شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قصائد للشاعر العراقي الدكتور زاهد محمد زهدي (1)
ـ 1 ـ
ألقى الدكتور زاهد زهدي أبياتاً شعرية نظمها بهذه المناسبة احتفاءً بالمحتفى به الأستاذ شحات مفتي، وقال قبل إلقاء القصيدة الكلمة التالية:
السلام عليكم.. أود أولاً أن أعبر عن فرحتي الغامرة بالحضور في هذا الحفل الكبير، والالتقاء بهذه النخبة الممتازة من رجال الأدب والفكر في هذا البلد الكريم.
يحضرني الآن المثل القائل: رب ضارة نافعة. إن سبب قدومي للمملكة العربية السعودية هو أن لي ولداً صغيراً أصيب خلال غارة جوية إيرانية على بغداد، وما زال منذ سبع سنوات طريح الفراش، ويقتضيني الوفاء أن أذكر بالخير والشكر الجزيل ـ سمو الأمير نايف بن عبد العزيز ـ الذي رعى ولدي وأنفق عليه الكثير، وأكرمني. أما بالنسبة للأخ أبي وليد فقد تعرفت عليه منذ فترة من الزمن، وكانت لي معه جلسات وأشعار لا زال يحتفظ بها، وكما أشار الأستاذ زواوي، فقد قدم لي خدمة ليست لشخصي، فقد دخلت عليه يوماً، وكان لي صديق في السجن، طلب ذووه إليّ التوسط لإطلاق سراحه، وما أن دخلت على شحات وسلمت عليه حتى قلت:
لي صاحبٌ أبغي مَزارَه
في السجن مُلقى عن جداره
إن كان قد قطع الإشارة
فلأجلنا فكُوا أساره
وإذا أردت فجازه
نقداً ليشعر بالخَسَارة
فأطلق سراحه لي فوراً.. أما القصيدة التي ستستمعون إليها الآن، فهي مهداة للأخ أبي وليد، وللأستاذ عبد المقصود، ولكم جميعاً، ولهذا البلد الكريم الذي أعيش فيه.
((وإني بينكم في خير أهل))
جَنَا قَدَرٌ على أوتارِ عُودي
فأخرسَ في فَمي حُلو النَشيد
وساقَ إليَّ من غَدْرِ الليالي
حشوداً يَرْتَمِينَ على حُشود
نزلن بساحتي رزءاً تراه
على وجهي يَلوحُ وفي قصيدي
يُحدث صامتاً عما أُعاني
وما أقسى الفَجِيعة بالوليدِ
فعذراً إن بدأت بما أُلاقِي
من البلوى ومن عَنَتٍ شديدِ
فإن الهمَّ في الأعماق جازت
مَراميه الشغاف إلى الوريد
وما أشكو لغير الله هَمِّي
أَلا سُبْحَانَ خلاَّق الوجودِ
ومن يُحيي العظام إذا تشظت
رَميما في القُبور وفي اللُحودِ
تَعَهدني وألهمني سُلوَّا
على البَلْوى وشَدّ قِوامَ عُودي
وإني عِندَكُمْ ما بين أَهْلِي
وهُم أنتم فما أنا بالوَحِيدِ
ويُلزمني الوَفاء الحمدَ ديناً
لأفضال الأمير أبي سعود
رعَى ولدي وأكرمني فأوفى
بما أسداه من كرم وجود
وإني بَينكم في خَيْرِ أهلٍ
ولكني أقرُّ على وقيد
يُطَاوعني به جَسدي وروحي
تُنازعني إلى بلَد الرَشيدِ
موزعة فَشِلْوٌ في الشواطي
وشلوٌ يستقرُ على الحدودِ
وذلك يَلثم الأمواج شوقاً
وهذا يُستثارَ مع الجُنود
وتحملني الرُؤى في كل ليلٍ
إلى أرضِ الشهادة والخلود
إلى حيث الحياةُ تلوحُ غرا
إذا قُرنت بمأُسرَةِ الشهيد
تَجاوزتُ الأَسَى وأَتيت أشدو
أُشارِككم بحفل أبي الوليد
أَتيت هنا وبي كلفٌ وشوقٌ
لألقاكم بحفلكم المجيد
أُمني النفس رؤيتكم ونفسي
تتوق من البيان إلى مزيد
أقول لها اهنئي فأبو تُراب
