شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
للشاعر المكي فاروق صالح بنجر (1)
((في ليلة تكريم الشاعر))
ألقى المحتفى به الأستاذ فاروق بنجر في الختام قصيدة رد بها على تحية المحتفى له، فقال:
أمكرم العلماء والأدباء
ومكلل الإبداع بالأشذاء
ومبجل الفكر الرفيع تضيئه
قمراً بهذي الدوحة القمراء
باركت أصحاب اليراعة والرؤى
وجلوتهم في بهجة الأضواء
فحففت بالقنديل كل مهذب
صافي نديك زهرة الإبهاء
وشرعت نافذة الوفاء لنخبة
حملت لواء الخير للعلياء
ونقشت من لفتات حسك لمسة
أضفيت لؤلؤها على الأكفاء
من أنت تحفل بالثقافة آنساً
بالوقت في زمن من الأعباء
زمن بعبء الآس مشتعل على
سفر يضيق بساعة استيحاء
القارئون به بقايا صفوة
منحت صفاء العقل نهر بهاء
والكاتبون مشارب حشدت على
ورق الصحافة غمغمات خواء
أنصاف قراء على أرباعهم
من مترف السمار والخلطاء
وتصدرت زهو المنابر جوقة
ممهورة الأقلام بالخيلاء
هم (الظهور) مدغدغ أصواتهم
في (زفة) مطلولة برياء
أغراهم الولع الملمع بالفر يد فأمعنوا في لعبة الإغراء
وتشغفتهم رؤية منحولة
ذبلت وعفرها فصول ضياء
أهوى الجديد.. وما الجديد
المستعار الصوت والإيقاع والإيماء
وهم تلبسه الفضول مهوماً
فيهم، أتلك حداثة الصحراء؟
ما غادر الشعراء من مترنم
بل غادروا سقط اللوى بعراء
إن الجديد لمن يطارح فكره
لا من يديم صدى من الأصداء
وتجاسرت لغة السديم فكل مَنْ
سل اليراع أراق حبر هراء
فمضى الأديب مطأطئاً مصباحه
في بونه المصفود بالدهماء
لم يلف من يرتاد ورد كلامه
أو من يشاطره المدى بجلاء
الفكر صار مدمِّراً بين المحنط
والمبهرج في شفيف طلاء
ليت الفتى قمر تشف بنوره الأنواء للساري على إدجاء
يا سيدي ماذا تروم من الفتى
مرماه هذا الشعر بعض عطاء
لم يصفه إلاَّ الشجون وربما
عاناه هما مشعلاً برواء
لكنه عاش الشعور موطناً
للحب رؤيا شاعر غناء
الشعر نبراس الكلام شعاع نبرته رؤى لماحة الإيحاء
لملمت أطرافي بريش جناحه
وزففت في آفاقه الزهراء
ورضبت ورد فراته فأنالني
شفقاً تسلسل في رفيف نجاء
سميته قمري فأشعل ليلي المبثوت في ترنيمة الغرباء
فضممت أسحاري إلى القلب الَّذي
عشق السنا في الموطن المعطاء
غنيت للوطن المقدس للطفولة للقلوب حفية بالماء
وقرأت نبض الأرض والإنسان في
مرآة هذي الغربة الرعناء
فإذا الحقيقة فكرة مخبوءة
لم ترتسم في جوهر الأشياء
وإذا السلام مسوم بدم يموج بناره الإنسان في بيداء
وإذا الكلام مطوق بالسيف أو
بالزيف أو بالصمت والإغضاء
وإذا الدهاء ذريعة في عالم
متسربل بثعالب الأحياء
لا يسلم الصوت الشريف من الأذى
حتى يواطىء سائد الأهواء
عفواً صديق الشعر والشعراء
إن جشت بالأشجان من برحاء
فمرارة الماء المعلق في فمي
كبراءة الطفل الغريب النائي
لم نعطه أمن الضفاف ولم نضىء
عينيه كيف يرى ظلال صفاء
عبثاً نوشوش ظلنا ويريبنا
صمت يحدث عن جراح إباء
فهنا مدار للحوار ومنتدى
للساطعين أحق بالإفضاء
آلفت فيه معلماً ومفكراً
في عقد كوكبة من النبهاء
وعطفتني فأقمتني في موقع
أدني به صوتي على استحياء
في محفل أضفي وقار سراته
سبباً لناشد حكمة وسناء
أصفي وقار القوم وداً صغته
من لطف وقت عاطر الإصغاء
وأجل نفسي والكرامة أن نُرى
في شاعر متزلف ومراء
وأرى بهاء الشعر أنقى طلعة
من أن يشاب بوصمة استخزاء
أتراك في هذا الندي مكرماً
وقتاً لنبض الحاذق البناء
أنت.. المكرم في الرجال فإنهم
لهجوا بلطفك في حميم جواء
 
طباعة

تعليق

 القراءات :498  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 115 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.