شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
لشاعر المهجر الأستاذ زكي قنصل (1)
((تسبيحة الحب))
تحدث الأستاذ زكي قنصل، فقال:
أيها الأخوة الأحبة.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أود أن أكرر تحيتي لخادم الحرمين، وشكري لعلي الشاعر الَّذي تفضل بدعوتي إلى هذا البلد الحبيب؛ كما يسرني أن أنقل إليكم جميعاً تحيات إخواني في المغتربات وشعورهم الطيب نحو هذا البلد الَّذي أحبوه، دون أن يتعرفوا عليه، وكما كنت أحبه أنا، وكما سوف أحبه إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً؛ قصيدتي هذه الليلة ـ إذا وجدتها ـ سوف تكون بعنوان (تسبيحة الحب):
درست الناس خافيةً وجهرا
وزرت الأرض يابسةً وبحرا
وذقت من الهوىٰ حلواً ومرا
ولكني أحب الناس طرا
ولا أطوي على الشحناء صدرا
لعيني حلوتي أهوى` العيونا
وإن يملأن آفاقي شجونا
إذا جارت عليَّ فلن أخونا
لها عهداً، وقلبي لن يكونا
لغير خيالها الغالي مقرا
أراها في الصباح وفي المساء
وفي الصيف الضحوك وفي الشتاء
بشاشتها على البلوى دوائي
ومن قطراتها قوتي ومائي
أيرجو عاشق أشهى وأغرى؟
ويا غلواء أدركني الغروب
ولاح على أساريري الشحوب
ولكني أموت ولا أتوب
ذنوبي.. ليس للصابي ذنوب
متى كان الهوى الروحي وزرا؟
يعيب عليَّ حبيك الصحاب
ولو حبوا.. لما لاموا وعابوا
هموم الحب في قلبي عذاب
وأحلاها الَّذي فيه عذاب
فلا تك للهوى يا قلب قبرا؟
رعاك الله يا متع التصابي
وإن كانت شراباً في سراب
ذوى من بعدها عود الشباب
فكيف أعيده غض الإهاب
وهل من صبوة في السوق تشرى؟
درجت بقريتي مرح الفؤاد
وعشت بغربتي قلق الوساد
أأجني بعد شق النفس زادي
وأبني للخراب وللنفاد
وأزعم أنني حققت نصرا
عيوبي مثل غيري لا تعد
وأوصافي المنيرة لا تحد
حديثي بعضه هزل وجد
وبعض آخر غي ورشد
فخذ نزراً ودع للغير نزرا
أنا كسواي من نار ونور
ومن حمأ، ومن ماء طهور
أطير إلى السماء مع النسور
وأخبط في جحيم من شرور
وأخطىء تارةً وأصيب أخرى
مدحت بدون شكر أو جزاء
وصنت وقار شعري عن هراء
زكا زهري لجانيه ومائي
فخذ واشرب ووزع من إنائي
وهل غيري زكا ماء وزهرا؟
معاذ الله أن يخبو رجائي
وأزعم أن دلفنا للفناء
أرى بالأفق بارقتي ضياء
وألمح فيهما جند الفداء
يحرر أمتي قطراً فقطرا
تغير كل شيء في الوجود
وصار البخل منعوتاً بجود
تسابقنا ولكن للجمود
فلا تعجب لغطرسة اليهود
تغافلنا فأضحى القطر بحرا
أحب العرب أنهم عشيري
وأقرأ في مصيرهم مصيري
ولا أطوي على حقد ضميري
ولكن كيف أسكت عن حقير
على بيتي وأقداسي تجرا؟
رأيت الشعر في الدنيا يتيماً
يعيب النقد مذهبه القويما
فإن ترطن تكن فذاً عليما
وإن تعرب تكن جلفاً قديما
تشان وتزدرى شعراً ونثرا
تعالى الله ما أغنى غناه
وما أسخى إذا وهبت يداه
فصف القلب واخشع في حماه
فما خاب الَّذي يرجو نداه
ولا عيب الَّذي يسديه شكرا
ويا أهلي بلغت بكم مكانا
يعز على النسور فلا يدانى
إذا اشتد الزمان علي هانا
لأن بسيفكم ألقى الزمانا
فيطلق ساقه للريح ذعرا
زكى من فضل حفلتكم طعامي
وبل سحاب عطفكم إدامي
كرام عشيرتي فوق الكرام
فلا يتشامخن أحد أمامي
فإني قد شأوت الناس فخرا
ويا أهلي سأشكركم جزيلا
وأحمل في الضمير لكم جميلا
كئيباً كنت يا أهلي ضئيلا
فصرت بظلكم طوداً جليلا
تعمم بالسحائب واشمخرا
غداً تأتي السنون على حياتي
وتمشي الحادثات على رفاتي
ولكن سوف تبقى ذكرياتي
لتهتف باسمكم بعد الممات
وتذكر فضلكم سطراً فسطرا
 
طباعة

تعليق

 القراءات :398  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 79 من 192
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.