دَليلك في الطَريق فلا تحيدي
إذا تُهنا سَترشدنا عصَاه
إلى بيت الكريم أبي سعيد
إلى بيت يُفاخر أن يُوافي
إليه كل ذي فكر رشيد
ولا عجبٌ فإن الماءَ عذبَا
تَمِيل لورده كل الورُود
فيعبق بالشَذى بيت كريم
تصح له المحجة للوفود
حمدت لخوجهٍ حُبَّ القَوافي
إذا غَرَّدن بالجرس الفريد
ويَسحره البيان إذا تجلى
بقافية فيطمع بالمزيد
وتُسكِرهُ الروائع وارفات
على الأسماع كالظل المديد
وأهل الفِكر والآداب تَلْقى
لديه رعاية الخِل الودود
هنئت أبا الوليد وأنت منهم
ولي فيما أقول هنا شهودي
وإني لو أردتَ الحق أدعو
أديباً كل ذِي خُلق حميد
وفيّ القلب مطبوع السجايا
يزين الحزم بالخطو الوئيد
وكم أحصيتُ في الدنيا عُيوباً
وتَابعتُ الفَضَائِل في الوجُود
فلم أَر كالوفاءِ مثارَ حمدٍ
ولا أَدْعَى لِذمٍ كالجحود
وإنَّ أبا الوليد أخٌ وفيٌّ
وبرٌّ بالقريب وبالبعيد
وإن له بخافيتي مكاناً
أثير الوقع متصل الرصيد
وكم أنشدته من قبل شعري
فهشَّ له وأطربه نشيدي
يرى في الشعر حسناءً كعاباً
رهاصَ القدِ ناهدة النهود
محلاة اللُمى كالبدر وجهاً
ومثل الجمر لاهِبة الخدود
يمني النفسَ أن تَسعى إليه
وعيناها تُحدث بالصدود
رأت وقت المشيب بعارضيه
فلاذت عنه كالرشأ الطريد
وشحات له عندي حديث
سألقيه بأسماع الوفود
جنيتُ الشُكْر فيه عن صنيع
يعود الفضلُ فيه للعقيد
وكنت رَشَوته بيتين شعراً
ليعفو سائقا زَرَدَ الحديد
لِقَطْعِ إشارة حبسوه يوماً
وكان شَفِيعه فيها قَصيدي
لقد وَرِثَ الشهَامة وهي عبء
على ذي همةٍ سمحٍ شديد
وقد جمع النقيضَ إلى نقيضٍ
كما اجتمع القديمُ إلى جَديدِ
يحاول بينها سَربا أساه
يسخرها إلى نسق مفيد
وحسبُ العاملين الحرصُ مجداً
وما يُعطُون من جَهدٍ جهيدٍ
لصرح قد تعهده رجال
تقدمهم عميد بني سعود
فشيَّد لِبنةً في إثر أخرى
فأنعم بالمُشيَّد والمَشِيد
تُحاول أن تكيدَ له الأعادي
بِدَعوى ذي مُكابرة عنود
وقالوا ثروةٌ للنفط تجري
وما زالت دفاقاً في مزيد
ولولاها لما عَرفوا طريقاً
لعذْبِ الماء والعَيشِ الرغيد
فقلت لهم وربِ البيت لولا
رجالٌ أنجزوا صدق العهودِ
لكان المالُ مدرجةَ الرزايا
وزَرْع الشر مُنكفىء الحصيد
وكانت دارهم أطلال بؤس
تَرق لحالها أفلال هود
هبوا الأموال تنهض بالمباني
فمن يبني الرجال من المهود
ألا عَضُّوا النواجِذ واقتنُوها
خُطاً رسمت لكم درب الصعود
فإن جنودكم أطناب بيتٍ
يُشير له المُكايِد بالوعيد
ومن أَولى بكم أن تَتْقوه
أَكيد الله أم كَيدُ العبيد؟
فشدوا بالسواعد صرح مجد
كريم الأصل مُنفرد تليدِ
وفي عبد العزيز لكم مثالٌ
من التاريخ يَندرُ في الوجود
وأنتم والعراق كما تآخى
عضيدٌ شدّ من أزر العضيد
وبيت شِيد بالصخر الصَليدِ
يَعِزُّ على العَواصِفِ والرُعودِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :385  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 72 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج