أنجم من سمائها تتنادى |
مشرقاتٍ تُسْدي إلينا السدادا |
كالمجرات يأتلقن جميعاً |
كالمجرات يأتلقن فرادى |
كل نجمٍ ينافس النجم نوراً |
وبهاءً وروعة وامتدادا |
جمع الود بينهم بالعشياتِ |
ولا ينقص النهار الودادا |
دعوة الود قد بدت من كريم |
وأديب تَورَّث الأمجادا |
عن أبٍ نابغٍ وليس عجيباً |
عندما يتبع الطريفُ التلادا |
وأشد الضياع أن يُنبذَ الماضي |
فننسى الآباءَ والأجدادا |
رائد أنت قد ندبت المعالي |
عندما جئت تكرم الروّادا |
كل اثنين كوكباً أي سحر |
ضم هذي الفراقد الأندادا |
سحر عبد المقصود ما كنت أدري |
أنه ساحر ويهوى الرشادا |
قد تخيَّرت بل أجدت اختياراً |
كل ما شمت عبقرياً تهادى |
ولقد يخطىء الدليل ويكبو |
مثل ما تُعثر الحصاةُ الجوادا |
مرةً عندما تخيَّرت شخصي |
فتعجبتُ أن أكون المرادا |
وتصاممت ما أصدق سمعي |
أتراني وليس غيري المنادى |
صدقوني فما أصدق حتى |
ناظري أن يكون غشَّى وزادا |
نقلتني الأطيافَ في الحلم يا جَفْنُ |
فخلِّ الأطيافَ خلِّ الرقادا |
هكذا تحلم القلوب وتهفو |
وفؤادي ما كان إلاَّ فؤادا |
قد تساءلت من أكون وماذا؟ |
والسؤالات حُوَّم تتمادى |
ما أنا في عدادكم غير قلب |
خَلَبَ الحرفُ لبّه فانقادا |
جئت هذا المساء أقبس ضوءاً |
وبأفكاركم أورِّي الزنادا |
فَينابيعُكم تحدَّرُ بالثرِّ من |
الفكر وتسقي العطاش والورادا |
كل نبع يفيض نثراً وشعراً |
كم سقى فيضه الرويُّ البلادا |
أكرموني فقوِّموني بنقد |
أنا أشتاق أسمع النقادا |
هذه ليلة من العمر بيضاء |
زهى ليلها وألقى السوادا |
فالعشيات قد تضمخن بالورد |
فجاءت أفوافه تتنادى |
وذكى زهرها وقد جاء صفواً |
خلع الشوك جانباً والقتادا |
أتريدون أن نعيش صفاء؟ |
ليس يشكو إلى الليالي النفادا |
أمزجوا فكركم بفيض من الحب |
لنحيا به فلا نتعادى |
واجعلوا نقدكم من النور أصفى |
ليس ناراً تورّث الأحقادا |
أجدر الناس بالمحبة ناس |
عشقوا الحرف صفحة ومدادا |