شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( مداخلة ))
ويتدخل الشيخ عبد المقصود خوجه متحدثاً قائلاً:
- سيدي الأستاذ الجليل فضيلة الشيخ عثمان الصالح، الأستاذ الفاضل إبراهيم المدلج، أجدني - في الحقيقة وأنا محاط بكل هذه الكلمة المليئة بالحب والمليئة بأكثر مما أستحق - أجدني كتلة من الحياء وأنا بين أيديكم، ولا أستطيع إزاء ما أفضتم به عليَّ من كريم الثناء إلاَّ أن أسأل الله - سبحانه وتعالى - أن أكون الصغير في عين نفسي، الكبير في أعينكم وفي أعين الآخرين، سائلاً الله - سبحانه وتعالى - أن يثيبكم عني الثواب الأعظم، وأن يجزل لكم كل الخير.
- بهذه المناسبة نسيت أن أقول: وصلني اليوم الجزءُ الخامس من الاثنينيات، وبهذا أحمد الله - سبحانه وتعالى - أن أكملت الاثنينية مطبوعاتها من الجزء الأول إلى الجزء الثامن، وهي وقائع أحداثها وأمسيات هذه السنوات الثماني الأولى من عمرها، وتحت الطبع بفضل الله - سبحانه وتعالى - الآن الأجزاء الثلاثة الباقية لتكمل السنة الحادية عشرة؛ كما تعلمون أننا في السنة الثالثة عشرة من عمر الاثنينية، لكن توقفت سنة واحدة لأسباب الأوضاع التي مرت بالخليج، والتي نسأل الله - سبحانه وتعالى - أن لا يعيدها، وأن نكون - جميعاً - بخير، وإن شاء الله ستوزع هذه الأجزاء الثلاثة عليكم وعلى محبي الاثنينية، - وشكراً لكم.
- ولكن قبل ذلك أنا أطمع من أستاذي الجليل الشيخ عثمان الصالح، كما أطمع من أستاذي الشيخ إبراهيم المدلج، أطمع أن أسمع منهما شيئاً عن ضيف هذه الأمسية، لعدم معرفتي شيئاً عنه، إلاّ من وقائع الترجمة التي استمعنا إليها؛ فهل لأستاذنا الشيخ عثمان الصالح أن يلبي هذا النداء، فنستمع منه هذه الأمسية عما يعرفه عن ضيفنا من مواقف عن مسيرته الخيرة في العلم والتأليف؛ وكما قال الزميل عدنان صعيدي: إنَّ لأستاذنا ضيف هذه الأمسية 22 مؤلفاً وهذا عدد وفير، فلا بد أن نستمع - إذا تفضل أستاذنا عثمان الصالح والأستاذ إبراهيم المدلج - إلى كلمات تلقي الضوء على ضيفنا أكثر؛ وشكراً لكم جميعاً.
 
