| ما الذي عنكَ يا صديقي أقولُ |
| بعدما أجْدبَتْ لديَّ الحقولُ |
| جئتَني والقريضُ ينفُضُ كفَّيْهِ، |
| وأزهارُهُ رَعَاها الذبولُ |
| كلماتي وأحرفي البيضُ ماتَتْ |
| قد غزاها الجفافُ ثُمَّ الأفولُ |
| لم تَعُدْ تعشَقُ البديعَ الموَشَّى |
| فهوت أرؤسٌ وعَزَّتْ ذيولُ |
| نَضُبَ الشِّعرُ في العيونِ وشاخَتْ |
| أمنياتُ الهَوَى وسادَ الخمولُ |
| * * * |
| رحم الله مهرجان التحدي |
| إذْ تهادت على رؤاه الفصولُ |
| هجرته الحياة حتى استباحت |
| ظل أغصانِهِ ذئابٌ وغولُ |
| عالَمُ اليوم فارسٌ همجيٌّ |
| ـ يشتري الغَثَّ بالسمين ـ جهولُ |
| بين فَكَّيهِ مَوْقِدٌ يتلظّى |
| بين أجفانِهِ سؤالٌ طويلُ |
| كيف أُرضيك يا صديقي وطرسى |
| شاحبٌ لونُهُ وحبري عَليلُ |
| كيف أُرضيكَ يا صديقي وأمسي |
| قد مضى أمره ويومي بخيلُ |
| ليسَ لي مَنْجَمٌ ولا بئرُ نَفْطٍ |
| وحظوظي نعيمُها مستحيلُ |
| أنت في مهجتي العزيز المفَدَّى |
| أنتَ في ناظري الكريمُ الأصيلُ |
| أنتَ علمتني المكارمَ نَهْجاً |
| أنتَ صْنفٌ من الرجالِ نَبيلُ |
| كم تَلَقَّى على يديكَ ضروباً |
| من مجاني العلومِ جيلٌ فجيلُ |
| أنتَ ما بيننا السعيدُ وأكرِمْ |
| بسعيدٍ عن الهدى لا يميلُ |
| والذي أبقت الليالي بقلبي |
| ذكريات مذاقُها سلسبيلُ |