بلخير ليس بعاشق لسعاد |
أو عَزَّةٍ وبثينةٍ ووداد |
بلخير عاشق أمة عربية |
شمخت مفاخرها على الآماد |
من ذا تغنى` بالعروبة يافعاً |
يشدو بعزتها كأبلغ شاد |
من ذا أذاب حدودها في شعره |
وخطا لوحدتها على الأبعاد |
[حب الجزيرة موطني وبلادي |
من حضرموت إلى حمى بغداد] |
فإذا الجزيرة كلها قد أنصتت |
لندائه المتلهب الوقاد |
عم الجزيرة شعره فإذا به |
نغم تردده شعوب الضاد |
قالوا وقلنا ثم قال عدوه |
بلخير حطم شامخ الأسداد |
ما زال يعصر قلبه لبلاده |
حباً، ويرفعها بكل عماد |
قد كان شاعر عصره بشبابه |
واليوم شاعر طارف وتلاد |
ما أجمل الأشعار حين يصوغها |
قلب يهدهد قلب كل جماد |
بلخير رَبُّ يراعةٍ فياضة |
بالسحر والإعجاز والإرشاد |
بلخير رب مشاعر جياشة |
ظهرت من الأضغان والأحقاد |
بلخير رب عواطف لا ترتوي |
إلا بحب صادق ووداد |
أخلاقه الغر الحسان روافد |
تشفي حلاوتها غليل الصادي |
جمع البلاغة والحصافة والنهى |
فإذا به سحبان هذا الوادي |
غردٌ إذا غنى حسبت غناءه |
لحنَ الكمان ورنة الأعواد |
ملك البيان نثيره ونظيمه |
مثل ابن سينا الشيخ في الأمجاد |
أنا لا أعدد من مناقب صاحبي |
لكنني قد قلت فيض فؤادي |
شيخ الشباب ولست أذكر عمره |
لكنه من ريحة الأجداد |
الخوض في المفضال قدر وزنه |
من يقدر الأبريز كالنقاد |
أكرم بخوجه نابهاً ومكرماً |
يفتن في التكريم والإسعاد |
كرمٌ وتكريم لكل مبرز |
من عالم أو كاتب أو شادي |
سيظل يا مقصود بيتك عامراً |
بالصيد والنبغاء والرواد |