ملأتْ بخمر الذكريات دناني |
فعكفت أفرغها بلا حسبان |
رسمت بقلبي لوحة ذكرى لها |
فكتبت بين جفونها عنواني |
وحملت في كبدي لواعج شوقها |
وعزفت بين شغافها ألحاني |
قرأت على شفتي بقايا همسها |
ورأت لهيب السهد في أجفاني |
فتساءلت عما أكابده جوى |
والحب في لغة الحسان معاني |
قالت علام تطير حين تراني |
فرحاً تقبل نشوة فستاني؟ |
تهوى تعانقني عناق مودع |
وتطوف بي في موكبٍ فتَّان |
في زورق مجدافه وشراعه |
عَلَمان بالأنوار مصطبغان |
لم تجمد الكلمات في شفتيهما |
فالحب عندهما مُنًى وأغاني |
في الكأس تبصرني كما أخبرتني |
فجراً وأنت النور في فنجاني |
فأجبتها أوحى بحبك راشد |
منه استقيت محبة الإخوان |
ألفيتني يوماً أطوف بداره |
ودخلت جنته بلا استئذان |
فإذا الوفاء يضمني متوهجاً |
بكرامة الإنسان في الإنسان |
ما بين كوكبة سمت أخلاقهم |
أولو وجوه في الكرام حسان |
أبصرت تاريخي على قسماتهم |
وعروبتي من طنجة لعُمان |
قد أسلموا آذانهم لخطيبهم |
وقلوبهم في راحتيه عواني |
ما أجمل الدنيا إذا سطعت بها |
شهب تقود سفائن الإيمان |
ما مثله في الفضل غير مضيفه |
نجمان في العلياء مؤتلقان |
رصَفا دروب المكرمات ضيافة |
واستوطنا الإحسان بالإحسان |
كم عاشق للمال سخَّر نفسه |
عبداً يدير مصالح الشيطان |
صالاته تخمت بصيد شباكه |
متعدد الأشكال والألوان |
قالت أراك غرقت في تمجيدهم |
وتركتني في لجَّة النسيان |
إياك أن تلهو بحلم طفولتي |
إياك أن تسعى إلى سُلواني |
فلئن غضبتُ فلن تطيق عواصفي |
أبداً ولن تقوى على طوفاني |
فأجبتها كُفِّي الملامَ حبيبتي |
فَلأنْتِ ملء مشاعري وكياني |
شرق البلاد وغربها يا جُدَّتي |
في راحتيك اليوم يلتقيان |
مالي سواك مليحة أشدو بها |
وأصوغ في أوصافها ألحاني |
لي كل يوم في هواك قصيدة |
حتى غدوت من الهوى ديواني |