على الأفنانِ صداحٌ رطيبُ |
يحركنا وأنسامٌ وطِيبُ |
وأقمارٌ تسربلُ في بهاءٍ |
وأنسٌ حاضرٌ وفمٌ عذوبُ |
وشربُ صفاء وندمان حسان |
وبدر لقائنا راحٌ وكوبُ |
واثنينية قد زانَ فيها اللقا |
عبدٌ لمقصودٍ نجيبُ |
تُرى ماذا أقول وأي شعرِ |
لعبدِ الباسطِ الأسمى يُصيبُ |
ذكيُّ اللبِّ لمّاحٌ صدوقٌ |
رهيفُ الحسِ ذواقٌ أديبُ |
له هدفٌ يسيرُ بهِ دؤوباً |
ينيرُ إذا تشعبتِ الدروبُ |
وعَى المنهاجَ ثم أعدَّ زاداً |
لتسيارٍ تهدده النيوبُ |
وهبَّ بنهضةٍ ضمتْ فُحُولاً |
إلى ساحٍ يجولُ بها الكذوبُ |
فقامتْ مِنْ بني الإسلامِ دارٌ |
ورابطةٌ تؤلُفها القلوبُ |
أوى فيها من الأحرار رهطٌ |
ذوو أدبٍ وقصدٍ لا يخيبُ |
نعم أدبٌ من الإسلامِ يُنْشَا |
رصيناً تستقيمُ بِهِ الشعوبُ |
نَعَمْ أدبٌ وللإسلام يُبْنَى |
عفيفاً لا يضلله لعوبُ |
ترفرفُ فيه عاطفةٌ ويشدُو |
به قلب يحركه وَجِيبُ |
وتعصفُ في منابرهِ أسودٌ |
إذا نزلتْ بأمتِنا خطوبُ |
ويرسمُ للغدِ الآتي غيورٌ |
ويقبسُ من حضارتهِ لبيبُ |
فرابطةٌ هي الأدبُ المصفَّى |
ورابطةٌ هي الروضُ الخصيبُ |
وعبدُ الباسطِ الجنديُّ فيها |
وعبدُ الباسطِ الحَبْرُ الأديبُ |
ألا يا ابنَ النبي سعدت لمّا |
شرفتَ بقربِهِ ودنَا الحبيبُ |
وصرتَ لحيّهِ صبَّاً وفيّاً |
وطيبةُ للهوى روضٌ رحيبُ |
جمعتْ لحسنها الأبهى سِجِلاً |
وتاريخاً بجوهرِها يطيبُ |
ألا فأهنأ أُخَيّ فقربُ طه |
لأهلِ جوارهِ غيثٌ سكوبُ |
وأعتابُ الحبيبِ دواءُ روحٍ |
من الأسقام إن عجزَ الطبيبُ |
أحبتنا وفي التكريم تُجْنَى |
ثمارُ العمرِ يقطفُها الأريبُ |
ألا فلتسلمي يا دارَ فضلٍ |
لها مِنْ كلِّ مكرمةٍ نصيبُ |
وبوركَ عابدُ المقصودِ فيها |
تهاطل في مرابعهِ الطيوبُ |