ويستجيب الشيخ عثمان الصالح لدعوة المحتفي سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه، فيقول:
- أيها الإخوة، أعتقد أن الأستاذ المذيع ألقى كلمةً وتنويهاً وإعداداً قدمه لهم الأستاذ عبد الرحمن بن زيد السويداء، والَّذي قرأه المذيع كاف عن الإفصاح عن هذا الرجل المعتدل الخليق الأديب المتواضع، الَّذي لا نعرفه إلاَّ في النوادي محاضراً إذا طلب منه، والَّذي نعرفه عنه أنه انصرف إلى الحياة مبكراً طالباً التقاعد لكي يتفرغ لهذه المهمة؛ ثم إن هذا الرجل من أفاضل أهل حائل، وحائل كما تعرفونها مدينة قديمة ومقاطعة كبيرة، مساحتها مئات الآلاف من الأكيال، ثم إن لحائل ينتسب حاتم الطائي وعدي بن حاتم الذي وفد على الرسول صلى الله عليه وسلم واستقبله ورحب به وقدم له وسادته ليجلس عليها، فأبى أن يجلس عليها، فألح عليه الرسول بالقول والفعل بالجلوس، فاستند عليها عدي بن حاتم..
- الأستاذ عبد الرحمن بن زيد السويداء رجل متواضع، رجل بعيد عن التعاظم، بعيد عن التعالي، بعيد عن الادعاء..، وهذه الكلمات كما تسمعونها وكما علمتموها، إذا اتصف بها إنسان فإنه يكون سيداً في مجتمعه، معروفاً في محيطه، مشهوراً بأدبه، ثم إن عبد الرحمن بن زيد السويداء انصرف إلى هذه المجموعة من الكتب، وهي وإن كانت 22 كتاباً إلاَّّ أن المعجم من أميز الكتب التي استطاع أن يصل إلى تأليفها، فهو بهذا قدم للغة العربية والمقارنة بين العامية وأصولها العربية كتاباً كبير الحجم جداً في ثلاثة مجلدات فيما أعتقد.
- إن أستاذنا وأديبنا وحبيبنا وصديقنا عبد الرحمن السويداء قدمها لهذا المحتفي، ولهذا الرجل العظيم عبد المقصود خوجه، هذا الرجل الَّذي أعتقد أن المال استعمله خير استعمال، وأن الشرف استعمله خير استعمال، وأن تواضعه في هذه الكلمات التي قالها في شخصي الضعيف، وفي الخال العزيز إبراهيم الناصر المدلج - الَّذي عهدتُه شاعراً، وعهدتُه بليغاً، وعهدته يكتب في اليمامة في كل عدد من أعدادها عن مدن المملكة: جدة، مكة، المدينة، حائل، وكل قرية من القرى - نسج فيها أبياتاً رباعية أو خماسية يمجدها ويذكر قديمها. هذا الرجل عبد الرحمن بن زيد السويداء، الَّذي كتبت إلى أستاذنا وإلى أخينا ووجيهنا عبد المقصود خوجه..، كتبت إليه به فوافق حفظه الله وأمده بالصحة والسعادة؛ وأيضاً أشير إلى الأستاذ عبد الرحمن، فهو مع أنه وجيه هناك، فهو ينتمي إلى قبيلة كبيرة هي قبيلة الخوالد، والخوالد قبيلة مشهورة، أبناء هجر كلهم منها، وكثير منهم العريعر، وكلهم مشهورون.
- مرةً أخرى أشكر أخي وأقدره على هذا التقدير الَّذي نعتز به من شخصه، ومن فضله، ومن نبله، ومن مكارم أخلاقه..؛ وأشكر أخي إبراهيم - أو خالي إبراهيم الناصر - على هذه القصيدة التي أعتقد أنه نسجها من أعماق قلبه، ومن ذهن صافٍ، ومن محبته لهذا الرجل؛ وإنني أهنئ أخي إبراهيم، وأهنئ - أيضاً - أخي عبد المقصود بمثل هذه الشاعرية التي يلبسها تاجاً على رأسه، وإن كان في كلامه تواضع، وإن كان لا يرفع طرفه حياءاً وخجلاً؛ هكذا يكون العظماء، هكذا يكون الَّذين يقتدون برسول الله صلى الله عليه وسلم رسولاً أميناً متواضعاً، وهو ينزل عليه جبريل من السماء يمده بهذا الكتاب، وبكل خير فيه للمسلمين خير كثير؛ أستأذن من أخي عبد المقصود وأترك له الحرية في أن يواصل البرنامج بما يرى.
 
ثم تحدث الأستاذ إبراهيم المدلج، فقال:
- في الواقع ليس لدي مزيد عما تفضل به أستاذي وخالي - هو خالي وأنا خاله فعلاً - فالأستاذ عبد الرحمن رجل عصامي، اعتمد على نفسه منذ نعومة أظفاره، وقد نشأ طفلاً في أحضان جدته - كما سمعنا وكما أعرف أنا - ثم تابع كل ما ينشر، والمتابع هو الَّذي يكثر القراءة ويكون لديه معين لا ينضب، وبالتالي وجدنا أثر ذلك في المؤلفات العديدة التي ألفها، ثم إنه طموح.. فقد ترك الوظيفة وانصرف إلى العمل الحر، بإنشائه داراً للنشر من جهة لا يريد أن يكون عالة على الآخرين في طبع كتبه ومؤلفاته، ومن جهة يريد - أيضاً - أن يقتحم هذا المعترك من الحياة، كذلك لديه - في الواقع - حس شاعري، فهو يجمع بين الحس الفكري والعالم - الذي إن شاء الله يكون له مستقبل زاهر، لأنه لا يزال في مقتبل عمره - وبين الحس الشاعري، وقليلاً ما يجمع الإنسان بين الشعر والاهتمام العلمي ويوازن بينهما، لا بد أن يطغى جانب على الآخر، ولكنهما في الأستاذ عبد الرحمن يسيران خطين متوازيين.
- كما أحب أن أشير إلى أن أستاذي عثمان الصالح قد بالغ في إطرائي وأنا تلميذ له منذ صغري، ولعلكم قد استمعتم إلى الاثنينية التي تشرفت بالمثول فيها، فهو منذ صغري وحتى اليوم يرعاني وأعتبره والدي.. فشكراً لكم جميعاً، وشكراً له.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :772  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 30 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور عبد الكريم محمود الخطيب

له أكثر من ثلاثين مؤلفاً، في التاريخ والأدب والقصة.