أَلَقُ الشهامة في جبينك يشرق |
وشذى المروءة من يمينك يعبق |
يا أيها الرجل الذي إحسانه |
ما زلت من أطيابه أتخلق |
ماذا أقول وأنت في عرسٍ به |
تخضر أغصان الوفاء وتورق |
في جنة وشَّى الندى أثوابها |
والحب في جنباتها يتدفق |
أقبلت أحمل رفد عرسك مهجة |
تشدو بفضلك نشوة وتصفق |
هرمت قواميس المديح وخرَّفت |
ومضت تزيف وجهها وتلفق |
إن لم يكن للصدق بين سطورها |
وهجٌ على طول المدى يتألق |
مالي إليها حاجة ومصيرها |
إما يواريها الثرى أو تحرق |
لم يبق إلا أن أزف عواطفي |
هي خير ما أهدي إليك وأصدق |
هي حرة مثلي وأنت ولينا |
والحر لا يدنى ولا يتملق |
يا أيها الرجل المبارك جده |
سمح العريكة في الفضائل معرق |
أعتقتني من رق جهلي عندما |
أبصرتني أهوى فنعم المعتق |
وعقلت بالحسنى لساني مَن ترى |
إلاّك يحكم قيده أو يطلق؟ |
فإذا سكتُ فما عييت وإنما |
أدع المكارم عن صفاتك تنطق |
يا أيها الرجل الذي تزهو به |
أخلاقه وبها يسود ويسبق |
أنت المفوه إن تحدث أو شدا |
عزف الجميع عن الكلام وأطرقوا |
كم أسكر الآذان خمر حديثه |
في لفظه شمم وفيه تأنق |
علمتني عشق البحور وخوضها |
وجعلت أحلامي لها تتشوق |
لولاك لم أشهد شواطىء حسنها |
يوماً ولم يُبْحِر بها لي زورق |
كل البحور أغوص في أعماقها |
لكنني في بحر جودك أغرق |
حملتني ديناً أنوء بعبئه |
وتركته علماً يضيء ويخفق |
أنا معسر لا أستطيع قضاءه |
فامنن فمثلك محسن أو مشفق |