من رؤى الأجيال من أقصى الحقب |
كانت العلياء للحر الطلب |
وحميد الذكر ميراث الأولى |
بالحسام العضب فازوا بالكتب |
الحواريون في أفعالهم |
والمثاليون في عليا الرتب |
ركزوا فوق الذرى راياتهم |
واستطابوا في السرى أعتى نصب |
عَمّروا بالفتح أقطار الدنا |
فإذا الباغون منهم في الذنب |
من سنى الحكمة صاغوا جوهراً |
ومن الشعر نضاراً ينسكب |
ومشىٰ أحفادهم من بعدهم |
تحت أظلال قطاف من عنب |
يحصرون النخل عن أجدادهم |
فإذا بالأرض ملأى بالرطب |
صانع الأمجاد لا يشكو الضنىٰ |
أو يبالي لجنى العز التعب |
حي بالله أساطين الأدب |
نسب ما بعده قط نسب |
عشقوا اللب أصيلاً وحدهم |
وسواهم قد تلّهى بالحبب |
وسموا بالجد والجد العَنا |
والمخفون تدانوا للعب |
كرموهم تكرموا أنفسكم |
تمنحوا أمتكم أعلى الطُنُب |
واذكروا من قد أراقوا للعلا |
بؤبؤ العين ففازوا بالأرب |
نهلوا من كل فن فغدوا |
نخبة تزهو بها كل النخب |
هكذا الصاعد من أهل النهىٰ |
يجتبي الأوطار من مسرى الشهب |
هنئوا الصفوة من قد قدروا |
عنوة ما بين سادات نجب |
في عكاظ سحّت الدنيا به |
جَمَع الأعلام من كل حدب |
ليس فيهم قابع معتكف |
كلهم جال مجداً واغترب |
الأمير الندب عبد الله من |
هو للفخر وسام مرتقب |
مالكاً للعز من أطواقه |
عبقرياً ما شدا أو ما خطب |
والفتى العطار من أهدى لنا |
فيض أسفار بها تجلى الكرب |
من نظيم ونثير أذهلا |
كل لُبٍّ في كفاح ودأب |
وأبا العشرين ديواناً معاً |
طاهراً أحبب به اسماً ولقب |
الفتى المؤثر في كربته |
والوديع النفس مزمار الطرب |
كلهم عادوا بذكر عاطر |
هل سوىٰ الذكر خلود أو حسب |
ليس من فازوا وإن كانوا ذرىً |
خير من في الوطن الغالي انتخب |
فهنا الأفذاذ آت دورهم |
مُثُلٌ عليا إذا الضوء احتجب |
فلكم أعطوا وكم تحصى لهم |
سابقات لا يضاهيها ذهب |
فلهم منا التحايا شرداً |
ومن الله سيجزون العجب |
جنة الرضوان ما أغلى الجنىٰ |
ورضا الرحمن ما أندىٰ السحب |
أمتي والعز لا يرضى الونى |
والمنى ليست حطاماً ونشب |
وهموم العصر ليست ترفاً |
عصرنا مختصِرٌ كل الحقب |
صعد القوم إلى أقصى المدىٰ |
أفترضين لهم أمضى الغلب |
المجلى ساهر مستسهل |
كل خطب في الدنى مهما صعب |
لك في الكون مكان سامق |
هو حصن الشمس وهاج اللهب |
فامهري العلياء عزماً وندىٰ |
تتسامَىٰ بِكِ أمجاد العرب |