| أقبلتْ ترتدي وشاحاً أغرَّا |
| تتحدى المِلاحَ تفترُّ ثَغْرا |
| ليلةٌ أخجلتْ صبايَا الليالي |
| تتهَادى كمطلعِ الشمسِ بكْرَا |
| حُسنُها يأسرُ القلوب ونجوى |
| خَطوِها موكبٌ أفاضَ وأثْرى |
| هذه ليلةٌ من الحُبِّ نشوى |
| أيْنَعتْ بهجةً وبِشراً وبُشرى |
| هذه ليلةٌ يتوّجها الفكرُ |
| وتسري بها المحافِلُ ذِكْرَى |
| فإذا الأحرفُ الوِضاءُ شموعٌ |
| يتلألأنَ كالثُّريات زُهْرا |
| من رياضِ المنى تَعلَّق شوقاً |
| مُهجٌ هذه العروس مقرّا |
| شعُرتْ بالنسيمِ يسري عليلاً |
| يحمل الدفءَ والنسائمُ تَتْرى |
| واستطابتْ سكينةَ الليلِ تروي |
| أجملَ الذكرياتِ شطًّا وبحرا |
| يا أَخا الفضلِ أزْهرَ النُّبلُ حُباً |
| ونَما فانْتَمَى ولاءً وصِهْرا |
| هذه الدارةُ التي لك تشدو |
| وُدّها المصطفى قريضاً ونثرا |
| وقفتْ تسكبُ الشعورَ وفاءً |
| وتناجي الشَّغافَ سرًّا وجَهرا |
| ضيفُكَ العاشقُ الشغُوفُ تَجلَّى |
| أشَرْقتْ شَمسُهُ فلمْ يَلقَ عُذْرا |
| عَشِقَ اللفظَ بالسَّنى عربيًّا |
| يَنشرُ الطيبات يُمنَى ويُسْرى |
| حَملَ الوَجدَ خِطبةً والهدايا |
| قُرباتٌ وحُرقةُ الشَّوقِ مُهرا |
| وامتطى صهوةَ الخيالِ فَجَادتْ |
| غَيْمةُ الحبِّ بالأقاصيصِ عِطْرا |
| هو قاضٍ وللقُضاةِ خصالٌ |
| هوَ إنْ نالها أحقُّ وأحْرى |
| يتَقصَّى يجوبُ ساحَ التقاضي |
| منصفٌ عادلٌ بها يَتحرَّى |
| ليس في أهلهِ غُثاءٌ هَشيمٌ |
| أو لئيمٌ يجوعُ خُلْقاً ويَعْرى |
| لَستُ أدري بما يقاسِي ولكنْ |
| ذو التباريحِ بالمعاناة أدرى |
| إن تكن دارهُ القصيم فَمرحَى |
| كم بأحضانِها الجمالُ استقرا |
| وإذا شادَ في عُنيزةَ قصراً |
| فَهيَ أولى به ظِلالاً وسِتْرا |
| وإذا حَلَّ بالثُّريا فطوبى |
| للمروطِ الحسانِ بيضاً وخُضرا |
| هو في خُلقِهِ الكريمِ تَسامى |
| وارَتقَى شِيمةً ونَهْجاً وقَدْرا |