شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ـ 18 ـ (1)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لا أتذكر، بل أجزم أنني لا أتذكر أنني قابلت الدكتور إبراهيم العواجي أو تحدثت معه أو تحدث معي، أو ضمنا مجلس أدبي أو غير أدبي، ولكنني عندما طلب مني السيد المفضال أن أشارك بالاحتفاء به في هذه الليلة لم أتردد، وقبلت، لا اعترافاً ولا غروراً بأني شاعر، ولكن لأن هذا الرجل أراد أن يفضل عليَّ ويمنَّ بشيء من الفضل إليَّ، وجزاه الله على ذلك خيراً، والرجل المحتفى به رجل جدير بالتكريم، القصيدة التي أعددتها لهذه المناسبة مع اعتذاري لما بها من خَلَل أو تقصير، فإنني كذلك الرجل الذي جاء تابعاً لبعض الشعراء الذين وفدوا إلى قصر أحد الأثرياء، فسئل ولم جئت أنت، وأنت لست من الشعراء؟ قال: فلما رأيت القوم شدُّوا رحالهم إلى بحرك الطامي أتيت بجرَّتي.. وأنا جئت بجرَّتي لعلي أنال بها شيئاً من الفضل.
((ليلةُ عُرْسٍ في دارة عبد المقصود))
أملٌ مزَّقَ الغيومَ ولاحَا
سَكَبَ النُّورَ في الشرايينِ راحا
مَرَّ في خاطري مواكبَ يُمنٍ
عاشَ في ناظري رياضاً فِسَاحا
طافَ بي حولَ خيمةٍ من ضياءٍ
لبستْ بُردةَ السكون وشاحا
كم بنينا بها قصورَ الأماني
وشهدنا الفصولَ لهواً مباحا
زارني طيفُها فأيقظَ وَجْدي
ونعاها إليَّ سِرًّا وناحَا
وسقاني بقيةً من هواها
سَلَبَ النبضَ من دمائي وراحا
وتجرَّعْتُ غُصَّةَ البَيْن كُرْها
ونديمي الجَوَى غُدُوَّا رَواحا
أتقلىَّ على مواقدِ حُزني
ذائباً مُهْجةً، مَهيضاً جَناحا
باع آبائي التراثَ وباعتْ
أُمَّتي بُرقُعَ الحياءِ وَقاحا
وسمعتُ الدروبَ تَسْخر مني
كلما دُسْتها مساءً صباحا
وإذا أسكر الضلالُ عقولاً
حسبتْ لذةَ الفسادِ فَلاحا
* * *
عجباً للزمان كيف اصطفاني
حمل الأمر كاهلي واستراحا
ما توقعت أن يجود بحلم
فلياليه كنَّ سُودا شحاحا
ما توقعت أن تضيء طريق
كان خَطْوي بجانبيها جراحا
كنت أحبو له ليسمع صمتي
كنت أزجي له القريضَ امتداحا
كنت أشتاق أن يبلَّ غليلي
من ينابيعه رضى وانشراحا
وهو لا يرعوي يصوِّب نَحْوي
أسهماً من غروره ورماحا
* * *
أنا من أمَّة ترعرع فيها
خالد ورث الحسام صلاحا
ما اتخذت النفاق ظلاًّ يقيني
أو دليلاً إلي يهدي النجاحا
أزرع الأرض بالمروءات حُرًّا
أحمل الحرف مشعلا وسلاحا
وإذا طهَّرَ اليقين النوايا
أينع الحب في القلوب صلاحا
* * *
هذه ليلةٌ أضاءتْ شموعاً
وزَهَتْ بهجةً وفاضتْ رباحا
أنا في دارةٍ أرى الزُّهرَ حولي
والأساطينَ والوجوهَ الصِّباحا
دارةٍ تستقي المكارم منها
نُبْلَها لا تَوَدُّ عنها بِراحا
يعقدُ النُّورُ فوقَها في شموخٍ
مهرجانَيْن سُؤدَدا وسَماحا
هي للفكر موسم يتبارى
فيه فرسانُه عَطاءً مُتاحا
لا جناحٌ عليَّ إن قُمت أشدو
أو تعلَّقتُ حبَّها لا جُناحا
* * *
ما توقَّعْتُ أن تزُفَّ الصَّحَارى
لِيَ وَرْداً وَنْرجساً وأقاحا
أيُّها العاشقُ المِدادَ عيوناً
آسرات تألُّقاً وصراحا
أيُّها العاشقُ المدادَ لهِيباً
يستفزُّ القُوىَ ويُغري الطَّماحا
هذه ليلةٌ بعُرسِكَ نَشْوى
عِطْرها دَغْدغَ النفوسَ وَفَاحا
جئتُ أهديكَ يا سميرَ القوافي
من رياحينِها الحسانَ الملاحا
تتسامَى تأنُقاً وانسجاماً
تتهادَى على السُّطورِ مِراحا
جئُتُ أسعى بها إليكَ فخوراً
أسْبقُ الضَوءَ والصَّدىَ والرياحا
أنتَ في عالَمِ البديعَ بديعٌ
تُحسِنُ القَوْلَ سَلْسَلاً وبَراحا
مبحرٌ في القريضِ شَرْقاً وغَرْباً
بوركتْ في العطاءِ راحُكَ راحا
* * *
أيها الشاعرُ الذي عاشَ يَسْقي
شِعْره الحبَّ ما روى منه ساحا
عبَّ مِنْ كلِّ جَدْولٍ ما تمنىَّ
خَبرَ البَحْرَ والذُّرا والبِطاحا
كلَّما أَطْبَقَتْ عليه الدَّياجي
شَقَّ من لجَّةِ الظلام صباحا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :368  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 45 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.