مجالس أولينا من قديم |
لها في العلم والآداب بهجه |
تؤم من الأديب بلا توانٍ |
ليشرح شاعر فيهن نهجه |
يجيد النقد لكن دون جرح |
ببرهانٍ يهوب به وحجه |
ولن ينسى عكاظ الشعر يوماً |
أديب الشعر شدَّ إليه سرجه |
ومربدنا يصول به كبار |
وليس بوعيهم خدش وفُرْجَه |
سمعنا ابن المقفع فيه أنثى |
بحكم فيه تبيان المحجة |
على العرب الأماجد صاغ مدحاً |
أشاد بهم بفعل أو بلهجه |
لقد أحيته بغداد كروضٍ |
نشمُّ شذاه في الدنيا وأرجه |
بدولتنا له نبع غزير |
وفهدُ الخيرِ همَّمه وأجَّه |
أبا المقصود خوجه في سبيل |
كمثل أبيه للتثقيف وجه |
بمجلسك الرحيب أضفت قوماً |
نفديهم بأموال ومهجه |
من العلماء والأدباء كل |
أضاء لنا قنادله وسرجه |
فجدة بيتكم واحات علم |
بنادٍ نال في العلياء أوجه |
أتينا من ربا نجد إليكم |
بطائرة لنا في الليل دلجه |
بوفدٍ في الصحافة فيه ذكر |
له كلم كشهد النحل مجه |
سعدنا فيه بالأدباء ألقوا |
به درر المعاني يابن خوجه |
وأصبح معلماً ومنار فضل |
رأينا في سماء المجد برجه |
وتنحر للضيوف خراف نجدٍ |
لها في الشعر تغريد وهزجه |
تُكوَّم في الصياني كل حين |
لها في سوق جدة ألف رجه |
وفدنا نبتغي أدباً وعلماً نطارح |
من بها قد بات حجه |
ومن يخدش من الآداب ركناً |
له من مجمع الآداب شجَّه |
أبا المقصود ليس المال كيداً |
[لمثرٍ] إنْ رأى في المال وهجه |
ولكن الثراء المال حقاً |
معالم [تبتنى] أنَّى توجَّه |
لناديك الوجيه نؤم رحباً |
نراه أجل ميدان وأوجه |
أبوك له لدى الآداب ذكر |
يغوص على المعاني كل لُجَّه |
فكم من باحث يأتيه قصداً |
ليعرض فيه فكرته ونضجه |
به حسن الفقي كم فَضَّ بكراً |
وشعراً من معان غير فَجَّه |
لقد بلغ المدى ناديك حتى |
سرى بين الورى من دون ضجه |
يضيف من الكرام [قدوم] قوم |
توالوا موجة من بعد موجة |
ونحن هنا وفي بلد عزيز |
يفوز [بزمر] لله حَجَّه |
بها شهم لبيب أريحي |
هو المقصود رب النُّبْل [خوجه] |