أنا لا أقول عميدُ هذي الدار فاق الناسَ طُرّا |
كلا ولا هو من أُسودٍ ضَرِيَّةٍ يختال كِبرا |
لكنما كَبدُ العروبة سَلَّه كالسيف حُرّا |
إِفْرِنْدُهُ مُثُلُ العقيدة.. زانه أدباً وطُهرا |
وتَرقرقتْ لُطفاً شمائلُه فذاب الخُلْق عِطرا |
وتهلّلتْ بِشراً صفيحةُ وجهه فاهتزَّ بشرا |
هو في الوداد أخو الوداد المَحْضِ ليس يُريكَ غدرا |
نُبْلُ الحجاز وعِزّةٌ نجديةٌ.. ناهيكَ فخرا |
يا دارةً دارَ الحديثُ بأُنسِها عَبَقاً وسحرا |
فاضتْ مجالسُها هُدَىً وتنزَّهت لَغواً وهَذْرا |
وتنافس الأدباءُ في حَلَباتها شعراً ونثرا |
شَدّ الودادُ عُراهُمُ فتآلفوا عُسراً ويسرا |
نبذوا التحاسدَ والتَّباغضَ عِفَّةً منهم وبِرَّا |
فإذا انتجعتَ القومَ في ناديهُمُ أَلفْيتَ بحرا |
أدبٌ يقالُ وحكمة مرويَّةٌ.. وجُزيتَ خيرا |
يا دارة عُمِرتْ بأكرم عُصْبةٍ عُمِّرتِ دهرا |
وانهلَّ فيكِ الغيثُ مِدراراً وتَسكاباً وقَطْرا |
فَلَكَمْ يُنازعني الفؤادُ لوصلِها ويُرَدُّ قهرا |
وتَرُدُّني عنها الصَّوارفُ تارةً صفواً وكَدْرا |
فأزورُها في غفلةٍ من عاذلي شهراً فشهرا |
جُلِيتْ عَروساً في العيون لتَسْبِيَ العشاقَ بِكرا |
وتجددَتْ لِتُجِدَّ وصلاً.. هل أُطيق اليوم هَجرا؟ |
يا واحةَ الأدباءِ يزهو الفنُّ في مغناكِ نَضْرا |
يا واحةَ الأدباءِ دُمْتِ على المدى ووُقِيتِ شرَّا |
لو أستطيع تحيةً لنثرتُ فيكِ الشُّهْبَ زُهْرا |
ولَصُغْتُ فيكِ قصائدي لَترِفَّ في ناديكِ زَهْرا |
جُهْدُ المُقِلِّ مديحةٌ قد ضُمِّنَتْ ذهباً ودُرّا |