هلاَّ رأيتَ جمالَ أبها مرةً |
هلاَّ شهدت روائع الآثارِ |
حيث الطبيعة في مفاتن حُسنها |
حيث البهاء ومُتعة الأنظار |
حيث الحدائق في ليالي عرسها |
حيث الجمال يموجُ بالأسرار |
أنَّى التفت ترى الجمال مجسداً |
مهوى الأحبّة مجمع السُّمار |
أبها.. وما أبهى جمال ربوعها |
كم حركت في القلب من أوتار |
فترى البهاء يفيض في جنباتها |
ويَجرُّ ذيل التيه والإكبار |
تلك الجبال الشاهقات شواهد |
والغيم جلَّلها كعقد إزار |
وتراه عانقها عناق مُتيم |
والغيثُ يبكيها بدمع جاري |
حيث الضبابُ يلفها في بُرده |
لا تَستبين جمالها بنهار |
بينا يكُون الجُّو فيها صاحياً |
فإذا بها غُمرت من الأمطار |
تلك المناظرُ كم زهت في روعةٍ |
شرك الخواطر مُتعة الأبصار |
تلك النسائم إذ تهب عليلةً |
تحكي برقتها ندى الأزهار |
لله أيام بأبها حلوة |
مَرَّت بنا كنسائم الأسحار |
فكأنها حلم يُداعب خاطري |
أو فكرة جالت من الأفكار |
تلك السماء تزينت بكواكب |
ويريك بهجتها سنا الأقمار |
تلك النجوم لآلىء منظومة |
تبدو روائعها لعين الساري |
يقضي بها المصطاف أسعد وقته |
فكأنه بالشام في آذار |
يتمتعون بحسنها وجمالها |
يقضون فيها أجمل الأوطار |
أما لياليها فسحر كلُها |
وتضج بالأضواء والأنوار |
تلك المروج الخضر ملء نواظري |
فواحة بالطيب كالنوار |
تلك الزهور على اختلاف فنونها |
رفت عليك بنفحها المعطار |
من كل زاهرة تسر عيوننا |
عبثت بهن يد النسيم الساري |
روِّح بأبها النفس من آلامها |
واهجم على اللذات دون وقار |
متع فؤادك من جمالِ رياضها |
إن الجمال يزيد في الأعمار |
جَلَّ الذي خلق الجمال وصاغه |
من كل فن رائع مختار |
هذا الجمال وما حوى من بهجة |
ينبيك عن صنع العظيم الباري |
كانت لنا أيام في أجوائها |
مع صفوة الأحباب والسُّمَّار |
متمتعين بسحرها وجمالها |
نلهو ونجني أطيب الأثمار |
((مقصود)) إنك للقلوب مسرّة |
كرَّمت آل الفضل والآثار |
حيِّ الحُميِّد فهو تِرب فاضل |
من صفوة الأحباب والأخيار |
خُلُق أرق من النسيم لطافة |
وشمائل في رقة الأزهار |
إني لأشكركم على تكريمه |
شكر الرياض لوابل ثرار |
خفَّ الكرام للاحتفاء وكلهم |
شوقاً إليك برقّة الإيثار |
في حفلة التكريم تكريم الأُلى |
نالوا من العلياء كل فخار |