فَقِيهَ الحديثِ أَيَا مَرْحَبَا |
وأكْرِمْ بِعِلْمٍ نَمَا مُخْصِبَا |
فَعِلْمُكَ نُورٌ وهَذَا البَها |
ءُ يُحيطُ مِنْ القَدْرِ مَا أَوْجبا |
جَمَعْتَ فَحَقَّقْتَ عِلْماً سَمَا |
وَكُنْتَ كَنَجْمِ الهُدىَ مَا خَبَا |
وَجِئْتَ إليْنَا وأحْرى بِنَا |
نَجِيءُ إليْكُمْ بِعَزْمِ الصِّبَا |
وَلكِنْ دَعانَا لِنَحْظَى بِكُمْ |
كَريمٌ فَكَانَ اللِّقا مُوجَبَا |
((فإثْنَيْنُهُ)) قَدْ غَدا مَعْلَماً |
وَمَجْلِسَ أُنْسٍ رَقيقِ الصَّبَا |
وفي ((دارةِ الخَيْرِ)) أَنْعِمْ بِهَا |
تُشَابِهُ في نُورِهَا كَوْكَبَا |
كأنَّ الضيُّوفَ هُمُو أَهْلُها |
يُقِيمُ المُضِيفُ لَهُمْ وَاجِبَا |
تَرَبَّعُ بِالعِزِّ حَيْثُ اعْتَلَى |
وَكانَ الأَنِيسَ وما أَطْيبَا |
فَما قيمةُ المالِ عِنْدَ الغِنَى |
إذا لَمْ يكُنْ عِزُّهُ أَهْيَبَا |
فَكَانَ أبُو السَّعْدِ نِعْمَ المِثَالُ |
وَقُطْبَ المَقاصدِ والمُجْتَبَى |
ونِعْمَ المواطنِ في دَوْلةٍ |
حَبَاها الإلهُ بِمَا قَدْ حَبا |
فَفِيها بِمكَةَ بَيْتُ الحَرامْ |
يَشُدُّ المَشُوقَ وَمَنْ أَوعْبَا |
وَتَهْفًو إليهِ قُلوبُ الوَرَى |
بِعَزْمٍ وَطيدٍ وَحُبٍّ سَبَا |
وَنُورُ المَدينةِ فيهِ الرِّضَا |
مَقَامُ النبيِّ وَمَا استَوْجَبَا |
عَليهِ الصّلاةُ وَخَيْرُ السَّلامْ |
فَقَدْ أَبْلَغَ الأَمْرَ حَتَّى رَبَا |
وَفي جُدَّةٍ لألآتُ الضِّياءْ |
تَفَاخَر فِيها الحَمَوى أشْيَبَا |
وَرَكْنُ العِمادِ بَهاءُ الرِّياضْ |
وأَفْياءِ نَجْدٍ نَسِيمٌ صَبَا |
أَماطَ اللّثَامَ بها فَارسٌ |
وَصَقْر الجَزيرةِ كانَ الأَبَا |
يَسُلُّ الحُسَامَ لِنَشْر الأَمانِ |
يُقِيمُ الحُدُودَ عَلَى مَنْ أَبَى |
وأوْرَثَ في الحكْمِ أبْنَاءَهُ |
يَسِيرونَ دَرْب الهُدَى مَنْسِبَا |
وَجَاءَ الرَّبُوعُ المليكُ الَّذيِ |
تَسَمَّى باسْمٍ بَدَا طَيِّباً |
فَكَانَ الخَدُومَ لمِهْدِ الهُدَى |
يُضِيفُ وَيُوسِعُ كلَّ الرُّبى |
فَيَا رَبِّ سَدِّدْ خُطَى أُمَّةٍ |
وَكَانَ الحَلالُ لها أَرْغَبَا |
وَشُكْراً لِصَاحبِ هَذا المكانْ |
وَيَا شَيْخُ أَهْلاً وَيَا مَرْحَبَا |