شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 3 ـ (1)
((يا ابن العراق.. وأنت بعض عطائه))
هذا عنوان قصيدة، نظمتها تحية للأديب العراقي الكبير الدكتور: يوسف عز الدين، بمناسبة حفل تكريمه المقام في قصر الشيخ عبد المقصود خوجه بجدة، وذلك يوم الاثنين 2/6/1414هـ الموافق 15/11/1993م.
أيها الأعزاء.. أحييكم ـ جميعاً ـ وأعبر عن فرحي الغامر واعتزازي بهذه الليلة، التي أعتبرها عرساً جديداً من أعراس العراق الَّذي أنجب هذا القمة الدكتور يوسف عز الدين، وأهدي إليه هذه القصيدة:
أَلقٌ من البلدِ الحبيبِ زهاني
فلكَزتُ مُهرَ الشعرِ دون عِنانِ
فانسابَ منطلقاً يُسابقُ ظِلَّهُ
وكأنه متحفِّزٌ لِرهانِ
كالسهم يخترقُ المدارَ لينتقي
غُرَّ القوافي البكرِ غيرَ عَوانِ
فاخترتُ أغلاها نفائِسَ حُرَّةً
تهفو القلوبُ لجَرسِها الرنَّانِ
ونظمتُها عِقداً يليقُ بفارسٍ
هو في رياضِ الفكرِ دوحةُ بانِ
أُهديكَ يا ابنَ الرافدين تحيةً
هي ذوبُ عاطفتي ودفقُ بياني
ولقد جَهَدتُ بأن أصوغَ حروفَها
لتنالَ منكَ مواقعَ الرضوان
يا ابنَ العراق وأيُّ فخرٍ أن أرى
عَلَماً يُشارُ له بكلِّ بَنان؟
غَذَّتهُ أثداءُ المُروءة والتُقى
ورعاهُ بيتُ العلم والإيمان
حتى إذا بلغَ الأَشُدَّ تفتَّحتْ
أكمامُه فإذا القطوفُ دوانِ
أوقفتَ عمرَكَ للمعارفِ باحثاً
ومعلِّماً فذاً عظيم الشان
ووهبتَ للأدبِ الرفيعِ عُصارةَ الـ
ـفكرِ النقيِّ مشمِّرَ الأردانِ
أعليت للفُصحى دَعامةَ مجدِها
ورعيتَ ذاتَ الصرحَ شيمةَ باني
وطرقتَ بابَ الشعرِ فانسابَتْ على
أوتارِ عُودِكَ أعذبُ الألحانِ
يا ابن العراق وأنتَ بعضُ عطائهِ
أيَّامَ كانَ محجَّةَ الرُكبانِ
أيَّامَ كان المبعدون أئمَّةً
فيهِ وكان موطَّدَ البنيان
أولاءِ نحنُ وما تَزالُ ضمائرٌ
فيما يَبُلُّ عروقها (النهران) (2)
من كلِّ ممدوحِ السَّجِيَّةِ قلبُه
في حُبِّ دجلةَ دائمُ الخفقان
نَتَبَرَّضُ (3) العيشَ القليلَ وإنهُ
عِدْلُ الحياةِ غنىً، بدارِ هَوان
(بغدادُ) يا هِبَة الزمانِ لأهلها
أنا في هواكِ موزَّعُ الأشجان
(بغدادُ) لو تدرينَ أي مجامِرٍ
بجوانحي تَذكو بغيرِ دخان؟
(بغدادُ) لستُ أدلُّ بالإحسانِ
ودمُ الرجالِ دريئةُ الأوطان
لو تسألينَ (الجسرَ) عن دميَ الَّذي
كَحُلَتْ به عيناكِ لا ينساني؟
خَضَّبتُ خدّيكِ الحِسان بمهجتي
وأنا (ابنُ عشرينٍ) فريعَ جَناني
صُنتُ الهوى (بغدادُ) لا تتوهمي
أنَّ الهوى يذوي مع الهجران
ما كنتُ مدَّاحَ الطغاةِ ولا انحنىٰ
رأسي أمامَ هِراوةِ السّجَّان
وشطرتُ قلبي للعراق فنصفُه
عندَ الضفاف قصائدٌ وأغاني
ووزعتُ شعري في شواطىءِ دجلةٍ
يحدو الحداةُ به بغيرِ لسان
يا ابنَ العراق وقد أثَرَت قريحتي
عُذراً فقد خطرَ الهوى فشَجاني
أكرِمْ بيومك إذ حَلَلَتَ ربوعَنا
في (جدةٍ) فنزلتَ خيرَ مكان
في حيثُ يُلقي المبدعون رِحَالهم
وتُرحِّب الأحضانُ بالأحضان
في (دارةِ الآداب) حيثُ يُكرَّمُ الـ
ـقلمُ الأَبِيُّ وريشةُ الفنّان
ويلوحُ للقُصَّادِ من (مقصودِهم)
وجهٌ يُهشُّ: لمقدمِ الخِلاَّن
أدرِ العيونَ إلى مفاتنِ حُسنها
لترى بروضِ الفكرِ أيَّ حِسان
يخطرنَ في حُلَلِ الزفاف عرائساً
جذلى تَمِيس بحُسنِها الفتَّان
نضحَ البنفسجُ عطرَهُ بجيوبها
وتزيَّنتْ بشقائقِ النعمان
ألقِ السلامَ على النخيل فإنني
لأخالُها بلدي إليه دعاني
وإذا استمعتُ إلى خريرِ مياهها
ينسابُ في صخبٍ إلى الآذان
عبرتْ بي الذكرى لـ (شلالاتِ
كُرْدستانَ) والهفي لكُردستان
يا ابنَ العراق وفي صميم جوانحي
كبرٌ لأنكَ من بني أوطاني
يمَّمتَ (جدةَ) هل حملتَ لأهلها
نسماتِ ليلِ (الطائفِ) الرّيان؟
وعبيرَ هاتيكَ الرياض كأنها
غُرفُ الجنان تضوعُ بالريحان
أو نكهَة الثمَرِ الُمدِلِّ بذوقه
عَسلاً من الأعناب والرمَّانِ
قد ملتُ يوماً عند ((برشومِيِّها))
فوجدتُ وخزَ الشوكِ وخزَ حنان
يا ساكن البلد الجميل مطوَّقاً
من أهلِه باللّطفِ والإحسان
ما بين (جدةَ) إذ نزلتَ برِيعها
و(الطائفِ) الميمون حبلُ رهان
هذا يفاخر شامخاً بجباله
خُضراً وتلكَ تَدُلُّ بالشِطآن
وكلاهما لو يعلمانِ منازلٌ
للخيرِ تعمُرها يدُ الإنسان
بلدٌ تعهَّدَ أمنَه وأمانَهُ
ربُّ العباد وشعبُه المتفاني
وأحلَّه في العالميَن مكانةً
مُثلى يتيهُ بها على البلدان
هو قِبلةُ المحراب أنَّىٰ يمَّمْت
وجهَ التقيِّ فريضةُ الرحمن
في حضنهِ (البيتُ العتيقُ) وعنده
(مهدُ النبيِّ) و(منزلُ القرآن)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :430  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 74 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.