قَالَتْ مُوَدِّعَةً: أسْلِمْهُ ربَّاهُ |
والْحَمْدُ لِلَّهِ: قَالَتْهَا.. لِلُقْيَاهُ |
وفاضتِ الْفَرْحَةُ الكبرى على مُقلٍ |
لَطَالَمَا شَخَصَتْ: نَجوىً لمولاهُ |
تنفّسَتْ صُعَدَاءَ الْهَمِّ واْنْتَظَمَتْ |
عُقُودُها في رحابٍ طابَ مَغْنَاهُ |
واسْتَبْشَرَتْ واشْرَأبَّتْ في تَطَلُّعِهَا |
تَرْنُو إلى مُلْتَقىً ما زالَ يرعاهُ |
وأَقْبَلَتْ كَالْعَطَاشى: حُبُّهَا: مُهَجٌ |
والْوِرْدُ ما ادَّخَرَتْ للحبِّ يُمْنَاهُ |
وَاْزَّاحَمَـتْ حـول هـذا الْمُنْتَدَى شغفـاً |
وَكُلُّهَا مِنْ شِغافِ الْقَلْبِ نَفْدَاهُ |
أبا محمدٍ إذْ شُفِيْتَ كَمْ شُفِيَتْ |
مِنْ مُهْجَةٍ مَسَّهَا مَا كُنْتَ تَلْقَاهُ |
تَهَلَّلَتْ مِن سُرورٍ وهي تَرْمُقُكُمْ |
في ثوبِ عافيةٍ كَسَاكَهُ اللهُ |
عُدْتُم فَعادَ لنا الإثنينُ ذا وَهَجٍ |
تَخْتَالُ في الْحُسْنِ والْبَهَاءِ لَيْلاَهُ |
وعادتِ الْبَهْجَةُ المثلى مُجَنَّحَةً |
بينَ الرؤى، وسُموُّ الروحِ، وَالْجاهُ |
وَعَادَ فِيْنَا السَّنَا تطوي أشِعَّتُهُ |
دياجيَ اللَّيْلِ.. في بَيْتٍ ألِفْنَاهُ |
لَبَيْتُكُمْ بَيْتُنَا تَلْقَى الجموعُ بِهِ |
مَعْشُوقَها تَتَبَارى في تَحَايَاهُ |
وتنهلُ المنهلَ الرَّقْرَاقَ من أدَبٍ |
وفيضِ معرفةٍ يَا طِيْبَ مَجْنَاهُ |
لِلَّهِ دَرَّكَ ما أوْفَاكَ مِن رَجُلٍ |
سَمَتْ بِهِ لِعُلاَ الْغَاياتِ رؤياهُ |
يَسْخُو بِهَا حَيْثُ يُجْزَاهَا مُضَاعَفَةً |
وَرُبَّمَا ما رَأتْ يُمْنَاهُ يُسْرَاهُ |
وإِنْ رَأتْ فَهْيَ لِلأَجْيَالِ مدرسةٌ |
وقُدْوَةٌ تحتذَى فيها سَجَاياهُ |
أَرْخَصْتَهَا يَا وَجِيْهُ في وَجَاهَتِهَا |
وَغَيرُكَ اسْتَحْوَذَتْ عليهِ دنياهُ |
* * * |
ما جئتُ أمدَحُ لكِنّي بِكُمْ فرِحٌ |
أَشْدُو طَرُوباً وشَدْوِي فَاضَ معناهُ |
عَشِقْتُهَا ليلةً تاهَتْ بعاشِقِها |
عُشَّاقُهَا الْكُثْـرُ كـمْ غَنَّوْا وكـم تَاهُـوا |
وكَمْ تَبَاهَتْ بِهَا أعراسنَا جَذَلاً |
وَرَتَّلتْ مَعَ طَيْرِ الأيكِ نجواهُ |
والْبَحْرُ يُنْصِتُ والأَمْوَاجُ هامِسَةٌ |
ولَيْلُ جُدَّةَ ما أقذَتْهُ عَيْنَاهُ |
حَفِيْتُ يوماً بِتَاجٍ من مَفَاخِرِهَا |
وَذَلِكَ الْيَـوْمُ - حقّـاً - لَسْـتُ أنْسـاهُ |
لَمَّا تَزَلْ خَفَقَاتُ القلبِ تَذْكُرُهُ |
ولم تَزَلْ حلوةً في النَّفسِ ذكراهُ |
وتلكمُ خلجةً أخْرَى أَؤَطِّرُهَا |
بِبَاقَةٍ مِنْ صَبَا نَجْدٍ وأشْذَاهُ |
لكُمْ جَميْعاً ولِلْوَجيهِ ثانيةً |
وَلْتُبْقِهِ بلباسِ العِزِّ رَباهُ |