شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 8 ـ (1)
وفي أمسية تكريم الشاعر الدكتور زاهد محمد زهدي ألقى شاعر طيبة.. الشيخ محمد ضياء الدين الصابوني قصيدة من وحي طيبة الطيبة، فقال:
ـ المحمود الله جل جلاله، والمصلى عليه محمد وآله، والمدعو له الإسلام ورجاله؛ اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد الرحمة.. المهداة والنعمة المسداة، وعلى آله وصحبه.. ومن اتبع سنته إلى يوم الدين، وبعد:
ـ تعلمون جميعاً أن الشاعر يشارك في أفراح الأمة وأتراحها، ولقد كنت أول المشاركين في محنة العراق، وقلت:
فُجع المسلمون والإسلام
يا عدو السلام يا صدام
أنت والله تافه وحقير
دأبك الاغتيال والإجرام
ـ وقلت عدة قصائد، ولكن لا أذكرها الآن..
ـ وإنما سأقرأ أبياتاً أعددتها الآن وهي:
مقصود إنك للأرواح بهجتها
كرمت زهدي وذا التكريم محمود
تمشي السعادة نشوى في دياركمُ
مشي المحبة والدنيا أغاريد
ها نحن في ليلة للأنس جامعة
والأنس وافى وهذا الحب مقصود
وزاهد قد سمعنا من بطولته
وقلبنا في هوى زهدي لمعمود
إن يُجمع البأس والإيمان في رجل
فالنصر يزهر والأيام تغريد
ـ أيها الشاعر المبدع: لقد لمست آلام أمتك، وابتسمت هذه الآلام، وسالت هذه الجراح دموعاً صافية نقية من مآقيك، ينساب شعرك إلى النفوس انسياباً، وينحدر إلى قلبي انحداراً لرقته وعفويته، فأنت الشاعر المبدع، وأنت الشاعر الملهم، وما كنا ـ مع الأسف ـ لنعرف عنك، كما أنك لم تسمع أيضاً بشاعر طيبة.. فالآن أسمعك شيئاً من شعري:
((حُبُّ طيبة))
قلبُ المتيَّمِ هائمٌ بهَوَاها
هي (طيبةٌ) عمَّ الوجودَ سناها
زُرهَا وقَبِّل تُربةً قد مسَّها
قدمُ الحبيب من الجنانِ بَرَاها
كمْ ذا يُكابدُ من يفارق مُرغما
ويحبُّ مِن أجْلِ الحبيبِ ثراها!
فتراه دَوْماً هائماً في روْضها
مُستَعْبرَ العَيْنين يدعو اللـه
متضرعاً في ذلةٍ ومَهَابَةٍ
والروحُ مصغية إلى نجواها
وسفينةُ الأشواقِ قد أرسَتْ بها
في حَيْرة سَبحانَ مَنْ أرساها
كم سالتِ العَبَراتْ في جَنَبَاتها
كم صَعّدتْ أعماقُنا الآها
إني إذا ذكرت لتهمي أدمعي
وأعيشُ أيامي على ذكراها
ماذا أقولُ؟ وقد شُغِفْتُ بحسنها
ملكتْ على عَيْنيَّ طيبَ كراها
كم ذكرياتٍ حلوةٍ برياضِها
وليال أنسٍ في رُبوع (قُباها)
تحلو بها الأيامُ وهي مريرة
حتى ولو جارَ الزمان وتاها
أيام أمرحُ ناعماً في جوّها
وتحَفني بحَنانها عَيْناها
يا عاشق (المختار) طِب نفساً بها
غَمَرتْكَ بالآلاءِ ريا شذاها
أنى اتّجهْت رأيتَ فيها أنفساً
حرّى وتلثم في التراب شِفاها!
وترى تقبل تُربها في لهفةٍ
وتكحِّلُ العَيْنَيْن من رؤياها
الشمس تخجلُ من ضياءِ جبينها
والبَدْرُ يقبسُ من بَهيّ ضياها
(جبْريلُ) يغشاها بآياتِ الهدى
تَتنَزَّلُ الآياتُ في أرجاها
تلك (العرائسُ) كم تتيْه بحسنها
تحيي وتنعشُ قلبَ مَنْ يهواها!
ما بيْنَ مِنبرِ (أحمدٍ) ومقامه
من جنةِ الفردّوْسِ قد سوّاها
الله باركها وبَاركَ أهْلَها
وجبالَها وهضابَها وثراها
أجدُ السعادةَ والسرورَ بقُرْبها
يا ليتني قد فُزْتُ في سكناها!!
إني وإن فارقتُ (طيبةَ) حقبةً
لأحنُّ من شوقٍ إلى لُقياها
وأكادُ للذكرى أذوبُ صَبَابَة
وأنا الًّذي في حبّها قَدْ تاها
فلعلَّ يجْمعَنُا الزَّمانُ (بطيْبَةٍ)
لأبلَّ حرَّ النفس في مغناها
غنّيتُ (ملحمة النبوة) وَالهاً
واللهُ يَعْلَمُ صِدْقَها وتُقاها
الودُّ والإخلاصُ لُحمةُ نَسْجهَا
والحبُ والإشْراق كلُّ سَداها
(أحُدُ) الحبيْب يحبنا ونحبُّه
ونزُوْرُه بعشِيَّة وضُحَاها
قد ضمَّ (حمزةَ) الشهيْدَ بحضنه
وحَنَا حُنْوَّ المُرضعَاتِ وباهى
واللهَ أسألُ أنْ أقيْمَ بأرضها
ويضُمَّني بعد المَمَاتِ ثراها
فاللهُ أكرمُ من يحقّق مُنْيَتي
فأنا المتيّمُ لا أحب سواها
صَلَّى المليْكُ على النبيّ وآلهِ
ما دَامَ ينفح في الوجُوْدِ شذاها
 
طباعة

تعليق

 القراءات :345  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 138 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.