| قصر وليس كمثله في الشام |
| أضحى بمجدك عاطر الأنسام |
| قصر به افتخر الزمان كأنه |
| بدر يشق حوالك الأظلام |
| خلع الجمال عليه حسن بهائه |
| فغدا مجال الفخر والإعظام |
| قد ضمنا ناديك الكريم فأصبحَتْ |
| شرفاته الحسناء كالأعلام
(2)
|
| فترى العيون تجول في جنباته |
| نشوى من الأضواء والأعلام |
| وبأي قصر شامخ قارنته |
| فاق القصور بروعة ونظام |
| ولقد كساه من الرخام نضارة |
| فغدا بوجه ناضر بسام |
| شهد الجميع له بروعة فنه |
| هذا دليل السبق والإقدام |
| ولأنت في تشييده لموفق |
| تزهو عجائب حسنه المترامي |
| جادت عليك يد الكريم بنعمة |
| حسناء كم للـه من إنعام |
| قد ضم فيه صفوة مختارة |
| من معشر بيض الوجوه كرام |
| طابوا وطاب غراسهم ونجارهم |
| نالوا من العلياء كل مقام |
| جئنا نهنىء والعواطف ثرّة |
| الشيخ خوجه صاحب الإنعام |
| أنظر إلى الأحباب كيف تدافعوا |
| في لهفة وتشوّق وهيام |
| ويهنئونك من صميم قلوبهم |
| وقد انتشوا لكن بدون مُدام |
| ولقد أتاك اليوم شاعر طيبة |
| بروائع الأشعار والأنغام |
| كرَّمت أهل العلم في أعلامه |
| فلأنت أهل الفضل والإكرام |
| والله كرَّمهم وأعلى قدرهم |
| فلك التجلة والمقام السامي |
| من كان يحظى فيه باثنينية |
| فينال من مقصود كل مرام |
| يحيي بك الأدب الرفيع وآله |
| خلُق به تسمو على الأقوام |
| إني لأفخر أن أكون مشاركاً |
| فأفوز بالنعمى وطيب كلام |
| ما حفلة التكريم إلا رفعة |
| للعاملين لنصرة الإسلام |
| لك يا علي مآثر محمودة |
| لا زلت في التفسير خير إمام |
| ولقد شعرت بأنني في روضة |
| ليست بأحلام ولا أوهام |
| لله ساعات بقصرك حلوة |
| مرت بنا عجلى مرور كرام |
| فكأنها حلم يداعب خاطري |
| أو فكرة جالت مع الأحلام |
| تقف العيون أمامه مبهورة |
| يا للجمال الرائع البسام |
| تتلألأ الأنوار في جنباته |
| تسري كمسرى البرء في الأسقام |
| وسرى النسيم مداعباً وجناتنا |
| ياما أحيلى رقة الأنسام |
| يا أهل مكة أنتم أهل الندى |
| والجود والإحسان والإكرام |
| وحديثكم كالشهد حلو المجتنى |
| يشفي عليل النفس من أسقام |
| لا عيب فيكم غير أن نزيلكم |
| يسلو عن الأوطان والأرحام |
| والله أسأل أن تكون منعماً |
| وتعيش في رغد وعز نام |
| ولأشكرنك ما حييت مفاخراً |
| شكر الرياض لريقات غمام |
| وإليك تهنئة الضياء رقيقة |
| فواحة كالزهر في الأكمام |