| خمس وعشرون عاماً والهوى قدرُ |
| ما أسرف العاشقَ المفتونَ يا قمرُ |
| خمس وعشرون والوجدان ملتهبٌ |
| بكل فنٍ به الآيات والصور |
| ما ملَّ منها وما شاخت منابره |
| إن كان بالشيب أضحى اليوم يعتمر |
| يا أجملَ الناس في الوجدان كابرة |
| ألستَ ابنَ الذي شادت به السير |
| يتمت في المهد فانداح الأسى ألقاً |
| ينيره إرثك المحمود والعبر |
| أرضعت في مهدك المكي نافلة |
| من البيان فجاد الروض والقدر |
| ما أنبتت مكة الغراء غير شذىً |
| نوابغاً في ثرى الدنيا هم المطر |
| لولاهمُ لم تقم للدين قائمةٌ |
| همُ العماد لهذا الكون والغررُ |
| لولاهم ما دنا للمجد رابيةٌ |
| ولا تغنى على أيك الهوى بشر |
| قلوبهم بنقاء الحب مولعةٌ |
| ضمائرٌ حيةٌ بالوجد تشتهرُ |
| يا ليلةَ الحب لولا الحبُ ما صدحت |
| بلابلٌ في جحيم الأسر تستعر |
| يا أيها الصادح المكسور في زمنٍ |
| ما عاد للشدو في أحبابه سمر |
| غريب يا سيدي لا النَّاس تعرفني |
| إلاّ الديارُ فهلاّ ينطق الحجر |
| إلى متى يظلم الأدنى فنعذره |
| كم قاتل في صفوف الناس يستترُ |
| إن يقتلوا المبدع الموهوب وآسفاً |
| لا الدوح دوح ولا شدو ولا وتر |
| يا ملتقى الأدبِ السامي ورفعتّهُ |
| يا منتهى العز للإكرام قد حضروا |
| في كل اثنين نلقاكم بلا كللٍ |
| يصفو اللقاء وبالألباب يعتكر |
| كم مبدعٍ صاغ في إكرامه حلُلاً |
| من البيان فجاءت ترقص الفكرُ |
| خمس وعشرون من حلٍ ومن سفرٍ |
| جاءوكِ لم يجحدوا يوماً ولا غدروا |
| تبقين يا دوحة الألباب مُكرمةً |
| يسمو بك الأدب الراقي ويعتصرُ |