتَ ملءُ عيونِنا وقلوبنا |
يا صاحبَ التكريم والإيثار |
أثنى الجميعُ عليكَ في كلماتِهم |
هذا دليلُ الحبِ والإكبار |
ولئن كتمتُ الحبَّ في قلبي رضًى |
لكن تبوحُ بحبّهِ أوتاري |
يا أيها الدكتور حَسْبُكَ رتبةً |
قد نلتَ فيها غايةَ الأوطار |
لله درُّكَ عالماً متواضعاً |
هو مَنْهل للظامىء المشتار! |
خلقٌ أرقُّ من النسيم لطافةً |
وشمائلٌ في رقة الأزهار |
ولطالما نهِلَ الورى من وردِه |
هو (مَنْهل) الآداب والأفكار |
ولمستُ من (مقصود) وداً صادقاً |
فاهنأ بهذا الود والإكبار |
حي الرجالَ العاملينَ فإنّهم |
همْ زينةُ العلماءِ والأقطار |
إنّا لنشكرهم على تشريفهم |
شكرَ الرياضِ لوابلٍ مدرار |
ولقد سمعنا عنكم ما هَزّني |
وأثارَ عجبي هِزّة التيّار |
ما كنتَ بِدعاً في جهودك يا أخي |
هذي جهودُ العالِم الموّار |
العنصرُ الحركي في أعمالِه |
والصدقُ في الأقوال والإخبار |
الفضلُ شيمتُه وتلكَ سجيَّة |
هو من ذوي التنقيب والأبصار |
قد كرموكَ فكرموا بكَ عالماً |
فَذًّا عظيمَ القدرِ كالحفّار |
فاقبلْ تحيةَ شاعرٍ بكَ معجب |
يا صاحبَ التاريخ والآثار |
(ستون) عاماً لا تزال مضيئةً |
وتجودُ بالإبداعِ والأخبار |
* * * |
أنا شاعرٌ لكنْ بمدح شريعتي |
ووقَفْتُهُ في مدحةِ (المختار) |
هو سيِّدُ الساداتِ مِصباح الهدى |
الهاشميُّ فخارُ كلِّ فخار |
مَنْ مثله في المكرماتِ ومثلهُ |
في الصالحاتِ، وفي حقوق الجار؟ |
* * * |
و(أخي)
(2)
أرادَ الله رفع مَقامه |
فسما بحكمته بلا استكبار |
ومضى على دَرْبِ الهدى لم يعبأنْ |
بكلام أنصافٍ ولا مهذار |
لم يخشَ إلا الله ـ جلَّ جلالهُ |
للمؤمن الأواب عُقبى الدار |
وحباكَ ربُّك رتبةً ومكانةً |
أصبحتَ في (التفسير) خيرَ منار |
وعليكَ من نورِ المهابةِ رَوْنَقٌ |
نلتَ السعادة في رضاء الباري |
ولكُم يُكنُّ الشيخُ صادقَ ودِّه |
صفواً صفاءَ السلسبيل الجاري |
ولقد وفيتَ له وتلكَ سجيةٌ |
إنّ الوفا من شيمة الأبرار |
كمْ من كريم النفسِ هبَّ مدافعاً |
عنه، وكمْ للحرّ من أنصار!! |
ما عاقهُ قولُ السخيف، وهَزّه |
قولُ الشريفِ وصائبُ الأفكار |
ماذا يَضيركَ يا (عليُّ) وإنّما |
(خُلُق الزمانِ عداوةُ الأحرار) |
* * * |
غنّى بهذا الحفلِ (شاعرُ طيبة) |
بروائعِ الألحانِ والأشعار |
هذي المجالسُ بهجةٌ ونضارةٌ |
مُلئتُ من الإمتاع والأنوار |
أوحيتُ يا (مقصودُ) أسمى فكرةٍ |
ستظلُّ ذكراها مدى الأدهار |
وحماكم المولى تفاهةَ جاهلٍ |
ورعاكمُ من طُغْمةِ الأشرار |
صلّى الإلهُ على النبيّ (محمدٍ) |
ما دام يُتلى (إذْ هما في الغار) |