شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((ملتقى الاثنيينة)) (1)
للشاعر الأستاذ مصطفى عكرمة
يا ملتقى اثنينيةِ الأدابِ
حيّتْكَ رحمةُ ربكَ الوهابِ
وهمى عليكَ من العنايةِ صيِّبٌ
بركاتُه موصولةُ التسكابِ
أو لستَ من جدّدتَ فينا عبقراً
وأعدتَ عهدَ عكاظَ بعد غيابِ!
فرحابُكَ العطراتُ أمسى رحبُها
للعلمِ والآدابِ خيرَ رحابِ
أنِسَ البيانُ بها، وقرّت عينُه
وبها استعاد الشعرُ عهدَ شبابِ
اللَّهُ علّمنا البيان لحكمةٍ
ولحكمة أعلى ذوي الألبابِ
هم زينةُ الدنيا، وهم أقطابُها
ما قيمةُ الدنيا بلا أقطابِ!!
* * *
يا ملتقى اثنينيةِ الآدابِ
للَّه كم جمّعتَ من أحبابِ!
ولكم أدرتَ كؤوس ودٍّ خالصٍ
سَكِرَ النديُّ بها بغير شرابِ!
تزهو رحابُك وابن خوجهَ زهوُها
زهوَ الزهورِ مُلِئْنَ بالأطيابِ
الجامعُ الأدباءَ صفوُ ودادِهِ
والآسرُ السمّارَ بالترحابِ
اللَّه أهداه لهذا الملتقى
واختاره لرعاية الآدابِ
سمحَ السريرةِ مطمئناً بالتقى
لم يشكُ من بذلٍ، ومن أتعابِ
ما همُّه إلا انبعاثُ تليدِنا
بطريفِ مجدٍ مشرع الأبوابِ
تزهو به لغةُ الإلهِ يَمدُّها
بالوحي فيضُ عدالةِ (الخطّابِ)
لغةُ الإله، ودون رتبة أهلها
يوم التفاخر سائرُ الألقابِ
أوَ ما بها الرحمنُ أنزل وحيَه
وبها تولّى حفظَ خيرِ كتابِ!
لولاه ما كنا، ولا أمسى لنا
مجدٌ، ولا ذكرٌ على الأحقابِ
فلكم أحال الذلَّ فينا عِزةً
ولكم رفعنا رايةَ الغلاّبِ!
في آيةٍ منه صلاحُ أمورنا
وشفاءُ ما في الكونِ من أوصابِ
ما غاب عنا ساعةً إرشادُه
إلا وعدنا أذؤباً في غابِ
أوَ ما غدا الإفناءُ لعبةَ ظالمٍ
قاد الورى بالفتكِ والإرهابِ!
من ذا الذي يثني القويَّ إذا اعتدى
إن كان لم يأبهْ ليومِ حسابِ!
خوفُ الدمارِ يشلُّ أنفسَ عالم
فإذا بها كالشاة بين ذئابِ
لوْ ظل دينُ اللَّه فينا قائماً
لم يشكُ أدنى الخلقِ أيَّ عذابِ
ولعاشَ أهلُ الكون جنّةَ عدلِهِ
وأزيلَ ما للظلم من اسبابِ
أوَ ما به نال الزمانُ حضارةً
يبقى سناها الدهرَ دون غيابِ
ما فرّقت يوماً عدالةُ شرعنا
ما بين أهلِ الدار والأغرابِ
وبسرّ ما قد أودع المولى به
سيعود شملُ العرب جدَّ مُهابِ
ويعود للأقصى الأمانُ وأهله
أمنوا به في جيئةٍ وذهابِ
فالدين ليس سواه ينقذ عالماً
القائمون عليه أهلُ النابِ
الكون كل الكون يشكو بطشَهم
وعلى الضعيف يُصَبُّ ألف عِقابِ
لا ضير من سُجُفِ الظلام فهدينا
نورٌ سيخرقُ قلبَ كلِّ ضبابٍ
كم بعد طول العري تورق غابة
ولكم يفيض القفرُ بالإخصابِ!
* * *
يا ملتقى اثنينيةِ الآدابِ
عذراً إليك إذا اختصرتُ خطابي
إن كنتُ فيما كنتُ يوماً شمعةً
فهنا هنا أنوارُ ألفِ شهابِ
يُنمى الجميلُ إلى الجمالِ، وينتمي
لشذى الأزاهرِ حسنُ كلِّ ملابِ
روحي بروح المؤمنين توحدت
في الدهر رغم تباعد الأصلابِ
ما اخترت إلاّ نهج من قبسوا الهدى
ولنشره لم يأبهوا بصعابِ
نهج الهدى إرثُ العقولِ على المدى
وسواه مهما كان محضُ سرابِ
شقي الأنام غداة لم نعدلْ به
واسترهبته طغمةُ الأوشابِ
آن الأوانُ لكي نزيل شقاءه
ونردَ كلَّ مضلّلٍ لصوابِ
ستعود للدنيا خلافة أمتي
وبها ينال الكون كلَّ رغابِ
وعْدٌ من الرحمن نحن جنُودهُ
ولدى المهيمن فصلُ كلِّ خطابِ
* * *
يا أيها الأحبابُ في مهدِ الهدى
ما عشتُ أنتم صفوةُ الأحبابِ
حسبي بأحمد مرسلاً من هاهنا
للعالمين بشِرعة التوابِ
والصحبُ كانوا من هنا، وبأننا
نحيا لنقبِسَ سيرةَ الأصحابِ
ما مثلُ سيرةِ أحمدٍ وصحابه
حسبٌ لنا يسمو على الأحسابِ
يبقى لقاءُ الودِّ هذا شافعاً
نرجو به الغفران يومَ حسابِ
وافيتُ محرابَ البلاغةِ ساعياً
علّي أفوزُ بلمسةِ المحرابِ
فلتعذروا عجزي نوابغَ أمتي
إن كنتُ من خجلٍ طويتُ كتابي
ستظل اثنينيةُ الآدابِ
ما بيننا من أكرمِ الأنسابِ
جمعَ ابنُ خوجهَ شملَنا لتظِلّنا
آلاءُ نعمة ربّنا الوهابِ
فلْيبقَ داعينا لها علماً بنا
ويثابَ من مولاه خيرَ ثوابِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :361  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 175 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.